13-04-2025 11:34 PM
بقلم : امجد بشكار
مقدمة
في وضع اقليمي يعصف به التقلّب السياسي والصراعات الإقليمية والتحديات الاقتصادية، تظهر المملكة الأردنية الهاشمية كحالة استثنائية في المنطقة من التماسك والاستقرار، هذه الدولة الصغيرة بمساحتها الكبيرة بدورها لا تحمي نفسها فقط، بل تحمي المحيط العربي والإقليمي من الانهيار لذا، فإن استقرار الأردن لم يعد مجرد شأن داخلي، بل بات مصلحة وطنية وقومية تتقاطع عندها مصالح الشعوب والدول على حدّ سواء.
الموقع الجغرافي... نقطة تماس واستقرار
يقع الأردن في قلب منطقة مشتعلة تحيط به فلسطين المحتلة وسوريا المنهكة من الحرب، والعراق المتقلب، والمملكة العربية السعودية التي تخوض تحدياتها الإقليمية الخاصة وفي هذا الموقع الحساس، كان الأردن ولا يزال يلعب دور الحاجز الواقي بين الفوضى والنظام بين التطرف والاعتدال، لذا فان استقراره يعني حماية لحدوده وحدود جيرانه، وتعزيزه يعني منع تمدد النزاعات وانتقال الأزمات.
فقد نجح الأردن على مدى عقود في بناء نموذج سياسي متوازن، قائم على الاعتدال والانفتاح والحوار الوطني، ورغم ما واجهه من تحديات داخلية وضغوط خارجية، لم ينزلق إلى مربع الفوضى أو الانقسامات، بل قدّم نموذجًا فريدًا في الحفاظ على الوحدة الوطنية واحترام التعددية، والاستمرار في مشروع إصلاح تدريجي، هذا الاستقرار ليس نتاج صدفة بل هو نتيجة قيادة حكيمة ومؤسسات فاعلة، وشعب يدرك تمامًا أهمية الحفاظ على أمن بلده في زمن الانهيارات.
بوابة فلسطين وداعمها الثابت
من المستحيل الحديث عن استقرار الأردن دون التطرق إلى القضية الفلسطينية، فالعلاقة بين البلدين عميقة ومتشابكة تتجاوز الجغرافيا والسياسة إلى الروابط الاجتماعية والوجدانية، فالأردن لم يتخلّ يوماً عن دوره التاريخي في الدفاع عن فلسطين، وظلّ ثابتًا في مواقفه رغم الضغوط والضغائن، بل إن استقرار الأردن هو ضرورة لفلسطين ليس فقط لأنه يدعم حقوقها، بل لأنه يشكّل العمق الاستراتيجي لشعبها ومقدساتها، فالحفاظ على هذا الاستقرار يعني الحفاظ على صوت عربي معتدل يدافع عن فلسطين في المحافل الدولية ويقف ضد محاولات التصفية والتهجير.
التحديات الاقتصادية... مسؤولية جماعية
رغم ثباته السياسي والأمني لا يمكن إنكار ما يواجهه الأردن من تحديات اقتصادية ضخمة، ارتفاع كلفة المعيشة ليس فقط في المملكة بل في العالم، ومحدودية الموارد وتأثير الأزمات الإقليمية (خاصة ملف اللاجئين)، كلها عوامل تضغط على الداخل الأردني، لكن دعم الأردن في هذه المرحلة لا يجب أن يكون دعماً إنسانيًا فقط، بل استثمارًا استراتيجيًا في استقرار المنطقة كلها.
خاتمة
إن استقرار الأردن ليس رفاهية ولا خياراً قابلاً للتفاوض، بل هو ضرورة وطنية وقومية لكل عربي يؤمن بأن هذا الإقليم لا يحتمل المزيد من الانفجارات، فالأردن بحاجة إلى دعم حقيقي ليس فقط بالكلمات بل بالأفعال، لأنه خط الدفاع الأول عن العقلانية، ولأنه ببساطة، إذا اهتزّ الأردن… اهتزّت المنطقة كلها وخاصة فلسطين وموضوع التهجير.
فلسطين -امجد بشكار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-04-2025 11:34 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |