حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,12 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6128

ماجد الفاعوري يكتب: لماذا الأردن ؟

ماجد الفاعوري يكتب: لماذا الأردن ؟

ماجد الفاعوري يكتب: لماذا الأردن ؟

11-05-2025 08:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماجد الفاعوري
الأردن واستهدافه المتعمد من الإعلام الغربي وأذرع الإخوان الإرهابية: حين يكون المعلّم واحدًا وتغيب السردية الوطنية
في خضم الحروب الإعلامية التي تتلاطم أمواجها على شاشات العالم ومنصاته الرقمية، يبرز استهدافٌ ممنهجٌ للأردن، لا يخفى على المتابع الفطن، ذلك الاستهداف الذي تتشارك فيه وسائل الإعلام الغربية وبعض الأبواق المأجورة من أذرع جماعة الإخوان الإرهابية، مشكّلةً جوقةً واحدةً تعزف على وتر التشويه والتحريض والتشكيك، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول دوافع هذا التناغم المريب بين أطرافٍ تبدو مختلفة ظاهريًا، لكنها تلتقي في الهدف والغاية
فليس من قبيل المصادفة أن تتزامن الحملات الإعلامية الغربية مع حملات إلكترونية يقودها محسوبون على الجماعة الإرهابية، تسعى لتشويه صورة الدولة الأردنية وقيادتها، والتحريض على مؤسساتها الأمنية والسيادية، يتبدى ذلك جليًا في توقيت هذه الحملات، الذي كثيرًا ما يأتي في أعقاب قرارات سيادية أو مواقف سياسية تتخذها المملكة دفاعًا عن القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، أو حين تتقدم الدولة بخطوات إصلاحية واقتصادية تزعج أطرافًا لا تريد للأردن أن يكون قويًا، آمنًا، مستقلاً
تتضح ملامح هذا التآمر عندما نقرأ في مضمون الرسائل الإعلامية المغرضة التي تتداولها منصات غربية مدفوعة بأجندات واضحة، حيث تُقدَّم صورة مشوهة عن الواقع في الأردن، تُضخم فيها الأحداث، تُحرّف التصريحات، وتُفبرك القصص والوقائع، لتخدم سردية متكررة تهدف إلى تقويض الثقة بين الدولة وشعبها، وزعزعة الاستقرار الداخلي
وفي الجهة الأخرى، تتقاطع هذه السردية مع ما تبثه أذرع الإخوان المسلمين من أكاذيب وتحريض، مبني على تأويلات باطلة وشعارات زائفة، يحاولون من خلالها كسب التعاطف وإثارة الرأي العام، بينما يعملون في الخفاء وفق أجندة واحدة تتقاطع مع مصالح الكيان الصهيوني، الذي طالما ضاق ذرعًا بمواقف الأردن الثابتة تجاه القدس والمقدسات الإسلامية، وتحديدًا الوصاية الهاشمية على الحرم القدسي الشريف
إن هذا الاصطفاف الغريب بين الإعلام الغربي وجماعة الإخوان لا يمكن تفسيره إلا بوجود عقلٍ مدبّرٍ واحد، يرسم السياسات، ويوجّه الحملات، ويوظّف الأدوات الإعلامية والسياسية لخدمة أهداف محددة، في مقدمتها إضعاف الدول التي لا تزال صامدة في وجه مشاريع الهيمنة والتطبيع القسري والمخططات التوسعية في المنطقة
ولعل من أبرز الأمثلة الحديثة على هذا التآمر، ما حدث عقب إعلان الأردن موقفه الحازم من بعض السياسات الصهيونية في القدس، إذ تسابقت المنصات الإعلامية الغربية لبث تقارير مشوهة عن الوضع في الأردن، في حين نشطت الحسابات الإخوانية في التحريض الداخلي وافتعال الأزمات، لتصوير الدولة على أنها عاجزة عن حماية شعبها أو إدارة شؤونها، بينما الحقيقة أن هذه الحملات لم تكن سوى رد فعل على موقفٍ سياديٍ مشرّف، فضح الصمت العربي وكشف نوايا الاحتلال وداعميه
ومما يزيد الطين بلّة، غياب السردية الوطنية الأردنية وضعفها في مواجهة هذه التيارات المعادية، فالتاريخ الأردني، الغني بالتضحيات والمواقف المشرفة، لم يُكتب بأيدٍ أردنية توثّقه وتبنيه ضمن وجدان الأجيال، بل تُرك فراغًا سهّلت فيه السرديات الدخيلة أن تجد لها موطئ قدم، وبات أبناء البلد أحيانًا يتلقّون سرديات غير وطنية تصوغ وعيهم وتشكّك في انتمائهم
إن هذا الفراغ في كتابة التاريخ، وفي تقديم رواية أردنية جامعة للأحداث والمحطات الوطنية، هو الثغرة التي تتسلل منها الروايات المعادية، فتُحرّف، وتُضلّل، وتُغيّب الحقيقة التي يجب أن تُكتب بمدادٍ وطني، لا بعيون الغرب ولا بأقلام التحريض الإخواني
إن استمرار هذه الحملات يثبت أن الأردن يدفع ثمن ثباته على مبادئه ومواقفه العربية والإسلامية، وأنه، رغم الضغوط والمؤامرات، لا يزال حجر عثرة في وجه من يريدون فرض واقع جديد في المنطقة، لا مكان فيه للكرامة أو السيادة
وفي النهاية، فإن من يعرف الأردن وتاريخه، يعرف أن هذا البلد لم يكن يومًا تابعًا ولا خانعًا، وأنه سيبقى، بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة، وشعبه الواعي، رقمًا صعبًا في المعادلة الإقليمية، وأن المعلّم الذي يدير هذه الحملات، مهما ظن أنه قادر على إسقاط الدول، فإنه سيصطدم دومًا بجدارٍ من الصلابة والعزة، اسمه الأردن











طباعة
  • المشاهدات: 6128
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-05-2025 08:25 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم