حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,28 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3395

سالم عكور يكتب: الإستقلال .. والتاريخ المشرف للهاشميين .. !!

سالم عكور يكتب: الإستقلال .. والتاريخ المشرف للهاشميين .. !!

سالم عكور يكتب: الإستقلال  ..  والتاريخ المشرف للهاشميين  ..  !!

25-05-2025 08:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م . سالم عكور

تسعة وسبعون عاماً مضت على خروج هذا الوطن وشعبه من براثن الاستعمار إلى حياة نال فيها الشعب الأردني حريته وكيانه العروبي . وعلى الرغم من كل النزاعات التي سادت ساحته في ذلك الوقت المرير إلاّ أنها لم تستطع خطف فرحة الاستقلال من قلوب هذا الشعب الطيب المعطاء ، بل على العكس من ذلك كانت قد جذرت فيه أن التماسك بين كافة أطيافه ومتانته هو ألمعنى الحقيقي لمفهوم الإستقلال وفرحته والالتصاق بثرى هذا الوطن وقيادته هوّ أساس الطمأنية والإستقرار المستدام .

عندما إنتزع الأردن استقلاله بحكمة قيادته الهاشمية كنا نحن لم ننعم بعد بنور الحياة ، ولكن فرحة الأرحام التي أوتنا أجنة بين عروقها والأصلاب التي غرست فينا معنى الرجولة وكرامة الرجال ، كنا قد تلمسناها وغرست في جوارحنا نور الاستقلال وتجلي العيش على ثرى الأوطان ، ويتجاذبنا السمع ويستقبل تمتمات فخر الحديث من أفواه آبائنا وأجدادنا ، فكبرنا قليلاً وذهبنا نستلهم أبجديات لغتنا العربية ، لنستقي معنى المجد والكرامة ، ونستنشق رحيق قصص هؤلاء الأجداد البطولية في الذود عن مجد الوطن وشعبه حتى نال استقلاله !!

جداتنا كنَّ دائماً يفتخرن بتلك الإنجازات البطولية لمن انجبوا من رحم هذا الثرى ، ويسردن علينا قصص بطولاتهم باسلوب مشوِّق ، وبتأني ذاك المعتز بإنجازات أبناءه ، بصورةٍ لا توازيها أية وسيلة إعلامية حاضرة ، رغم زخم كل هذا التقدم التكنولوجي لوسائل الإعلام المقروءة أو المكتوبة !!

ثم وعيّنا وبدأنا نقرأ أبجديات تاريخ أردننا ونضال رجالاته وما يحيط بنا من أحداث استطاع هؤلاء النشامى والنشميات المتأصلين والمتجذرين بثرى الأردن ، تجاوز كل تلك الأحداث والخروج بأمتهم من حالات الاستعباد التي مارسها المستعمر على الشعوب العربية بشكل عام ، فدأبوا على الاستمرار في الدفاع عن حريتهم واستقلالهم ، فاخذوا على عاتقهم الارتقاء بالأردن وشعبه إلى الصفوف الأولى من التقدم والنجاح في كافة ميادين الحياة التي من شأنها رفع شأن أمتها بشكل عام والأردن بشكل خاص !!

وفعلاً .. استطاع الأردن وعبر قياداته الهاشمية الحكيمة بكافة مراحلها تحقيق ذلك ، انطلاقاً من قائد الثورة العربية الكبرى و شريف مكة المغفور له الشريف الحسين بن علي مطلق الرصاصة الأولى للثورة والمنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين وعودة الخلافة للعرب !!.

وبذات النهج العربي الهاشمي ، استمر جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بكل ما أوتيّ من حكمة القيادة ، للخروج بأمته وشعبه من تلك المرحلة المؤلمة من تاريخ الأردن بصفه خاصة والأمة العربية بصفة عامة .. فتمكن جلالته " الامير آنذاك " عبد الله بن الحسين في الفترة الواقعة ما بين 28-30 آذار 1921م. من تأسيس إمارة شرقي الأردن و تشكيل الحكومة المركزية الأولى في البلاد في 11 أبريل عام 1921 برئاسة رشيد طليع !!

ونتيجة حتمية لجهد جلالته الدؤوب ، استطاع جلالته في عام 1946 م أن يدخل الفرحة بين أبناء شعبه ويحصد ثمرة هذا الجهد باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية عن بريطانيا بعد سلسلة من المعاهدات مع انجلترا كان آخرها المعاهدة الانجليزية الشرق أردنية في 22 آذار عام 1946 م التي أنهت الانتداب البريطاني وحققت للأردن استقلاله ، ليعتلي جلالته العرش كأول ملك ينصب على عرش الأردن . وحدد اليوم الخامس والعشرون من شهر أيار من كل عام عيداً وطنياً لاستقلال الأردن !!

دخل جلالته الحرب عام 1948 واستطاع جيشه الاحتفاظ بما يعرف الآن بالضفة الغربية كاملة بما فيها القدس الشريف بعد معركة باب الواد ، فيما خسرت الجيوش العربية الباقية ولم تستطع الاحتفاظ بشيء رغم محاولات جلالته بعد نيل الإستقلال وتحويل إمارته إلى مملكة حل المشكله الفلسطينية اليهودية سلميا وإقناع العرب بقبول قرار التقسيم مبدئيا !!

وعلى الرغم من الأحداث التي أبقت المنطقة مضطربة على الدوام ، نتيجة تلك الحرب ، مع ذلك العدو الإسرائيلي الذي زرعه الاستعمار البريطاني ليبقى شوكة في حلق الأمة العربية ، إلاّ أن جلالة المغفور له الملك عبد الله الأول ، تمكن من الاحتفاظ بعرشه الهاشمي رغم سقوط العديد من الممالك من حوله !!

وفي "مؤتمر أريحا " عام 1950 م طالبت وفود فلسطينية من الضفة الغربية بالوحدة مع الأردن وتم ذلك وجرت انتخابات نيابية كانت مناصفة بين أبناء الضفتين . ودأب جلالته على التردد المنتظم على المسجد الأقصى للمشاركة في أداء الصلاة. وفي يوم الجمعة 20 يوليو 1951 م ، و بينما كان يزور المسجد الأقصى في القدس لأداء فريضة الجمعة ، كانت هناك نهاية ملك استطاع أن ينتزع مملكة الهاشميين من براثن الاستعمار البغيض ، حين استشهد جلالته على عتبات الحرم القدسي ، اغتيالاً على يد أحد العملاء للصهيونية ، حيث أطلقت ثلاث رصاصات قاتلة إلى رأس وصدر جلالته ، وحفيده الحسين بن طلال كان إلى جانبه وتلقى رصاصة تلقتها يد الله عبر ميدالية أصر جده أن يضعها على صدره كانت منقذاً بعد الله سبحانه وتعالى لحياة " الملك الراحل الحسين بن طلال يرحمه الله " ملك الأردن من 1953 م إلى 1999 م !!.

في الثاني من شهر أيار عام 1953م تولى الحكم بعد مقتل جلالة الملك المؤسس أبنه الأكبر الملك طلال بن عبدالله الذي لم يتمكن و لأسباب صحية من الاستمرار في الحكم ، وعندها تم تتويج الأمير الحسين بن طلال بصفته الابن الأكبر للملك طلال ، ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية ، ليشهد الأردن في عهد جلالته بناء الأردن الحديث وتطوراً لم يشهد له مثيل ، في خضم توترات سياسية وعسكرية كانت تسود المنطقة ، ولم تقتصر على الحرب مع إسرائيل التي استطاعت بسبب التوترات العربية العربية ، إلى احتلال الضفة الغربية عام 1967 م ، بل تعدت ذلك إلى الداخل الأردني ، لتكسر قاعدة أمنه واستقراره ، ولكن بحنكة ذاك الملك الشاب الفذ " الحسين بن طلال يرحمه الله " الذي استطاع أن يقمعها من جذورها ، ويرسخ مبدأ التعايش الإنساني ما بين الشعبين الأردني والفلسطيني ، لينهظوا معاً في ترسيخ أواصر الأمن والاستقرار ، وزيادة اللحمة بينهما ، حتى استطاع الأردن الحديث وبحكمة مليكه الخروج من مآزق التأزم السياسي والعسكري إلى أردن عصري أصبح مفخرة في عين العدو والصديق ، ليأذن الله سبحانه وتعالى فيما بعد لروح الحسين الباني الرحيل عن هذه الدنيا إلى دار الآخرة ، ليورث عرشه الهاشمي لنجله الشاب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ، الذي غرس فيه نخوة الهاشميين وعطائهم الكريم لشعبهم الذي بادلهم ذات المحبة والوفاء لهذا العرش ، ورسخت فيهم كل معاني الحب والانتماء لثرى هذا الوطن والولاء لعرشه المفدى ، و لم يتوانى جلالة الملك عبد الثاني حفظه الله ورعاه أبداً في أن يخطو تلك الخطوات الهاشمية الراسخة وبذات النهج الملكي المتواضع الذي اقتلع كل جذور الحقد والضغينة من بين أبناء شعبة ويغرس نبتة المحبة والأخاء بينهم على الدوام واستطاع جلالته بحكمته الرشيدة ومحبة شعبه الخروج بأمنٍ وسلام من محاولات عدة زعزعة أمن الأردن واستقراره عبر ما يعرف " بالربيع العربي " ألذي أطاح بزعماء ودول !!

سالم عكور akoursalem@yahoo.com











طباعة
  • المشاهدات: 3395
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-05-2025 08:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم