سرايا - سرايا - فى قصص إسلام الصحابة العجب العجاب ، إذا ما قرأنا فى بطون الكتب عن قصص إسلامهم فاضت العيون بالدموع ، حيث تجد اناساً باعوا أرواحهم وتركوا ديارهم وأموالهم وأهلهم طمعاً فيما عند الله ، وبطلنا اليوم هو الصحابي الجليل "سلمان الفارسي " رضى الله عنه .

عاش سلمان الفارسى فى بيئة تعج بالشرك والفساد ، إلا أنه بفطنة عقله لم يكن مطمئنا ، حيث كان هناك خاطر فى داخله دوما يقول له إنك لست على الحق ، تنقل سلمان بين أيدى القساوسة واحداً تلو الآخر ، طلباً للحق ، فلم يجد عندهم ما يريح قلبه ، ويروى ظمأه ، حتى أشار عليه أحد القساوسة بالرجل الذى خرج فى جزيرة العرب يدعو إلى عبادة إله واحد ، وأعطى له القس أوصافه ، فقال : هو رجل لا يأكل من الصدقة ، ويقبل الهدية ، وبين كتفيه خاتم النبوة .

سار سلمان إلى جزيرة العرب باحثاً عن هذا الرجل عله أن يجد الحق عنده ، فقيل له هو محمد رسول الله ، فأراد سلمان أن يتحقق من الأوصاف ، فجاء والنبى بين أصحابة وقدم له طعاما وقال هو من الصدقة ، فأمر الرسول أصحابه أن يأكلوا ولم يأكل هو ، فقال سلمان : هذه هى الأولى ، فجاء بعد ذلك بطعام وقال له : هو هدية ، فأكل النبى وأمر الصحابة أن يأكلوا ، فقال : هذه هى الثانية ، وسمع سلمان بأن هناك جنازة ، فسار مع المشيعين وكان يقترب من رسول الله أكثر وأكثر وأكثر وينظر إلى كتفه ، فنطر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم مبتسما وأظهر له كتفه الشريف فظهر الخاتم بين كتفيه ، فانكب عليه سلمان مردداً : أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

فترك بلاد فارس أصل ولادته وموطنه ، وموطن أهله ، واستقر بالقرب من رسول الله ، وكان من السابقين الناصرين لدين الله ، فمنحه النبى المكافأة الكبرى ، فأعطاه تاجاً يفخر به على مر الزمان ، وعند لقاء الواحد الديان ، فقال رسول الله : سلمان منا آل البيت " .

لذا يجب على المسلمين تقدير هؤلاء الأطهار ، والدفاع عنهم ، فقد تحملوا العناء والمصائب والبلاء لكى يصل لنا هذا الدين صفياً نقياً ، ضحوا بكل شىء من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله .

اللهم ارض عن صحابة نبيك وتابعيهم وتابعى تابعيهم ، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين .
وللحديث بقية إن قدر الله لنا البقاء