حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • الاضطرابات السياسة في شرق المتوسط تصعد احتمالات المواجهة الأميركية الإيرانية .. هل يكرر ترامب خطأ بوش الابن؟
طباعة
  • المشاهدات: 23822

الاضطرابات السياسة في شرق المتوسط تصعد احتمالات المواجهة الأميركية الإيرانية .. هل يكرر ترامب خطأ بوش الابن؟

الاضطرابات السياسة في شرق المتوسط تصعد احتمالات المواجهة الأميركية الإيرانية .. هل يكرر ترامب خطأ بوش الابن؟

الاضطرابات السياسة في شرق المتوسط تصعد احتمالات المواجهة الأميركية الإيرانية ..  هل يكرر ترامب خطأ بوش الابن؟

15-11-2017 06:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
تعيش منطقة شرق المتوسط هذه الايام على وقع الانفلاقات السياسية فسبحان الله وقد تزامنت مع الانفلاق الجيولوجي للهزات الارضية التي ضربت شمال وغرب العراق مؤخرا وكانت مشيئة الله ان اقتضت بان تكون هذه الهزات هى رجع الصدى لارتدادات الهزات السياسية والمعارك التي احتدمت رحاها من ارهاصات الاستفتاء " المُعَلِبْ " في كردستان العراق – الذي اجهضته ايران ودخولها كركوك والقصة يعرفها الجميع – وكذلك الحرب على داعش في العراق والشام والحرب الطاحنة التي اجتاحت الدولة السورية والتي باعتقادي لم يشهد التاريخ لا من قبل ولا من بعد بتوقيتها وادواتها والدول الضالعة باشعال نيرانها وحتى يقضي الله امره في اطفاء حرائقها لانها أهلكت الحرث والنسل وكان وقودها وللاسف من العرب والمسلمين وكيف لا وهم المادة التي يسهل حرقها والدوس على كرامتها بين شعوب وملل الارض قاطبة في هذه الحقبة من تاريخنا المعاصر السيئ في تدويناته عن مآسي وويلات وفشل امتنا ولا حول ولا قوة الا بالله...

ليعذرتي القاريئ الكريم على المقدمة ولكن وبدون مواربه هذا هو حالنا الذي بتنا نعيشة على وقع المتواتر من الاخبار وعلى راس الساعة والاعلام بشتى اصنافة ، وبالنظر  الى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة والتي تتصاعد بوتيرةٍ سريعة وتنذر بحدوث ما لا يحمد عقباه من احتمالية حدوث مواجهات عسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران واستهداف لبنان في مرحلة معينة على ضوء اشتداد المواقف بين الولايات المتحدة الامريكية وايران بالتزامن مع تحميل السعودية إيران مسؤولية هجوم صاروخي استهدف الرياض، نفَّذَه الحوثيون في اليمن المرتبطين بعلاقات مع طهران، وبالتوازي مع ذلك الاستقالة "المفاجئة " لسعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني والحليف المُقرَّب من السعودية، من منصبه، بينما كان يزور الرياض، مبرر ذلك بانه يخشى من محاولةٍ إيرانيةٍ لاغتياله ، وبغض النظر عن حالة الانقسام التي أحدثتها ردود الفعل المتباينة حول هذه الاستقالة، فقد دفعت الكثيرين إلى التساؤل هل كانت تمثل قرعا لطبول حرب وشيكة في المنطقة؟ وأصبحت لبنان بشكل متزايد نقطة ساخنة في الحرب الباردة بين طهران والرياض.

من المسؤول عن تأزيم الوضع في الشرق الأوسط؟

وفي استعراض سريع لحالة القوى المتصارعة في الشرق الاوسط نجد انه هناك اكثر من لاعب تخوض فيما بينها حربا باردة قد تنفجر في اية لحظة وهى على اشدها في هذه الايام ، واذا ما اخذنا الجانب الايراني والتي تعتبر حالياً هي الطرف الأقوى في الشرق الأوسط فيما يتعلق بتواجدها على الارض في عدة دول عربية ، فهي لاعبٌ حاسمٌ في سوريا ولبنان والعراق، ويمتد نفوذها إلى اليمن وأفغانستان ، وان إجبار القوة الإيرانية على التراجع سيعني تحدي القوات الإيرانية في البلدان التي تكون فيها هذه القوات متكاتفة مع ميليشيات محلية، أو في البلدان التي تتواجد فيها هذه القوات بناء على حكوماتها كما هو الوضع في حالة العراق وسوريا يضاف الى ذلك لم تعد إيران منبوذةً عالمياً لا بل تحظى بشراكةٍ قويةٍ مع روسيا في سوريا، ويتزايد الاهتمام المشترك بينها وبين تركيا في القضايا التي تتعلَّق باستقلال الأكراد وتعزيز الحكومة المركزية في بغداد. وغير بعيد عن ذلك تدعم كل من تركيا وإيران دولة قطر في نزاعها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وخلق هذا الخلاف منافذ لإيران لإظهار نفسها أمام قوى كبرى أخرى مثل الصين والهند، باعتبارها قوةً قادرةً على إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط.

على الجانب الامريكي فقد أظهرت تصريحات ترامب وفريقه للأمن القومي موقفاً أميركياً أكثر عداءً لطهران حيث يتضمن رد الفعل السلبي بخصوص إلغاء التصديق الأميركي على الامتثال الإيراني للاتفاق النووي المُبرَم عام 2015 إلى جانب فرض عقوبات على قوات الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ويعكس هذا الموقف رغبة إدارة ترامب في عزل إيران والضغط عليها باستخدام اساليب قديمة لا تأخذ في الاعتبار الحقائق المُتغيِّرة اليوم في الشرق الأوسط. فالنتيجة الأكثر ترجيحاً هي أن ذلك سيُعزِّز دون قصد قبضة إيران في المنطقة، مثلما فعل الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش عند غزوة واحتلالة للعراق في عام 2003. وفي موازاة ذلك ومع الانقسامات المُعمَّقة في العالم العربي ومجلس التعاون الخليجي، تتعارض محاولات الولايات المتحدة الأميركية لعزل إيران مع المحاولات الأوروبية والروسية والصينية لدعم طهران للعب دورٍ إقليميٍ بناءٍ بصورةٍ أكبر، وهو دور جدير بوضعها كقوة صاعدة في الشرق الاوسط..

أما على الجانب السعودي فإن هناك ثمة رفض من السعودية لتدخلات إيران في الدول العربية حيث اعتبرت السعودية " وهى تتزعم المسلمين السنة " ان التواجد الايراني في العراق وسوريا واليمن هو تدخل في شؤون البلاد العربية وهو ما دفع السعودية على اطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس / اذار 2015 " حيث اعلنت أن هذه العملية بناء على طلب من الحكومة الشرعية في اليمن " وفي اعتقادي وكما يعرف الجميع بأن هذه العمليات جائت بسبب خطر تمدد الحوثيون وحلفاؤهم حيث بدأو يحشدون استعدادا لحملة على الجنوب للتحرك باتجاه لحج وعدن، ومواصلة احتلالهم للمؤسسات الحكومية، والتوسع نحو مناطق جديدة رغم مطالب مجلس الامن المتكررة كما وضح بيان انطلاقة عاصفة الحزم وان العملية تهدف ليس فقط لإنقاذ اليمن وإنما المنطقة كلها كما قال بيان التحالف عن طريق مواجهة النشاط العسكري الايراني المتزايد في المنطقة لبسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة.

هل يكرر ترامب خطأ بوش الابن؟

 بالنظر الى ما تقدم نجد بان الاتهامات السعودية ترفضها إيران والتي ترد عليها بالمثل، وتقول إن السعودية تتدخل في البحرين واليمن وبغضض النظر عن الاتهامات المتبادلة بين الدولتين، فإن صراعا طويلا ظل قائما بينهما حول النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، لكن ذلك الصراع بقي دائرا على مسارح دول أخرى توجد فيها جهات تدعم السعودية وأخرى تدعم إيران ، وفي موازاة ذلك إذا ما قرَّرت السعودية خوض مواجهة مع إيران، ستجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها في وسط الصراع ، الامر الذي قد يخلق اصطفافات من دول المنطقة على ان اخطر ما فيها هو دخول دولة الكيان الصهيوني " محراك الشر " في المنطقة والمستفيد الاكبر نجدها " أي اسرائيل " في تناغم مع الموقف الامريكي على اعتبار انها " أي اسرائيل " حاملة الطائرات الامريكية في شرق المتوسط والتي يمكن ان توظفها الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ والنفط في منطقتنا وبخاصة على صعيد الازمة التي ظهرت على اثار استقالة الحريري وماكان قد يفجر سيناريو الهجوم الشامل على لبنان على غرار اجتياح اسرائيل عام 1982 - والذي حذر من الاقدام عليه توافق 63 وزير للدفاع للدول المجتمعين في بروكسل مؤخرا – والذي لو حدث لا سمح الله قد يتطور الى حرب اقليمية والذي ممكن ان تتصاعد فصوله الى حرب كونية وهنا اقول " ان الازمة لم تنتهي بعد وان كانت قد بدأت تهدأ " وهذا في مجملة يعتمد على عودة الرئيس الحريري الى لبنان لتحدث فصول ازمة جديدة " نرجو للبنان السلامة منها ".  !

ليس من المُرجَّح أن الولايات المتحدة ستتمكَّن من إثناء إيران عن بعض أنشطتها الأكثر إزعاجاً، مثل دعم حزب الله أو حركة حماس الفلسطينية، ولا يجب على صُنَّاع السياسات في الولايات المتحدة الافتراض بأن بإمكانهم عكس التوجهات التي دامت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية ، فالغزو الأميركي للعراق أظهر كيف يمكن لضعف التخطيط والافتراضات الخاطئة أن يأتيا بنتائج عكسية ، فقد توقَّعت إدارة بوش الابن في تلك الفترة ، على نحوٍ خاطئ، أن تحرير العراق من صدام حسين سيُطلِق العنان للحركات الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة، وسيُحد من النفوذ الإيراني. وبالمثل، فإن الافتراضات الخاطئة للادارة الامريكية يمكن أن تُمهِّد الطريق لتآكل دائمٍ لنفوذ امريكي في شرقِ أوسطٍ لا يمكن التنبؤ بالمتغيُّراتِ فيه على نحوٍ متزايد.

واخيرا وليس اخرا هل يكرر ترامب خطأ بوش الابن؟ وهل ستكون خطواتها الاولى من نقض الاتفاق النووي والذي يتعارض مع موقف روسيا والاتحاد الاوروبي ... واليوم ها هي طبول الحرب تدق من جديد في المنطقة، فجأة تغير المزاج الأمريكي تجاه إيران، واختفت أيام الغزل الأوبامية الإيرانية ليحل محلها التحريض الأمريكي ضد إيران... فجأة صارت إيران في الخطاب السياسي والإعلامي الأمريكي أكبر خطر إرهابي يهدد العالم بعد أن نجحت بالأمس في التقارب مع الأمريكيين من خلال الاتفاق النووي التاريخي بين الغرب وإيران ... وهنا بتقديري ان ترامب يتعامل بالسياسة كما هو الحال في اجواء لندن حمالة اوجه قد تتغير بين عشية وضحاها ، الامر الذي لا يجزم عليه احد من حدة انفعالات هذا الرئيس " ترامب " وحتى ان وضعت كوابح وزير خارجيته تليرسون الحد من تهوراته الا انه قد تحدث انفلاتات تُجيشُ لها دولة الكيان الصهيوني من خلال تصريحات عديدة إسرائيلية وأميركية تتوعد حزب الله وإيران، في ظل تكثف للمؤشرات الدالة على أن غمامة حرب متعددة الأطراف قد أظلت المنطقة، وربما باتت مسألة وقت وما قد يقدم عليه من توجيه ضربة مع حلفائه في المنطقة الى حليف ايران " حزب الله اللبناني " على غرار ما قام به بوش الابن الارعن بغزو العراق كما اسلفت والسير خلف اكذوبة " اسلحة الدمار الشامل العراقية " وما تعيشه منطقتنا جراء فعلته اي "بوش" من مآسي وويلات رسمت خطوطها كونداليزا رايس "كوندي" في تلك الحقبة المشؤمة من تاريخ امتنا البائس..

السلام عليكم ،،،

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub@aol.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23822
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم