30-01-2014 01:08 PM
سرايا - سرايا -عصام مبيضين - نعت وزارة الزراعة بحزن وفاة أكبر شجرة بطم أطلسي معمرة في الأردن عن عمر عن ألف ومئة وخمسين عام موجودة في مقبرة ياجوز قبل أيام قليلة من الرياح التي رافقت العاصفة الثلجية .
الشجرة الأكبر في الأردن
وبين خبير الأشجار المعمرة في الحديقة النباتية المهندس كمال النعيمات أن هذه الشجرة هي الأكبر بين أشجار البطم الأطلسي في الأردن .
وقال النعيمات بقيت من الأشجار المعمرة في ياجوز ثلاث شجرات اعمارها بين 500 و800 عام
ونوه الى كتاب اصدره مع الباحثة دينا الكيلاني عن الأشجار المعمرة في الأردن، حول بعض أشجار الأردن المعمرة والتاريخية مثل: البطم الأطلسي والسنديان والسرو والصنوبر والسدر والميس والكينا والخروب والملول والزيتون والسيال والعرعر.
وأوضح أن غابات شجر الصنوبر الحلبي كانت قديما تغطي مساحات واسعة من المناطق الشمالية الأردنية، والآن لا تتواجد إلا في "زي" البلقاء وفي دبين جرش هنالك شجرة صنوبر تعرف باسم شجرة "الهدأة" .
الميس وميسرة وأبوشيخة والشيخ باكير والنأم
وهناك شجرة "الميس" التي تتواجد في عدة أماكن وخاصة في الكرك وعجلون، ولقد صنع من أغصانها الرومان قديما الاقواس لسهولة صقلها.. وفي «زوبيا» اربد توجد شجرة وحيدة لها اغصان صغيرة كانت تؤخذ منها وتعلق على ملابس الأطفال عند ولادتهم ردا لعين الحسد.
أما شجر "البطم الاطلسي" فهذا الشجر يتواجد في عدة اماكن منها «ياجوز» في المقبرة الإسلامية، وأخرى سميت شجرات "ميسرة" عند مقام الصحابي ميسرة في البلقاء، وشجرة "ابو شيخة" عند قبر احد الصالحين واسمه ابو شيخة.. وهناك أشجار اخرى سميت نسبة للاولياء الصالحين الذين دفنوا تحتها او بالقرب منها مثل: شجرة الشيخ باكير وشجرة "النَّام" التي يتبرك بها أهل المنطقة في «سوف» جرش، حيث يأخذون بعض أغصانها ويربطون بها شعر النساء لدفع الضرر والمرض .
وهناك ايضا أشجار «الخضر الأخضر» منها شجرة الخضر في فناء مقام سيدنا الخضر في ماحص عمرها حوالي 500 سنة.
وهناك شجرات «ابو الشعر» في «عبين» عجلون وعددها أربعة أكبرها عمرا حوالي 700 سنة، وهناك اشجار اخرى كثيرة تاريخية هامة في الأردن مثل: شجرة النبي حريز، شجرة الغولة، شجرة العروس، شجرة المضري، شجرة فاميا، وشجر السيال والطلح والقيقب .
عزل الشجرة عن الهواء واشعة الشمس تسبب بموتها
خبير الزراعة المهندس نزار حداد قال قمنا بالكشف الحسّي على الشجرة، و تم التحقق من وضع شجرة البطم، ولاحظنا محاصرتها بشُحَف من الحجارة والإسمنت التي عزلت جذورَها عن التعرض للهواء وأشعة الشمس، كما عزلتها عن العناصر الغذائية الناتجة عن تحلل أوراقها وثمارها المتساقطة على ترابها.
وظهرت على ساقها المكسور إصابات فطرية وحشرية، وهنالك العديد من الأغصان التي جفت ونخرتها الحشرات كما أن أغصانا عديدة قد خَوَت وأصبحت عبئاً على ساقها".
الشجرة تأبطت عكازاً من حجر
وبين حداد ان أحدهم أزال حجر كانت قد تأبطته الشجرة في ساقها، ارتكزت عليه كما يرتكز العجوز على عكازته .
بعد سقوطها، تم دعم أغصانها بأعمدة حديدية كما حصل مع شجرة البلوط في سموع، والمعروفة بالقينوسي وهو حل آني .
وهنالك امكانية لتحنيط الشجرة والاحتفاظ بها في الجامعات ومراكز البحث العلمي والمتاحف والحدائق النباتية أو الاحتفاظ بمقاطع من الأشجار المعمرة، يشار إليها بلوحات معرفية مكتوبة تبين اسم الشجرة ومصدرها وعمرها ونوعها وطرق زراعتها وأماكن انتشارها وفوائدها والصناعات التي تدخل فيها، وما صيغ عنها من قصائد وقصص أدبية وأساطير، والانثروبولوجيا المصاحبة لها، فتكون محجا لطلبة المعرفة والباحثين .
العناية بالأشجار المعمرة في الأردن
ووفق مساعد أمين عام وزارة الزراعة عيسى الشوبكى فإن الوزارة تحرص على العناية بباقي الأشجار المعمرة الأخرى في المملكة، وإن مشروع رعاية "الأشجار المعمرة في الأردن : يهدف إلى زيادة الوعي وتعريف المجتمع المحلي والسياح بالأهمية الحيوية لهذه الأشجار ومنها شجرة "بطم أطلسي" ،وقال أن المشروع يستهدف تحديد مواقع الأشجار المعمرة من خلال التوثيق وألارشفة، وجمع المعلومات عن حوالي500 شجرة تاريخية من أشجار السنديان والبلوط والصنوبر الحلبي والزيتون البري والأكاسيا والنبق والسلط، وهي موزعة على 45 موقعا مختلفا في المملكة في مناطق الشوبك ووادي البطم ومندح وبرقش وجرش يزيد عمرها عن 500 عام
وزارة الزراعة قامت بوضع اللوحات الإرشادية التي تبين الاسم العلمي والعربي وأعمار الأشجار ومعلومات تفصيلية لكل شجرة .
وأكد التعميم على ضرورة وقف إزالة وقطع الأشجار المعمرة من أي مكان ومن على جوانب الطرق، والتي عادة ما تتم بحجة توسعة الطرق أو استحداث طرق أو خطوط صرف صحي أو كهرباء أو جر مياه أو إنشاء مباني.
يشار أن الغابات في الأردن بدأت بالانحسار، بفعل عمليات الإبادة الجماعية من حرق وتحطيب ورعي جائر وفتح طرق، فلم يتبق من تلك المساحات الشاسعة الا ما نسبته 0.9 في المئة من مجمل مساحة المملكة، منها 4 في المئة غابات طبيعية و5 في المئة صناعية وتنتشر هذه الغابات من وادي اليرموك شمالاً حتى وادي موسى ومرتفعات الشراة جنوباً.
* الصورة تعبيرية