حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 44563

مصيبتنا في ضعاف العقول

مصيبتنا في ضعاف العقول

مصيبتنا في ضعاف العقول

22-10-2016 04:31 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لا اعتقد انه يوجد مجتمع واحد على وجه الارض يخلو من ضعاف العقول ،لكن الفرق بيننا وبين المجتمعات المتحضرة ، ان الأخيرة تولي اهتماما بالغا يمثل هذه الشريحة وتعمل على تأهيلها وتنميتها اجتماعيا وسياسيا ، لتلحق بركب الأسوياء من اقرانهم ، اما نحن فنتركهم ونترك لهم الحبل على الغارب .

عندما يمعن المرء النظر في تصرفات شريحة واسعة من مجتمعنا اذا لم يكن بخلدنا ان ندفن رؤوسنا في الرمال ، نلاحظ بكل وضوح بعض تصرفاتها الغريبة العجيبة ، سواء على المستوى المحلي او المستوى الخارجي ، وما دامت الحالة هذه فاننا محتاجون لسنوات من التثقيف والتدريب والعلاج النفسي والاجتماعي ، كي تعود هذه الشريحة الى المسار السليم الذي نبتغيه ، تصوروا لعبة كرة قدم او بالاحرى مبارة كرة قدم بين ناديين اردنيين ، هؤلاء الذين اشرنا اليهم ، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ،، شتما وتجريحا وقفزا عن الحد الادنى لمستوى اللياقة والأدب ، ويا ليتها تقف عند هذا الحد ، لا بل ينجرّ وراءهم الكثير من نظرائهم الذين لم يحضروا المباراة ولم يشاهدوها ،هذا التعصب الأعمى في المجال الرياضي ليس التعصب الوحيد من نوعه في ساحتنا المجتمعية ، انما واحد منها .

التعصب الديني لديهم ، ليس اقل خطرا من التعصب الرياضي بل هو اخطر منه بكثير ، المصيبة هنا نجدها في الجهلاء وفي انصاف المتعلمين المتمشيخين الذين لا يفقهون في الدين الا قشوره ، ولا تستطيع عقولهم المنغلقة الغوص الى كنه الدين وحقائقه ، او لا يريدون ان يوظفوا جزءا من عقولهم ولو بالنزر اليسير لفهم سماحة الدين ويُسره ( يسروا ولا تعسروا ) .

دول الغرب بل لنقل اعداء الاسلام وكارهيه ، وجدت في هؤلاء ضالتهم المنشودة ، على ضوء سلوكياتهم غير السوية التي هي من الدين براء ، وتقوم بتعميمها وتضخيمها على ان هؤلاء هم المسلمون ، وهذه هي تصرفاتهم القبيحة النابعة من تعاليم دينهم الذي ينعتونه بكل الصفات والمزايا المشينة ، الأمر الذي يدفع بكثير من شعوب العالم الى النظر للاسلام والمسلمين على انه دين الارهاب وسفك الدماء والتخلف بكل ما في هذه الكلمة من معنى .

على المستوى الداخلي عربيا واسلاميا التطرف المذهبي او الطائفي بات واضحا في مجتمعات دون اخرى ، انا لا استطيع ان افهم ضرورة هذا التعصب ما دمنا كلنا مسلمين موحدين الله ، لكن للاسف هذه الظاهرة السيئة اذكتها على المستوى الدولي والسياسي، نظرية الولي الفقيه في طهران التي شرعنوها على كل المستويات والصعد ، والحرص على تصديرها الى خارج حدودهم الاقليمية ،وهنا لا اجد نفسي مضطرا للخوض اكثر في هذه الجزئية المقيتة التي تستثيرني حد التقيؤ .
في سياق متصل التعصب القبلي والجهوي والمناطقي والاقليمي ، هي ايضا من الأمور التي يتمسك بها ويثيرها من وصفناهم بضعاف العقول ، لو كان هؤلاء مدركين للنتائج الوخيمة لمثل هذه المظاهر التعصبية التي تؤدي بكل تأكيد الى ترك صدع وشرخ في صرح الوحدة الوطنية ، التي هي سياج الوطن ودرعه المتين ، لما اقدموا عليها ، سيما اننا تعودنا جميعا ان نتغنى بحب الوطن شعرا ونثرا وغناء ، ونتباهى بعشقنا لوطننا والانتماء اليه ، فهذا القصور العقلي لدى البعض يترك غشاوة على اعينهم تنسيهم كل هذه المعاني السامية في حب الوطن وتماسك لحمته ونسيجه الاجتماعي .
اعتقد انني اريد ان اكتفي بهذ القدر من الومضات التي تشير الى فئة ضعاف العقول ، الذين يتوهمون في بعض الاحيان انهم النخبة المنتقاة ، وهم الذين يعلمون دون غيرهم ، والانقياء وغيرهم الفاسدون ، اعتقد انهم يعيشون حالة من الزيكوفرينيا او انفصام الشخصية ، التي تستوجب من الدولة ومؤسساتها المختصة ، علاجهم بكل الطرق ، حتى وان كان آخر العلاج الكي كما قال السلف .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 44563
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم