بقلم :

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك , أيام قليلة وتبدأ حمّى المسلسلات المعروضة على شاشات الفضائيات , تبدأ معها الأسئلة الكثيرة والمثيرة للجدل حول ما تضيفه هذه الأعمال الدرامية للمجتمع العربي بشكل عام من خلال طرحها للقضايا الساخنة والتي تمس حياة الناس بشكل مباشر . لكن الأمر هذا العام مختلف تماماً بوجود الدراما التركية التي دخلت كل بيت لتكون حاضرة وبصورة قوية لتنافس الدراما العربية فيما تقدمه خلال الشهر الفضيل , ولعل (باب الحارة) بجزءه الثالث سيواجة منافسة حامية في نسبة المشاهدة مع المسلسلين التركيين (نور)و(سنوات الضياع) بل وسيدخل أبو شهاب ومهند في صراع قوي لرد الأعتبار للمسلسلات العربية بعد ان غزت المسلسلات التركية المدبلجة شاشات عدد من الفضائيات العربية وحازت على اعجاب واسع للغاية . شخصية أبو شهاب , الشخصية العربية الأصيلة والتي نالت أعجاباً كبيرا خلال عرض الجزء الثاني في رمضان الفائت ولما هذه الشخصية من جوانب ايجابية تمثل الرجل العربي الحر الغيور على عرضه وحارته وأهله , وهي تماماً عكس ما تشاهده في مسلسل (مهند) الذي اصبح حديث الساعة في كثير من الجلسات وأصبح كذلك ضيفاً يحتفى به اينما حل , وبالنظر الى ما يقدمه المسلسلان من افكار وقيم , نجد ان باب الحارة يعيد الى أذهاننا ما فقدناه من كثير من العادات والتقاليد التي كانت سبباً في المحافظة على أشياء جميلة في حياتنا اليومية , لنأخذ الاَن من العادات والتقليد التركية الكثير الكثير بتقليد كبير لملابس نور ولميس وشعر وذقن مهند . أعتقد خلافاً لما هو متوقع أن يبطل سحر المسلسلات التركية في مواجهة الأعمال العربية الكبيرة التي ستعرض , والتي ستكون حاضرة من خلال دراما بدوية ودينية واجتماعية لتزيد في معرفتنا , دراما يستطيع الجميع ان يتابعها دون خجل , دراما قادرة على تتعامل مع عقول المشاهدين وأن تكون مقنعة لهم خلال ثلاثين يوماً من المتابعة لكن دون أن تشغلهم عن الشهر الكريم بفضائلة وكثرة ما فيه من عبادة , نسأل الله المغفرة والعتق من النار . امين