حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,8 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2956

ماهر أبو طير يكتب: قوس الحروب التي لا تتوقف

ماهر أبو طير يكتب: قوس الحروب التي لا تتوقف

ماهر أبو طير يكتب: قوس الحروب التي لا تتوقف

08-05-2025 09:15 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
منسوب قوس الحروب التي لا تتوقف العصبي مما يجري في كل مكان، ليس طبيعيا، وكل المؤشرات تقول إن الدنيا ليست بخير، وأن لا شيء سيبقى كما هو.
القوس العربي والإسلامي مثلا، يتعرض لضغط غير مسبوق، من باكستان إلى إيران التي تجاورها ثم تركيا التي تجاورها أيضا، وصولا إلى سورية ولبنان وفلسطين واليمن وليبيا والسودان وكأنّ كل الدول مطلوب رأسها، دون تمييز بين شعب وآخر، أو مذهب وآخر، وهذا ما نشهده يوميا، حيث قوس الحرب مفتوح لهذه الشعوب المتجاورة، وكأن هناك قوة ما لا تريد أي قوة سياسية أو عسكرية أو اجتماعية قوية في العالمين العربي والإسلامي.

هذه ليست مظلومية، ولا استثمارا في التوتر أو المخاوف أو شعورا بوجود كيد دولي ومؤامرات، لكن هذا هو الواقع، وقد يصح في كل حالة ودولة وشعب تفسير أسباب استهدافها منفردة، لكن في القراءة الإجمالية نحن أمام قوس عربي وإسلامي يتعرض للحروب وتكسير الرؤوس، في الوقت الذي تريد فيه قوى محددة نزع قوة العالمين العربي والإسلامي، وتحويلهما إلى عالم تابع، وضعيف عسكريا، ومدمر اقتصاديا، يعاني من الويلات.
كنت أسال دوما لماذا يمنعون حصول إيران الشيعية على الطاقة النووية، ويسكتون على باكستان السنية والنووية، وليعذرني القراء على هذه التصنيفات، لكن الإجابة لا تغيب، إذ إن استهداف باكستان عبر الذراع الهندية، وبحجج مختلفة، من بينها الصراع على كشمير، أو علاقات باكستان القوية بالصين، أو الصراعات على الممرات التجارية بين تلك المناطق ومنطقتنا، وهي كلها عناوين لم تؤخر المستهدف الأساسي، أي نزع القوة العسكرية لدى الشعوب العربية والإسلامية، حتى لو كانت لدى أنظمة مهادنة، لأن من يخطط يخاف من ورثة هذه الأنظمة، ووقوع السلاح بيد قوى بديلة ومعادية لها.
توليد الحروب وتلك الحروب بالوكالة أمر يجري كل وقت وحين، وكأن قدر شعوب هذا القوس، أن تحترق في نيران لا ترحم أبدا، وقد يؤشر هذا من جهة ثانية على أننا ما نزال في البداية لأن المخطط أكبر وأوسع من صراع الهند وباكستان مثلا، أو من انقسام ليبيا إلى دولتين، أو تورط السودان في حرب أهلية، ولربما يتوجب القول اليوم إن العالمين العربي والإسلامي، من أغنى جغرافيات العالم، من حيث الموارد والثروات والبشر والطاقة الروحية، ومن حيث المواقع الإستراتيجية، وفي الوقت ذاته ترفض قوى دولية أي محاولة لدول هذا القوس للصعود العسكري أو الاقتصادي، أو حتى الشعور بالراحة بين شعوب هذا القوس، دون حروب أو استنزاف أو حتى غرق في المديونيات، أو حتى محاولة التطور العلمي، والتفوق التكنولوجي، أو التحالف مع قوى دولية قائمة أو ناشئة، بدلا عن القوى التي لا تريد رفع يدها عن هذه المنطقة، وتصفية الحسابات معها.
لن تجد تحليلا يستثني احتمالات حدوث حرب كبرى في كل المنطقة، بسلاح نووي، أو غير نووي، لأننا أمام حرب إحلال لثقافات جديدة، محل ثقافات سائدة، ولأننا أمام إعادة ترسيم كل الخرائط في مركز الإقليم وفي أجنحته الإقليمية وتحديدا تركيا، وإيران، وباكستان باعتبارها دولا إسلامية إقليمية غير عربية على تماس بشكل أو آخر مع قضايا المركز العربي في منطقتنا.
العام 2025 بوابة للتغيرات المتسارعة، ومحاولات ضبط إيقاع الأحداث قد تنجح جزئيا، لكن علينا أن نتخيل ماذا سيحدث لو خرجت الأمور عن السيطرة، خصوصا، أن هناك قوى عظمى تريد أيضا التنافس على المنطقة، من الصين وروسيا ولديها محركاتها، وما قد يستجد أيضا من قوى قريبا، في ظل مناخات الهدم وإعادة البناء التي تتمركز وسط منطقتنا.











طباعة
  • المشاهدات: 2956
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-05-2025 09:15 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم