حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25024

الاردني عروبي بالطبع

الاردني عروبي بالطبع

الاردني عروبي بالطبع

07-01-2017 09:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
ربما تكون شهادتي مجروحة في هذه المسألة بالذات لأن قلبي وروحي اردنيين ، ولبقية الدول العربية وخاصة فلسطين حب وهوى ، لكن يشفعلي في هذا المقام كونها حقيقة يعرفها ويدركها الكثيرون من ابناء الوطن العربي ،ونحن الاردنيون تحلينا بهذه الصفة منذ ان تفتحت عيوننا على الدنيا ، فالقاصي والداني استمع الى اناشيد تلاميذ المدارس الاردنية شرق النهر وغربه وهم يصدحون بنشيد الجزائر، من اجل التحرر من الاستعمار الفرنسي ( وعقدنا العزم ان تحيا الجزائر فاشهدوا ) ما اجمل هذه العبارة وهي تنطلق من حناجر تلاميذ مدارسنا ، الذين كانوا يتبرعون بمصروفهم اليومي ، وهو (قرش واحد) للمجهود الحربي الجزائري .
هذا يدل دلالة واضحة على ان الهاشميين قادة الثورة العربية الكبرى ومعهم احرار العرب ، اعتادوا ان ينشروا هذا الفكر العروبي لتصيح ثقافة للصغار والكبار على حد سواء ، اينما حلوا وحيثما وُجدوا ، في مناهل العلم ، وفي اروقة دور العبادة ، كي يتم ترسيخها على ارض الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، فعندما تم تكليف رشيد طليع كأول رئيس وزراء لحكومة شرق الاردن ،وهو السوري الدرزي ، لم يخرج اردني واحد ليعترض على هذا التعيين ، لاعتقادهم الجازم ان بلاد الشام هي وحدة سياسية متكاملة ، وجزء لا يتجزأ من بلاد العرب ، وان الهاشميين هم ملوك العرب .
اما القضية الفلسطينية فكانت الهم الأول للأردن ملكا وحكومة وشعبا ، فالجيش العربي الأردني الذي ضم في صفوفة ابناء قبائل من نجد والحجاز وبادية الشام جنبا الى جنب مع ابناء شرق الاردن وفلسطين ، كان في طليعة الجيوش العربية التي حاربت في فلسطين ، وقدمت قوافل الشهداء ،الذين رووا بدمائهم الزكية اسوار القدس وباب الواد واللطرون والشيخ جراح وبيت مرسم والسموع .
وظلت القيادة الهاشمية ترعى المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ، واستطاع الملك حسين رحمه الله بهذه الخطوة الذكية، سدّ الفراغ الديني ، كما استطاع الابقاء على الجسور مفتوحة بين الضفتين ، كي لا تتحول الضفة الغربية وقطاع غزة الى سجن كبير ، بكل ما في هذه الكلمة من معنى .
مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في عمان في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، تمت تسميته ( قمة الوفاق والاتفاق ) حيث تمت مصالحات بين بعض قادة الدول العربية ، ولا أجد ضرورة لذكر الاسماء ، كانوا على خصام وقطيعة ، فعادت المياه الى مجاريها .
الموقف الاردني المتوازن من غزو العراق للكويت ، كان الملك الحسين قد اقنع الرئيس صدام حسين بضرورة سحب قواته ، وابقاء الحل ضمن البيت العربي ، الا ان بعض القادة العرب لم ينصتوا لصوت الحكمة والعقل ، لمنع تدويل القضية واتساع رقعتها ، من اجل الحفاظ على الدماء العربية ومقدرات شعوبها وسلامة اراضيها .
المتابع للسياسة الاردنية ، يلمس ان الوسطية والاعتدال هي سمتها الساطعة ، فكنا ولا زلنا ضد الانقسام الفلسطيني ، وبذل الاردن جهودا كبيرة لرأب الصدع ، كما ان الموقف الاردني حكومة وشعبا ظل منسجما ومتصالحا مع نفسه ، ومؤيدا لحق الشعوب العربية في تقرير مصيرها ، ومنها الشعب السوري الشقيق .
ان استقبال الاردن لمئات الألوف من ابناء الشعب العراقي بعد الغزو الأمريكي ، ومن بعدهم ابناء الشعب السوري بعد الكارثة التي حلت بهم ، والذين تجاوزوا المليون ونصف المليون ، على اراضيه ، تخفيفا لمحنتهم ، على حساب مقدراته المتواضعة ، وعلى حساب أمنه ، ومحدودية بنيته التحتية ، ورغيف عيشه الذي تقاسمه معهم ، هذا هو ديدن هذا البلد ، ليبقى الاردن عروبيا في قيادته وعروبيا في شعبه وعروبيا في ارضه .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25024
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم