19-05-2025 08:17 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
كل يوم تخرج علينا حكومات ليس لها سوى تجميل فلان او علان بمكياج سرعان ما يذوب مع اول بزوغ لأشعة شمس الفقر الصباحي عند كل إشارة مرور او أبواب مطاع غصت جوانبها بأشخاص كانوا وزراء ليوم او أيام بحجة ان هؤلاء قد يرتقوا ثقب ثوب الحكومة الذي اكل عليه الدهر وشرب، وهم في الواقع أبناء فلان وأبناء دولة فلان ومحاسيب ونسايب.
وفي ظل هذه الازمة العالمية التي تعصف بالعالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، سواء أزمات تتعلق بالحروب والصرعات او أزمات غذائية وغلاء الأسعار؛ تتسرب كل يوم في دولة مديونيتها 45 مليار دينار، وفي ظل بطالة حجمها وصل إلى حد الغرغرة والموت وفي ظل مٌخرجات بائسة لا ترقى إلى مصاف الدول التي تسعى إلى التعديل في سلوكياتها، هدفا منها لتعديل سلوكيات اجتماعية واقتصادية وتنموية، فيما لا تمتلك الدولة اية مقومات اقتصادية تجعلها قادرة على الوقوف على قدميها، او ان تسير عرجاء.
اليوم وبعد ان اصبحت رؤية التحديث الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ضربا من الماضي بكل ما فيها من ارقام مهولة لا يمكن تحقيق 5% مما ورد فيها، فالعوامل الداعمة والساعية الى تحقيق ما ورد فيها عقيمة لا تلد، ولا يُدر ضرعها حليبا ً ، بل عجفاء نال منها الهزل التخطيطي، والنظرة والرؤية المستقبلية لدولة عمرها ناهز المائة عام، وجاءت بقضها وقضيضها ووزرائها وهيئاتها المستقلة والمُستغلة وتنفيعها هنا وهناك مُخيبة للآمال. لما تم دسه فيها من مغانم كثيرة كما يدعي الذين سردوها وسلقوها سلقاً ليتمكن السامع والقارئ من هضمها، وقضمها .في حين انها تصيب من يقترب منها بصدمة ؛لما تحوية من خيالية ؛ فدعائم الاقتصاد لعشرة سنوات قادمة بحاجة إلى ما يجعلها قادرة على الاستدامة ، في ظل عدم توافر اي عنصر العناصر الداعمة للتنمية المُستدامة التي في جنباتها حدا للفقر والجوع والبطالة ،والتحديث والتطوير الاقتصادي بكافة أشكاله ، وعدم توافر النية لنبش مصادر الطاقة ومواردها التي فاضت من كل حدب وصوب ، وعدم توافر الموارد التي يصعب اخراجها مهما كانت كبيرة الحجم ، خاصة في ظل وجود عصا كبيرة في دولاب الاقتصاد الاردني الذي يُعاني منذ سنين طويلة ، لعدم توافر الارادة للعمل واخراج ما في باطن الارض ، وجثوم ما يسمى بالحكومات التي تسعى الى التنفيع والتهميش ، وجذب عناصر محسوبة على الفريق الوزاري إلى جنباتها ،ونبذ الاخرين الذين لديهم الابتكار والابداع ، وعدم السماح لهم بالأبداع والمبادأة ،وتحقيق نوع من التقدم في مجالات جمة .والاقتصار فقط على أصحاب الرؤى القصيرة والضيقة الذين لا كاريزما لديهم سوى المديح في غير مكانة والردح والتطبيل ، بعيداً عن تحقيق أي مطلب يسعى اليه المواطن الذي لم يجد أي مسرب قد ينفذ منه الى حياة اكثر جودة
نعم نحن امام اشكالية في الرواتب الفلكية، خاصة في ظل مؤسسات مديونة ومكسورة واغلاقها وحلها واجب وامام استهتار بالمواطن لما يتم من شراء للسيارات الفارهة، او التنفيعات التي لا داعي لها، او اغتصاب حق على حساب حقوق الاخرين، في ظل تعديل مكياج حكومي باس لا فائدة منه .فمع بزوغ كل شمس للفقر والجوع والعوز والبطالة سيكون هذا المكياج في خبر كان وتخرج علينا الحكومة في وجهها الباهت الذي لا يستسيغه ذو لب او صاحب رؤية ومُحب للوطن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-05-2025 08:17 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |