بقلم : الدكتور فارس العمارات
من المعروف ان الاستطلاعات بشكل عام واستطلاع الرأي بشكل خاص عادة ما تتميز بالحيادية والموضوعية والشفافية والنزاهة، وعدم المُحاباة، وذلك حتى تكون النتائج صادقة وتعبر عن الوقاع وتوجد علاج للمشكلة التي يتم بحثها، ويتم ذلك من خلال الاستبانة او المقابلة او الملاحظة، وان خير ما يمكن ان يعطي النتائج الاصح الاستبانة، وتوزيعها على عينة الدراسة بشكل صحيح بدون اية مواربة او ميول لجهة عن أخرى.
انا ما ابهرنا هو استطلاع الرأي حول أداء الحكومة التي مر على تشكيلها شهور، ولغاية الان لم يُسعفها الوقت لتقوم بتنفيذ ما هو واجب عليها تجاه الوطن والمواطن، فما زال عودها غض طري، وليس لديها ادوات كافية لتقوم بتنفيذ ما هو واجب ومُلقى عليها وبشكل فوري وقوي وناجع، ونافع، بدون اية مواربات او ميول وان يكون ذلك بحيادية ونزاهة وحكمة بالغة، وان ما افلحت ويٌسجل عليها لا لها فقط هو التنقيع والتعيين هنا وهناك وارضاء لفلان وعلان ؛خاصة في ظل الشكوى من عدم وجود موازنات او أموال لضخها لتكون رواتب لهؤلاء الثُلة.
فالاستطلاع مع تقديرنا لمن اجراه كانت نتائج مبالغ فيها ، وان ما اُفصح عنه من رقم او نسبة اذا ما تم مقارنة مع ما أي انجاز للحكومة قد لا يصل الى نسبة 15-20% ، فأي رضا عن الحكومة والبطالة ما زالت تزداد كل يوم ، والجوع ما زال يسري في كثير من الاُسر ، والعوز والفقر ينهش عظام الضعفاء وان ما يصدر من ارقام عن صندوق المعونة الوطنية بضمها اسر جديدة كل طالع شمس دليل واضح على تعثر الحكومة في إيجاد حل لذلك الفقر والعوز ، وعدم قدرتها على رتق ثوب الجوع ، فضلا عن ان المديونية كل مساء تزداد وترتفع بشكل مهول ،واصبح رقمها مُخيف ، وان الرضا الذي ذكر رقمه او افصحوا عنه لم يكن موائما لما هي عليه الرواتب التي لم تكفي لأسبوع لاي موظف او متقاعد ، حيث مضى اكثر من خمسة عشر عاما لم تفلح أي حكومة سابقة في زيادة أي موظف او متقاعد فلس واحد ، فضلا عن ان متقاعدي الضمان الاجتماعي الأكثرية منهم لا يتجاوز راتبه 200 دينار ، فيما تصدح الحكومة كل يوم عن صندوق استثمار أموال الضمان .
في علم التحليل والمُعالجة الإحصائية واداة الاستطلاع والدراسة فان يمكن بنائه من فرضيات تدحض ما تقوله الحكومة يعيشه المواطن كل يوم وليلة ، وان ما هو عليه من حياة سمتها الجوع والفقر والعوز دليل واضح عن ان النتائج لم تكن موفقة ، وان على الحكومة ان ارادت ان يكون الاستطلاع واضحا وقويا وصائبا ان تقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منها تجاه الوطن والمواطن ، المتمثلة في رتق ثوب الفقر والجوع والبطالة وتخفيف الدين العام ، وزيادة رواتب الموظفين والمُتقاعدين ، وعكس ذلك فان كل ما يُجرى من استطلاعات لا يرقى الى نسبة 1% من رضا المواطن .