08-05-2025 08:30 AM
بقلم : بهاء الدين المعايطة
في كل يوم، يخرج لنا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، حفظه الله، ليقدم لنا دروسه الثمينة بكلماته الجياشة وبصوته النابض بالحق والإنسانية. الصوت الذي اعتاد عليه الأردنيون أن ينطق بما يجول في داخل كل مواطن منا، نبرته التي لطالما كانت لا تجامل على حساب الوطن وأبنائه، بل كانت الدافع الذي يمضي بنا نحو الأفضل.
اليوم، برعايته الكريمة بصفته رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، افتتح مؤتمر "المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير"، والذي عبر في كلمته عن أهمية اعتبار حرية العقيدة وما يرتبط بها من حق المواطنة الكاملة للجميع والقائمة على المساواة التامة في الحقوق والواجبات حجر الزاوية في البناء المجتمعي الحديث.
سيدي الحسن بن طلال اليوم يعتبر النسيج الذي لا يزال يرسخ فينا الحب والوفاء والألفة، ولا يزال يذكرنا بتلك القيم التي حثت عليها أدياننا السماوية، ولا يزال يقدم لنا الدروس بتلك المعاني الفريدة الجميلة التي تربى عليها من بيت كان العدل فيه من أجمل الصفات التي توارثوها عن والدهم الملك طلال بن عبد الله، طيب الله ثراه. ما أجمل أن نرى ونستمع وننصت لسماع تلك الندوات والمؤتمرات التي استطاعت أن تعيدنا وتزرع فينا حب العمل والإنسانية. وما أجمل أن نرى سيدي الحسن يعتلي تلك المنابر ليحدث العالم عن معاني الإنسانية التي أصبح العالم يتجاهل سماعها.
عندما كتبت مرارًا وتكرارًا عن خواطري، تذكرت الكثير من الحب، وتذكرت تلك الصفات التي كانت نموذجًا حقيقيًا يستحق الإشادة به، وجعله الأساس الذي يجب أن نبني عليه أفكارنا. سيدي الحسن، الجامعة التي عجزت الكلمات عن وصفها، قدمت منهاجًا تفوق على ما قدمته أكبر الجامعات، وكان حاملًا للفكر الذي بنى منظومة حقيقية للفكر العربي، وحاملًا للصفات التي افتقر إليها الكثيرون. الحسن اليوم هو الحضن الذي يحتضن الجميع، والذي يجذبنا كل يوم للاستماع والاستثمار في وقتنا لبناء أنفسنا، لنكون أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
على من أراد أن يتعلم أن يعيد ما فاته من لقاءات صحفية لصاحب السمو الملكي، وأن يعيد بناء فكرته السياسية تجاه العديد من القضايا التي تهم الشأن العربي. لا أرى أن الأحزاب اليوم كافية لشرح الواقع الحقيقي أكثر من متابعة هذه اللقاءات وتحليلها.
اليوم، أتابع نشاطات الأمير الحسن بن طلال حفظه الله، وأتابع كل ما يُنشر عبر وسائل الإعلام. أرى كمية الفخر التي تحيط بتلك المشاركات، ونرى نسبة تسليط الأضواء على قضايا الأمة بأكملها، فلم يخص يومًا الأردن فقط، بل كان يجمع العالم بأسره بتلك اللقاءات. قدم العديد من الدراسات التي تحث العالم على مواجهة التحديات وبناء دول قادرة على الحفاظ على نسيجها من أي خلل قد يضر بأمنها واستقرارها.
يتعمق حب الحسن للعالم في كل لقاء يظهر به. استطاع أن يتبنى كوكبة جديدة قادرة على رسم سياسة ناجحة لإكمال ما انتهجه، كوكبة تركت بصمة واضحة أمام العالم، عنوانها التغيير والإنجاز، متجسدة دائمًا بالحكمة والقيادة الرشيدة. كما بنى العديد من المؤسسات غير الربحية ذات الرؤية المستقبلية، والتي خدمت مصلحة الوطن وأبنائه، وتبنت العديد من النجاحات التي أصبحت مصدر اعتزاز وفخر لأبناء الوطن.
الحسن، الإرث الهاشمي والبصمة الجميلة في حياتنا، الإرث الذي يظهر بأبهى صوره، والبصمة التي لم تُمحَ بعد مئات السنين. لم أجامل يومًا فيما أكتب، بل سأظل أفتخر بما خطت يداي لمسيرة أمير استطاع أن يجعل المستحيل ممكنًا، أمير تبنى همومنا، وسجله التاريخ بحب الجميع. لم تبعده الألقاب عن شعبه، بل كان الرفيق الذي حمل على عاتقه رفعة الوطن وشأنه، والسند لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظهما الله ورعاه.
أدعو الله أن يحفظ من أحبه القلب، ومن استطاع أن يبني له عشا في قلوبنا، وأن يحفظ الوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار. أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-05-2025 08:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |