حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,3 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4260

️ خالد يوسف ملحم يكتب: "عيد العمل لا عيد العمال'

️ خالد يوسف ملحم يكتب: "عيد العمل لا عيد العمال'

️ خالد يوسف ملحم يكتب:  "عيد العمل لا عيد العمال'

01-05-2025 12:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : خالد ملحم
في الأول من مايو من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى ما يُعرف بـ"عيد العمال"، احتفاءً بالجهد البشري في كافة الميادين. غير أن التدقيق في العبارة يكشف عن محدوديتها، ويطرح تساؤلًا: أليس من الأجدر أن نطلق عليه "عيد العمل" لا "عيد العمال"؟

العمل قيمة إنسانية كبرى، لا تنحصر في فئة دون أخرى، ولا تُقاس فقط بالجهد العضلي أو الحضور البدني. فالعمل هو كل ما يبذله الإنسان من جهدٍ نافع، ماديًّا كان أو فكريًّا، ظاهريًّا أو خفيًّا، مدفوع الأجر أو تطوعيًّا. هو تلك الطاقة التي تسري في حياة الناس فتدفعها نحو النمو، والكرامة، والاكتفاء.

القول "عيد العمال" يوحي بأن التكريم محصور في فئة محددة من العاملين، بينما "عيد العمل" يتّسع ليشمل الجميع: من الطبيب في غرفة العمليات، إلى المعلّمة في صفوف الدراسة، إلى الأم في بيتها، إلى العامل في مصنعه، إلى الشاعر أمام أوراقه، والمبرمج أمام شيفراته. فكل مجتهدٍ في عمله، مهما كان، جديرٌ بالاحتفاء.

العمل ليس مجرد وسيلة للكسب، بل هو عنصر جوهري في بناء الذات وتحقيق المعنى. به نكتشف قدراتنا، نُسهم في محيطنا، ونرتقي بأمتنا. والمجتمعات التي تُقدّر العمل لذاته، لا فقط لأجره، هي المجتمعات التي تنهض وتستمر.

وفي هذا اليوم، لا يكفي أن نكتفي بالاحتفال الرمزي أو التصريحات العابرة. بل يجب أن نجعل من "عيد العمل" فرصةً لمراجعة أوضاع العمال، لرفع الظلم، وتوفير بيئة كريمة وآمنة، ولترسيخ ثقافة احترام العمل بكل صوره، لا الاستخفاف به.

إنه يومٌ نعيد فيه الاعتبار للفعل الإنساني النبيل: العمل.
فكل عام، وكل يدٍ تصنع، وكل عقلٍ يفكر، وكل روحٍ تبذل، بألف خير.
وكل عام والعمل في بلادنا أكثر شرفًا، وعدلًا، وحرية.

️ خالد يوسف ملحم











طباعة
  • المشاهدات: 4260
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-05-2025 12:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم