10-05-2025 08:38 PM
بقلم : باسم البقور
الهيئة الخيرية الهاشمية، باعتبارها إحدى مؤسسات الدولة الأردنية الإغاثية ، ليست بحاجة للدفاع عن نفسها وعن أدوارها الإنسانية التي بدأت منذ عام 1990 ، و في العديد من دول العالم ، وبدعم ملكي هاشمي. إلا أن صفاقة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين دفعته لزج الأدوار الإغاثية الإنسانية للدولة الأردنية في خانة المواجهات السياسية ، دون أي تورع ديني وأخلاقي - على افتراض وجوب تمتع التنظيم بالقيم الإسلامية - وذلك من خلال نشر تقرير ساقوا فيه الاتهامات للهيئة الخيرية الهاشمية واتهموها بالتكسب المالي من الدور الإغاثي الأردني في قطاع غزة.
إنها محاولة إخوانية تسعى لتحقيق أهداف آنية عديدة أهمها: لفت الأنظار عن قضية الخلايا الإخوانية المسلحة ، وتخفيف الضغط عن إخوان الأردن و ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي ، ومحاولة تشويه الدور الأردني الإنساني تجاه قطاع غزة ، و إشغال الدولة الأردنية .
و لكن هناك ما وراء الأكمة ايضا ، و هو الثأر الإخواني و الاسرائيلي من " قوننة و دولنة " العمل الإغاثي تجاه غزة، و حصرها بالهيئة الخيرية الهاشمية ، مما فوت الفرصة على الاخوان من رفع مستوى الشعبوية و رفع الرصيد المالي في صناديقهم ، و منع التصيد من البؤس الإنساني تحت ستار الخطاب الديني" العمائمي " ، و إسرائيليا ، فإنها المتضرر الرئيسي ايضا لعجزها عن محاولات منع التدفق الإغاثي بعد بناء الأردن مظلة قانونية و دولية إغاثية بإمتياز .
الإعلام الإخواني المحلي والدولي متمرس وصاحب مدرسة وخبرة في نشر السرديات الإخوانية السياسية والدعوية ، وتوظيف مضامينها في بناء الاستراتيجية الإعلامية المطلوبة، لغايات إعداد الذهنية الإخوانية من الداخل بما يتوافق مع تلك السرديات ، واستقطاب الجماهير واستثمارها كمحركات وأدوات فاعلة داعمة للإخوان أيضا . والأطر التنظيمية الإخوانية المعنية بالجانب الإعلامي لها حيز كبير في الهيكلية الإخوانية للتنظيم الدولي وفي تنظيماته الإخوانية الخارجية. و ما يثير الاستغراب حقيقة حجم الإنفاق المالي وتوفر الدعم اللوجستي للأدوات الإعلامية الإخوانية !!!!
تكفل موقع ( عين الشرق الأوسط/ ومقره في لندن ) بإثارة هذه الزوبعة، إلا أنه وبعد البحث في المحركات الإعلامية العالمية ، تبين بأنه يدار من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ويعد هذا الموقع وبحسب منتجه الإعلامي منصة للدفاع عن الاخوان المسلمين و حماس. كما يمتلك أحقية الوصول الحصري لأخبار حركة حماس تحديدا ، وله مواقف مساندة للدول الداعمة للإخوان المسلمين وحركة حماس ومواقف مناهضة للدول المعارضة لهما.
بعد كل هذه الجلبة، قدم الموقع الإلكتروني ( عين الشرق الأوسط ) اعتذارا عن ما جاء في تقريره بتبريرات واهية، و للاعتذار أسبابه كذلك ومنها أنه تفاجأ بالموقف الرسمي والشعبي الموحد و المتماسك في الدفاع عن الهيئة الخيرية الهاشمية وعن دور الأردن الإغاثي . و الخوف من الملاحقة القانونية ، علاوة على اتباع نظرية إعلامية مقصودها التراجع التكتيكي لتوهمهم بتحقيق الهدف من القصة وهو خلق شعور من التشكيك في وعي الأردنيين حول الهيئة .
إن موقف الشعب الأردني الرافض للتقرير الإعلامي المشوه و المشبوه لم يكن فقط للدفاع عن الهيئة الخيرية الهاشمية ، رغم أنها تستحق منا كل دفاع عن مواقفها ومبادئها ، بل لرفض المساس برمزية الدور الإنساني الأردني في الأراضي الفلسطينية ، و هذا الموقف لم يأت من فراغ ، وإنما هو نتيجة حتمية للإدراك الإيجابي والقناعة المطلقة بهذا الدور، وللثقة المتراكمة التي تشكلت تجاه الهيئة الخيرية الهاشمية، إضافة إلى تشكل حالة من الوعي المجتمعي للاستهداف الإعلامي الإخواني المقصود والممنهج تجاه الاردن .
خاتمة القول ، إن الإخوان المسلمين اعتادوا الكذب و التدليس و الخداع وهم يرتدون ثوب الموعظة، و يتهمون خصومهم بالباطل، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة. إلا أنه - و في ظل الهجوم الإخواني ضد الدولة الاردنية- فإن المصلحة الوطنية تتطلب التيقظ الرسمي و الشعبي للوقوف ضد هذه الهجمة المبرمجة محليا و دوليا .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-05-2025 08:38 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |