بقلم : الدكتور فارس العمارات
ردا على كل عين رمداء لم تحُسن النظر
يرتبط اسم الهيئة الخيرية الهاشمية باسم الهاشميين، حيث برز الهاشميون منذ عهد قصي بن كِلاب من خلال العديد من الأعمال؛ كإدارة الحج، وأعمال الرفادة والسقاية، وتميّزوا بقيادتهم السياسية والاجتماعية يهشمون الثريد ويطعمون القانع والجائع ،والمعتر، وابن السبيل والحاج والمُعتمر والمٌعتكف، بدون أي مقابل او منة.
وتواصل الهيئة الخيرية الهاشمية نقل الرسالة الهاشمية الأردنية الإنسانية إلى العالم، استكمالا لما بدأ قبل 1400 عام مستندةً إلى خبرة تمتد لمئات السنين في أكثر من 70 دولة عبر مختلف قارات العالم. وقد أثبتت المملكة الأردنية الهاشمية جدارتها بلقب "مملكة الإنسانية"، حيث تركت بصمات واضحة في تعزيز العمل الإنساني والخيري والإغاثي. تتمتع الهيئة بسمعة مرموقة ومكانة رفيعة في جميع المحافل الإنسانية ولديها خبرة واسعة في التعامل مع الأزمات، سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية. تؤكد أنشطة الهيئة الخيرية الهاشمية بوضوح أن رسالة الأردن الإنسانية ترتكز على التضامن والعمل الإنساني، دون أي تحيز أو انحياز، مستندةً إلى إرث عميق من العطاء وحب الخير ومساعدة الآخرين. وهذا ما جعل العالم يلتفت إليها كلما احتاجت منطقة أو شعب إلى الدعم والمساندة. تقدم الهيئة مساعداتها الإنسانية بنزاهة وحيادية تامة، بعيداً عن أي انتماءات سياسية أو مذهبية أو طائفية، حيث إن رسالة الخير هي رسالة سلام للإنسان المحتاج.
قد لعبت المساعدات التي تقدمها الهيئة وقوافل الخير الهاشمي دورًا حيويًا في إغاثة أعداد كبيرة من المتضررين من الكوارث والحروب، كان على رأسها غزة الرازخة تحت حصار الاحتلال الغاشم الغير مسبوق، مستخدم دبلوماسية غير مسبوق منذ سنين طويلة ، حيث حولت الإغاثة عن طريق الأرض الى الإغاثة عن طريق الجو ، وكانت وما تزال البوتقة الوحيدة التي ينصهر فيها كل المساعدات الاتية الى غزة من عدد من دول العالم الحي ؛مما ساهم في تخفيف معاناتهم وإدخال الفرح إلى قلوبهم، كما ساعدت في تقليل المخاطر التي واجهتها العديد من المناطق حول العالم. تُعتبر الهيئة الخيرية الهاشمية مؤسسة وطنية رائدة في مجال العمل الخيري، حيث تسعى إلى تنويع أنشطتها وتحفيز الفعاليات التطوعية وتعزيز التعاون مع الجهات المعنية داخل الأردن وخارجه. تهدف الهيئة إلى تجسيد القيم الإنسانية من خلال تقديم المساعدات للمحتاجين، بالإضافة إلى تحويل هذه المساعدات إلى مشروعات وبرامج تعزز قيم الخير وتعمق مفاهيم العدالة على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية.
وساهمت وتساهم الهيئة الخيرية الهاشمية بشكل فعّال في توفير فرص حياة كريمة من خلال مشروعات وبرامج تنموية وتأهيلية تديرها، في عدد من دول العالم المتضررة من الصرعات والكوارث الطبيعية مما يضمن تغطية الجوانب الاقتصادية والإنسانية على حد سواء. وقد لعبت الهيئة دورًا بارزًا في تقديم المساعدات الطارئة والفورية خلال الكوارث المحلية والعالمية، مستندة إلى رؤية الأردن الإنسانية الشاملة وعلاقاتها القوية مع دول العالم.، وكل هذا وذاك بدون أي مقابل او انتظار لتقدير من أي جهة او دولة او شعب، لان رؤيتها الراسخة والدامغة التي تقوم عليها اعمال الهيئة الاغاثية، أينما يكون الجرح نضمده، تضميدا إنسانيا غير قابل للمساومة او المقابل أي كان نوعه وقيميته.