حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22122

نزوح ولجوء ونزوح الى متى

نزوح ولجوء ونزوح الى متى

نزوح ولجوء ونزوح الى متى

30-05-2016 03:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في تاريخنا المعاصر تعودنا ان نشهد عمليات لجوء افرادا وجماعات ، من هنا وهناك ، هذه الظاهرة باتت واضحة عام 1948 ، عندما قامت العصابات الصهيونية بهاجمة المدن والقرى الفلسطينية ، فيضطر الناجون منهم الى ترك بيوتهم واللجوء الى اقرب مكان يعتقدون انه اكثر امنا ، وما ان يستقروا في ذلك المكان حتى تقوم هذه العصابات بالهجوم من جديد على هذه الاماكن ، بهدف التوسع واغتصاب المزيد من الارض ، فتشرد اهلها ومن لجأ اليها من قرى أخرى ، ومن مكان الى مكان على هذا المنوال ، حتى اقيمت مخيمات اللجوء الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وفي الدول المجاورة كالاردن وسوريا ولبنان ، وما زالت هذه المخيمات قائمة ، ما اود ان انوه اليه ، واشير اليه بكل وضوح ، ان هؤلاء اللاجئين مارسوا اللجوء اكثر من مرة بل مرات ، على ايدي العصابات الصهيونية في عام 48 و67 ، ثم في وقت متأخرعلى ايدي قوات عربية كما هو الحال في سوريا والعراق .
الأمر اليوم كما هو واضح للعيان ، لم يعد يقتصر على الفلسطينيين ، فبعد قيام ما اطلق عليه بالربيع العربي ، تفاقمت الاوضاع سوءا في البؤر الساخنة في دول عربية بعينها ولا داعي لذكرها ، فمثلا في العراق كانت البداية ثم في وقت لاحق سوريا ، فثمة عراقيون نزحوا من العراق بعد الاحتلال الامريكي لهذا القطر العربي ، واسقاط نظامة بالقوة الحربية ، فكان للاردن حصة الاسد من استقبال اللاجئين العراقيين ، لا سيما بعد ظهور الفتنة الطائفية وتغذيتها من قبل نظام الولي الفقيه تبعا لمصالحه ، وكذلك الاحتلال الامريكي الذي راح يعمل على تقسيم العراق بين الشيعة والسنة والاكراد ، اذكاء للفتنة الطائفية التي لا زالت نتائجها واضحة للعيان حتى يومنا هذا ، ولكن لا بد ان نشير ان مأساة العراقيين على شراستها ، هي الآن اقل بكثير مما يعانيه الاشقاء السوريون من ويلات الحرب والقتل والدمار ، الذي تلحقه قوات بشار الاسد وشبيحته ومقاتلي حزب الله ، الذين انضموا للقتال مناصرين النظام القاتل الفاسد ، اضف الى ذلك العدوان الروسي الذي راح يدك المدن والقرى السورية ومخيمات اللجوء بطائراته الحربية التي تملك ترسانة وتقنية تفوق التصور والخيال ، ما دفع بمئات الالاف من الناجين السوريين الى ترك مدنهم وقراهم ليتشردوا في كل بقاع الدنيا ، نزوحا ولجوءا وهربا من القتل والموت ، فمن لم يمت بسلاح بشار وزمرته ، يموت بسلاح حزب الله الذي ينفذ تعليمات الصفويين من حكام ايران وساستها ، او بقنابل وصواريخ طائرات الموت والدمار القادمة من بلاد الروس، ليجربوا اسلحتهم الفتاكة في اناس مغلوبون على امرهم لا حول لهم ولا قوة .
الاردن مشكور انه استقبل ما يقارب من مليون ونصف المليون من الاشقاء السوريين، الذين نجوا من ادوات القتل والبطش الاسدية من البر والبحر والجو ، براميله المتفجرة تنهمر يوميا على رؤوس الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ، رائحة الموت والاشلاء تجدها في كل مكان في سوريا ، او طعاما للاسماك في البحار .
اليوم في العراق وبحجة محاربة تنظيم داعش، راحت مليشيات حاقدة من ما يسمى بالحشد الشعبي ، تفتك بالمواطنين العراقيين من السنة ، وهؤلاء المواطنون السنة سبق ان تم تهجيرهم ثم عادوا ثم نزحوا من قوة نيران المتحاربين ثم حوصروا ، فقتل منهم من قُتل ، وهاجر منهم من هاجر ، ونفس المصير يلقاه اشقاؤنا السوريون الذين لم يعودوا يعلمون الى اي بقعة سوف يلجأون ، ومن بعدها اين ستحط بهم رحال النزوح والتهجير واللجوء ، انها كارثة على هؤلاء ، ومهزلة من الدول الكبرى صاحبة الحل والعقد، التي تتلاعب بحياة ومصير هذه الشعوب التي تُقتل في بيتها وعلى فراشها ولا تدري من قاتلها او لماذا يقتلونهم ، والسؤال الذي يطرح نقسه ، الى متى سوف يستمر هذا الحال الذي لا يسر صديقا ولا يرضي ضميرا .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22122
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم