01-05-2025 01:31 PM
بقلم : رنده عباس
لماذا يفضل الكثيرون اليوم أن يكونوا "يوتيوبر" بدلا من اطباء او مهندسين او معلمين؟ أو لربما ما يزيد الموضوع تعقيدا هو لماذا للطبيب أو مهندس أو معلم أن يترك مهنته او مجاله وينطلق إلى هذه المواقع؟
إنها لمفارقه واضحه بين اليوتيوب والجامعه او بين المال والمعرفه، أنه الصراع الذي يعيشه الشباب اليوم. ففي احصائيه قام بها موقع statista 2023 " ان نسبه 46٪ من جيل z المولودين بعد 1997 في الولايات المتحدة يرون ان يصبحوا مأثرين على السوشيال ميديا هو هدفهم المهني"
وهنالك احصائيه اخرى تقارن الدخل بين اليوتيوب والوظائف التقليديه قام بها youtube parnt program data 2023 "ان 3٪ من القنوات تكسب اكثر من 50,000 دولار سنويا" بينما للمدرس في مصر مثلا يحقق 600_1,200 دولار سنويا وفقا للجهاز المركزي للتعبئه العامه و الاحصائات 2023.
إذا وفقا و إستنادا لهذه الإحصاءات، نرى بل ونتيقن أن هنالك تطورا ثقافيا مجتمعيا قد حصل اذا ف السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا؟ ما هي الاسباب لتحول كهذا؟
لربما تكون هنالك أسباب واضحه وجليه يتفق عليها الجميع، فمثلا السهوله والنفاذيه، من أهم هذه الأسباب فأي شخص يمكنه انشاء قناه او حساب دون شهادات او خبرات عميقه، كذلك ايضا التحفيز المادي السريع مقارنه برواتب الوظائف التقليديه التي تتطلب سنوات من الخبره، ولا يمكن أن لا نشيد ونذكر الأزمات الإقتصاديه التي تدفع الشباب للبحث عن بدائل سريعه، ولا نغفل للنماذج التي أصبحت قدوه ووصلت سريعا عن طريق هذه المواقع.
ولعل من أهم الاسباب كذلك، هو تداعيات إهمال العلم والتعليم فلا احد ينكر تراجع قيمه التعليم، فالمتعلم أصبح أقل تقديرا من المشهور. فلماذا كل هذا الجهد والعناء والطرق الاسهل والربح السريع اكثر تقديرا واحتراما، بل وقدوه للاخرين؟
لعلنا لا ننكر أيضا فجوه الأجيال، والصراع القائم بين من يؤمن بالتعليم التقليدي ومن يرونها طريقا طويلا غير مجدا.
فلا ننكر ابدا أن الفروقات الثقافيه زادت حده الفجوه في أيامنا هذه.
فلنطرب أمثله بسيطه على ذلك : في الماضي كانت العائله تضج بل كل القريه/ المدينه فرحا ان كان هناك فرد قد قبل منهم في الجامعه، كان ما يهم هو الجوهر وهو انه قبل وسيكمل تعليمه، لم تكن باقي الامور مهمه على الاطلاق. الآن أصبح القبول أمرا محتوما فكل ما عليه هو ان ينجح فقط، بل الأهم هو ان يدخل الجامعه ومعه أحدث هاتف أو سياره في بعض الاحيان.
واكثر ما يثير غرابه ان هنالك كثيرا من الطلاب لا يعملون لتسديد قسطهم الجامعي، بل ليملكوا ذلك الهاتف أو أن يساروا ظلال تلك المظاهر التي نسجتها السوشيال ميديا فالبيت لم يعد جيد الا اذا كان في تلك المنطقه الفارهه و............
فهذه من أهم الأمور التي زادت الفجوه بين الجيلين، وبين الرأيين. فكيف لذلك الطالب أن يرى أن التعليم أهم في وسط هذا المجتمع المليء بالمظاهر؟ بل ويُريد كل شعبه أن يصبح مشهورا؟
ويبقى السؤال الأخير هنا هو أيهما الذي طرق الباب الصحيح هل الذي إختار الوظائف التقليديه أم الذي اختار المواقع والتطبيقات طريقا له؟
ولكن هل السؤال نفسه صحيح؟! هل يمكن أن نضع اليوتيوب وطرق التقليديه في مواجهه مباشره؟ فهذه المواقع هي تطور حاصل لا مناص منه في النهايه، بينما في الواقع يمكن الجمع بينهما.
فما الضير في طبيب يقدم نصائحا طبيه على اليوتيوب، أو مهندس يعلم البرمجه عبر منصات الرقميه، فالحل بدلا من الإختيار القاطع هو أن نفكر كيف نستفيد من كل الطرق لتحقيق الهدف.
لذا فليكن التعليم القاعده لما يبث على هذه المواقع و التطبيقات، وليكن الجوهر هو أساس كل شيء ولا يغركم الربح السريع، فالشهره بلا جوهر كالنار بلا دخان ظاهرها لهيب وباطنها خواء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-05-2025 01:31 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |