01-11-2011 11:12 AM
قال تعالى في كتابه الكريم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}
]الحجرات : 12[
إن إحسان الظن بالناس هو أعظم وسيلة لقطع الطريق على الشيطان الذي يجري مجرى الدم في ابن آدم ويسعى إلى التفريق بين الناس والتحريض بينهم.
قال ابن سيرين رحمه الله : "إذا بلغك عن أخيك شيىء فالتمس له عذراً , فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه".
أحياناً يعتقد بعض الناس أن سوء الظن نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة..... ولكن علينا تذكر أن إحسان الظن بالآخرين مما دعا اليه ديننا، فالشخص السييء يظن بالناس السوء، يبحث عن عيوبهم، ويراهم كما هو يريد, أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين متيقنة وثاقبة ونفس كريمة للناس يلتمس الأعذار للآخرين ويظن بهم الخير....
ما أقبح سوء الظن... فهو فعلاً مهلكة وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه.... به تتحطم النفوس ... وتتهدم البيوت... وتتشرد الأسر... وتُتهم الأعراض... وتشوه الصور المضيئة ... وتتفشى العداوة والبغضاء بين الأخوة والأصدقاء والأزواج... وتتراجع المجتمعات.
إن سوء الظن آفة كبيرة تنخر في المجتمعات والأسر والصداقات... ولعل الفرد إذا ما اتخذ إجراءاً سلبياً تجاه آخر من قطيعة أو نحوها، وكان الآخر يستحق ذلك لا يؤسف عليه... لكن المشكلة تكمن إذا كان بريئاً- كما حدث للسيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك التي تعتبر درساً كبيراً لكل من يُقدّم سوء الظن على حسن الظن- هنا تقع الفواجع والمصائب على أناس أبرياء فليس من السهل أن يُتهم الإنسان بما ليس فيه.
ومن بعض أسباب سوء الظن: 1- ضعف النفس والأعصاب؛ حيث أن ضعيف النفس تذعن نفسه لكل فكر فاسد يدفعه لسوء الظن بالآخرين....... 2- استعظام النفس ( التكبر)؛ هؤلاء يجدون أنفسهم غاية في الكمال وأعلى مرتبة من غيرهم..... 3- خبث الباطن؛ فمن تعود على الحيلة والمكر والخديعة يتصور الآخرين مثله... 4- القياس والتعميم؛ فعندما يواجه الفرد موقف سيء وقاسي في صديق أو قريب يفقد ثقته بالجميع ويسيء الظن بهم.
... إذن فلنحاول علاج هذه الآفة الخطيرة والتغلب عليها من خلال:
• التحرز التام وعدم إصدار حكم إلا بعد التيقن.
• التأمل في حقيقة النفس البشرية من حيث الذهول والضعف والنسيان، فكثيراً ما ينسى الإنسان نفسه ويقع في أمور لا يحسب لها حساباً... فالمنصف يعلم من نفسه أنه قد يحظى دون قصد الخطأ... وقد يتلبس بالشبهة وهو لا يقصد.
• الابتعاد عن الشبهات .... فيجب على الفرد أن لا يوقع نفسه في شبهة قصداً وعمداً بدعوى أنه لا يبالي ولا يهتم بالناس، ولنتذكر وصية علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأبنه كانت ضمن مجموعة وصايا أوصاها له بما معناه ( ... من دخل مواطن الشبهات اتُهم ...) وفي هذا دلالة على التحذير من أننا أحياناً وبسبب بعض تصرفاتنا نجعل الآخرين يسيئون الظن بنا.
• إحسان الظن بالناس فإن هذا يرضي الله تعالى، والحذر في التعامل مع الآخرين ومحاسبة الضمير والتحلي بالوازع الديني الذي يحثنا على التسامح والصبر والتماس الأعذار للآخرين.
وفي الختام أسأل الله التوفيق للجميع لما يحبه ويرضاه... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
وكل عام وأنتم بخير
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-11-2011 11:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |