14-05-2025 08:49 AM
بقلم : م. نضال الرفايعة
كمواطن شوبكي حين سمعتُ بخبر اختيار لواء الشوبك مدينة الثقافة الأردنية لعام 2025، غمرني شعور بالفخر والرضا. فهذا القرار لم يكن مجرد تكريم لمنطقة جغرافية، بل هو اعتراف مستحق بمكانة ثقافية وتاريخية طالما كانت حاضرة في وجدان الأردنيين، وغائبة عن كثير من الخطط التنموية والثقافية الرسمية.
الشوبك، ليست مجرد قلعة عريقة تقف بشموخ على هضبة مطلة، ولا مجرد محطة في سردية صلاح الدين الأيوبي، بل هي حاضنة طبيعية للتراث، ولغة المكان، وإنسانه البسيط والمثقف في آنٍ معًا. هي مساحة تلتقي فيها الأصالة بالهوية، وتتعانق فيها الحكايات الشعبية مع القصائد المغناة.
إن تحويل الشوبك إلى مدينة ثقافية لا يعني فقط إقامة مهرجانات ومعارض وندوات، بل هو فرصة لإعادة الاعتبار للهامش الثقافي، الذي كان دومًا غنيًا ومهمشًا. إنها لحظة لإحياء الذاكرة المحلية، ودعم الإبداع الشبابي، وتحفيز الصناعات الثقافية التي يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة.
كشوبكي، أرى أن هذا الاختيار هو مسؤولية بقدر ما هو فخر. فالمطلوب منّا – كمجتمع محلي – أن نكون شركاء حقيقيين في صياغة هذا العام الثقافي، أن نفتح أبوابنا للزوار، ونُرشدهم بحكاياتنا، ونحتفي بتراثنا لا على خشبة المسرح فقط، بل في الشوارع، والمضافات، والبيوت.
كما أطالب الجهات المعنية بأن تكون البرامج المطروحة على قدر طموح الشوبك وأهلها، وأن تشمل المدارس، والجامعات، والحرفيين، والشباب، لأن الثقافة الحقيقية هي التي تنمو من القاعدة، لا التي تُفرض من الأعلى
كواحد من أبناء هذا الوطن، أؤمن أن الثقافة ليست ترفًا، بل هي عمق استراتيجي لأي مشروع نهضوي. وإذا كانت الشوبك هذا العام هي العنوان، فإن التحدي الحقيقي هو أن نمنحها الأدوات لتكتب حكايتها بلغتها، بأقلام أبنائها، وبرؤية تتجاوز الاحتفال اللحظي إلى الأثر العميق.
أتمنى أن تكون هذه المبادرة نقطة انطلاق لحراك ثقافي حقيقي في الشوبك، يحمل معه رؤية تنموية شاملة تشمل التعليم، والفنون، والتراث، والاقتصاد الإبداعي. وأن نرى في المستقبل القريب مبادرات مماثلة في كل لواء وقرية أردنية، لأن الثقافة ليست حكرًا على العاصمة، بل حق لكل مدينة وبلدة في هذا الوطن العزيز.
فالشكر لكل من آمن بالشوبك، وكل التقدير لكل من سيعمل على إنجاح هذا العام الثقافي، ليكون محطة مضيئة في سجل الثقافة الأردنية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-05-2025 08:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |