بقلم :

نعم قد يكون تاريخ لم نصنعه.. لكننا الآن سنعيد الأشياء لبداياتها.. فلتتوقف الصورة.. المشهد .. تلك التي تعرّينا من كل ما علق بنا في كل تلك السنوات البائسة والأحلام المعطوبة.. والذاكرة الموبوءة.. والعمر الهباء.. هذا الواقع الموجع المغروس في وعينا ووجداننا أننا نعيشه منذ عشرات السنين.. لتظهره الصورة أنه غير كل ما عشناه أو تخيلناه.. أنا صاحب الوجدان المشوّه.. والفكر الساذج.. والعقل المريض.. والمشاعر المثقوبة. والأحلام الخواء.. أنا المأزوم تاريخيا.. المهزوم ثقافيا.. المخترق ذهنيا.. المشتت مذهبيا. المتسخ حزبيا.. المواطن بلا وطنية.. الغريب بلا اغتراب.. اللاجئ بلا تشريد.. المتهم بلا ذنب.. السجين بلا حكم.. هل يدافع السجين عن جدران السجن ؟.. من نحن.. أي تاريخ لنا.. أي هوية نحملها.. أي معتقد نتبناه.. أي رايةٍ ندافع عنها... نحن المذعنون الصاغرون المنقادون للجنة أو النار.. أبناء كل الآباء.. لكننا.. اليتامى.. لأرملةٍ لم يطأها ذكر.. لمغتصبةٍ منهم كلهم.. لكنها.. العذراء.. الصور.. المشاهد.. المسرحيات.. الإخراج.. الإنتاج.. التمثيل.. مهما اقتربت من الواقع.. إنها لن تستطيع إلغاؤه.. أو احتلاله.. سيبقى الواقع شوكة بحلوقهم.. ستبقى الحقيقة دامغة.. ونحن مهما بقينا متفرجين.. فإنه إلى حين.. إلى حين.. إنه القطيع.. نحن القطيع.. نحن المنقادون.. للنظام وللفوضى.. للحرب والسلم.. للحب والكراهية.. لكل شيء ولاشيء.. فقط منقادون.. كيف نحيا.. كيف نموت.. ليست مشكلة.. كل ما علينا هو الانقياد.. على أي مذهب أو فكر أو مبدأ.. ليست قضيتنا.. كيف ندخل الحروب وكيف نخرج منها .. لا علاقة لنا بذلك.. كيف ومن نعادي ونصالح ونهادن ونتحالف ونفاوض ونعارض ونؤيد ونشجب وننحب ونفرح ونحزن.. نلطم ونرقص.. نتألم ونتلذذ.. كل ذلك ليس شأننا.. إنه كما قال الداهية " المتنبي: " ما شئت لاما تشاء الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار" أيها المتنبيون: كفاكم إذعاناً.. املئوها صخباً وخراباً.. فخراب بأيديكم.. أجمل ألف مرة من إعمار بنعالهم وسياطهم. " نلتقي بعد قليل... بعد عام.. بعد عامين وجيل..." محمود درويش.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا