بقلم :

تعرف يا صديقي ان للسفر سبع فوائد وفي قول اخر " انها عشر فوائد " . اما انا فقد اكتشفت فائدة لا تخطر على بال احد فدعني اوضحها لك . في زيارتي الاخيره الى فيينا وبعد وصول الطائره وانهاء اجرائات الدخول ركبت سيارة الاجره لالحلق بالمؤتمر العلمي الذي سافرت خصيصا لحضوره . ويبدو ان السائق قد اضاع الدرب واظن انه كان يقصد ذلك فاخذني الى شارع يقاطع الشارع المؤدي الى مبنى البرلمان او مجلس الشيوخ النمساوي . وعند اشارة المرور الحمراء توقف وكانت مركبتنا في اول الطابور . واذا بشرطي المرور المهندم يقف امامنا ويعطي اشارة فهم منها السائق ان عليه ان ينتظر طويلا . فمد يده الى مفتاح الموتور واطفأه . فسألته بلغتي العربيه الفصيحه . ما الامر . هل يزوركم زعيم عربي ويجب عليكم ايقاف السير . هل هناك مظاهرة شعبيه ضد اسرائيل بسبب قتلها لاطفال غزه . هل سيمر موكب رسمي . هل هتاك جنازه ستمر من هنا . هل سيمر من هنا موكب للخريجين . هل هناك عرس لابن الجيران . ؟؟؟ ظل السائق صامتا ولم يعقب . ,ولم يرد على اسئلتي الكثيره ونظر الي وكانه يقول لي : بلاش غلبه وكثر اسئله .انكب واسكت .ولكن عيونه بدأت تتفطط من محاجرها ذات اليمين وذات الشمال . وبدأنا نسمع اصوات هتافات قادمعه من بعيد . وبدأت الاصوات تقترب رويدا رويدا . ثم اتت سيارة للدرك النمساوي وبدأت تنزل في كل مئة متر عسكريا اعزل من السلاح الا من اشارة تحدد الاتجاه . اصابني العجب وحب الاستطلاع فخرجت من السياره لامد ناظري الى القادمين . ما هذا . وهل هذا معقول . هل اصاب الناس الجنون في هذا اليوم . ام انه كرنفال سنوي في هذه البلاد . وعندما مروا من امامنا . فاني وجدت نفسي في حيره . هل انظر ام استرق النظر ام اصور المشهد بكاميرا الفيديو .ام العن واسب الفاسقين . لقد كان جمهور المتظاهرين متحررين من كل ملابسهم . لا ملابس خارجيه ولا حتى داخليه . منهم الاشقر والاحمر والابيض والاسود ومن هو بلون الكاكاو . ومنهم الوسط . ومنهم الرجال والنساء والصبايا والشباب من مختلف الاعمار والاطوال والاوزان .ومنهم من له كرش متدلي . ومن لها وسط ضامر . لقد استمر هذا الحشد بالمرور لمدة ساعتين نسيت فيها المؤتمر العلمي والافتتاحيه . ونسيت نفسي مع كل هذه الصور التي لم يدر في خلدي انني سوف اطالعها في يوم من الايام . وتذكرت اهل القريه التي ينتمي اليها " محامي الخلع " عندما خرجوا جميعا للفرجه على خطيبة ابن بلدهم والتي كان تسبح في النيل وهي تلبس ثباب البحر . فقال احدهم : الحمدلله لقد رايت كل اللي نفسي اشوفه . المهم في الامر ان هؤلاء المتظاهرين كانوا يطالبون بحقوق الشواذ . وكلهم طبعا ليسو من الشواذ .وانما حضروا من باب التضامن مع مطالبهم . وربما حضر الكثير منهم للبحلقه وليس للاكل . وصلت الى الفندق وانا احس بتعب شديد وارهاق من السفر ولي رغبة عارمه الى النوم . ولما كانت من عادتي ان انام على صوت الاذاعه .فادرت المذياع على محطة عربيه ووجدتها . محطه عربيه في النمسا . وتذيع على موجة ال اف ام . وكانت تذيع اغنيه عراقيه يشدوا صاحبها بهذه الكلمات الراقصه : غاب القمر وثريته . وكل واحد حظن مريته . وانا المقابل عمي . يمكن ينطيي بنيته . .. تصبحون على خير