10-05-2025 04:17 PM
بقلم : محمد بسام القرالة
منذ بدء العدوان على غزة، والأردن يقف في الصفوف الأمامية إنسانيًا وسياسيًا، ينسج موقفًا ثابتًا لا يقبل المساومة، ولا يهادن في وجه المجازر. ومع ذلك، خرجت مؤخرًا أصوات مشبوهة تتهم الأردن - زورًا وبهتانًا - بأنه يتقاضى أموالًا مقابل السماح بعمليات الإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة.
هذا الاتهام، الذي تفتقر إليه أدنى درجات المصداقية والمهنية، لا يستهدف فقط الدولة الأردنية، بل يحاول النيل من منظومة أخلاقية وإنسانية متجذّرة في وجدان هذا البلد منذ تأسيسه، منظومة تقوم على نصرة الحق الفلسطيني قولًا وفعلًا، لا ادّعاءً.
منذ بداية العدوان، نفّذ سلاح الجو الملكي الأردني عشرات الإنزالات الجوية، وفتح الجسور والمعابر أمام شحنات طبية وغذائية عاجلة إلى قطاع غزة، عبر تنسيق دبلوماسي وإنساني متكامل مع الأمم المتحدة وشركاء دوليين. لم يطلب الأردن مالًا ولا فضلًا، بل قدّم من موازنته المحدودة، ومن جيشه وأطبائه وشعبه، ما عجزت عنه دول غنية ومؤثرة.
من يتهم الأردن بهذه الاتهامات، إما جاهلٌ لا يفقه سياق الجغرافيا السياسية والواقع الميداني، أو مأجورٌ ينفّذ أجندات مشبوهة هدفها ضرب الثقة بين الأردن وأشقائه في فلسطين. والمفارقة أن هذه الافتراءات تُطلق في توقيت حسّاس، المساعدات التي تدخل من أجواء الأردن، تدخل بشراكة إنسانية مع الدول المانحة والمنظمات الأممية، وبتنسيق تقوده وزارة الخارجية الأردنية وجيشنا العربي، لا بتفاهمات مالية ولا بصفقات مشبوهة.
لم ولن تكون المساعدات الأردنية تجارة، ولا كرامة الإنسان الفلسطيني بضاعة في سوق الابتزاز. هذا بلد لم يطعن فلسطين يومًا، ولم يساوم على القدس، ولم يبدّل بوصلته.
رسالتنا واضحة: الأردن ليس بحاجة إلى شهادة حسن سلوك من هواة الصيد في الماء العكر. ومَن أراد أن يسأل عن حقيقة مواقفنا، فليقرأ تاريخ معارك اللطرون وباب الواد والكرامة، وليتابع ما يفعله الجيش العربي كل يوم لأجل غزة.
وإن كان الدفاع عن الحقيقة واجبًا، فإن السكوت عن الكذب خيانة.
كفى افتراءً… فالأردن لا يساوم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-05-2025 04:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |