بقلم :

منذ يومين وانا ادقق في هذه الصورة للصديق الراحل رافع شاهين.... لا اعرف على وجه الدقيقة مالذي ذكرني به تحديداً، لكن لهذه الصورة ثمة رواية تحكى.
جمعتني بالصديق الراحل الكثير من الذكريات سواء في لقاءاتنا الشخصية او عبر الهاتف حينما يسمع نكتة جديدة يريد ان يرويها لي خوفاً من نسيانها، او ليحدثني بفرح الى اين وصل في تفسيره للقرآن الكريم الذي كان يأخذ جل وقته !!

نعم كان يعكف على تفسير القرآن واظن انه أنجز تفسيره لكن عائلته على ما يبدو لم تتابع هذا الامر لسبب أجهله حتى الان .

المهم : قام الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الوزراء آنذاك بتعيين الراحل مستشاراً إعلامياً لحكومته في محاولة منه لكسب ود الاعلام الذي تعاظم عداءه للمجالي وحكومته، وكان رافع شاهين بحكم صداقتنا الاستثنائية يعتقد بأنه سيمون علي في تغيير نهجي الصحفي آنذاك تجاه الرئيس، فدعاني اول مرة وجلسنا ثلاثتنا الرئيس المجالي ورافع وانا وبدأنا نقاشاً سرعان ما انتهى الى غضبي وخروجي بطريقة "غير لائقة" من مكتب رئيس الوزراء، الذي وان اختلفت مع سياسته فلا استطيع ان أنكر انه رجل اولاً وشيخ ثانياً ويتمتع بطولة بال وبخلق رفيع قلما تجده عند احد غيره' ولا يليق به ولا بي ان اخرج بالطريقة التي خرجت بها من مكتبه.

المهم لحق بي رافع شاهين مسرعاً،عبر الدرج الذي استخدمته بدلاً من استخدام المصعد بعد " ان أنعمت قماري" من الغضب وكان يقف هو على اعلى الدرج في حين كنت انا قد وصلت منتصفه وطلب مني ان اعود مخاطباً إياي بجملته الشهيرة التي كان يستخدمها في برنامجه الشهير " فكر واربح" " بالله عليك تطلع درجه" ... الامر الذي اضحكني وجعله يمسك بذراعي ويصطحبني الى المكتب.... وهناك اخرج صديقي الراحل صورته هذه وقال لي " كل الناس بيقولوا انّا بنشبه بعض حتى في ضحكتنا مع انك والله شقفه وحده وما بتعرف تضحك" .

اليوم أضع صورتي الى جانب صورة الصديق الراحل رافع شاهين بعد ان بلغت من العمر عتياً... لاقارن في أوجه الشبه ان وجدت.... واليوم ايضاً اجدها فرصة لا اخجل منها ان اعتذر على الملأ لقامة وطنية كبيرة بحجم عبد السلام المجالي اطال الله في عمره، وهو الذي حرص اكثر من مرة ان يزوروني هنا في امريكا ليطمئن علي وعلى اسرتي بعدما دار بِنَا الزمان دورته.
رحمك الله يا صديقي رافع والى لقاء لا اظنه بعيد !!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا