08-01-2010 04:00 PM
عندما تراودني تلك اللحظات التي كنت بها مع صديقي اتذكر فيها الساعات الطويله التي قضيتها معه ويالها من لحظات كأن الامس بها اليوم , تمنيت بأن اليوم لم يكن , وان الساعة تراوح الى مدىً ليس بعيد . قلت هذا بنفسي وان لم يكن بي سوى الخنوع . سعيت كلما اتذكره , احاول بأن لا تلم مني لائمة الدهر على الفقيد , او تراها لائمة الحزين على السعيد , يا ويحا تلك الخطى ان لم تكن تنازح الى الاكيد. فلعل ذكراه سببا يقود الى الامل , بأن غداً جديدًا لابد ان يكون به الامان , فحياتنا ليست رهناً لنا , بل فيها مزيدا من الاسى , سد الرحى , بل هيهات ان تعود الى تلك الوجود.ياليت ذكراه تكون عبرةً لنا , نحو الخطى , او تراها ألماً يزول مع النفوس , فتلك العبر ما كانت ان تؤدي فينا الى الهروب , ولتختفي معها الصور . لكن ! انه الصديق الذي طالما احتجته وجدته , لا ذلك المسكين الذي يطالب بما ليس فيه شيمةً , صديقي وان عاتبته كان بي مدافعاً من الامانة الى الوفاء صادقا. قليلا ماوجدتُ مثله , فليت الايام تعود بصوتهِ . يا ويح من حرمنا منه , حرمنا من رؤية ابتسامته , لابد انه وحشاً يصارع بالحياة , كثيراً منها مانراه وليس بمثل صديق ِاحداً يراه. الى متى انتظر ؟ اوننتظر ؟ الى متى هذا الاسى ؟ من سيأخذ حق صديق ِ منه؟ لابد من الوقوف والتأمل , لا بالهروب , فليت الهروب يمنع من موت الصديق , او حدوث القدر ,. لكن! بيدنا الامل , بترك الالم , ومنع الهلاك , فلنقف معاً يدًا واحده , لمستقبلٍ واعدٍ بعيدا عن البكاء , فلندع القول جانبناً وننطلق , لنصحح الاخطاء , ونضع القيود حتى لايتكرر بكم فقدان الصديق , اوالقريب , او ربما كنا ضحية ذلك الوحشُ الطليق , الموت المحدق بكل منا. ففي ساعات المحن لم يتوانى عن ارسال تلك النظرات التي تعلن لي انه موجود وان القلوب لايمكن ان تخطيء الهدف , من لحظات بات الانسان فيها حزينا لايحتاج الا للمسة امل لُيزل منه العلل ولتنذر بأنه ما فعل الا بطبعه الاصل. بدأت مني تخرج عبارت ما كانت لتنشد, اوكأنني لم اكن لاقولها الا لهُ , ياليت كانت تلك القصائد التي تغنيت فيها المجد , جديد ما كانت ,فقد غابت الكلمات عن محيايي وتبعثرت الحروف تبحث عنا الى ما فينا من ألق, فغاب مجدك يا صديق ِ وغابت معه تلك الخواطر الصادقة, حزينٌ انا الى فراقها وبفراقك اكثر حزناً . فلعل ذكراه تزف ُ الى الوجود معنىً جديد بان اليأس لافينا نحن البشر بل هي اقل مايقال في ذلك البائس المسكين الذي ينتظر بأن يتلقفه الموج من عنان الريح الى بر الامان ليصحى من حلم ٍ طويل ٍ متعب وقد غرق فيه العرق , وغاب عنه النوم بالارق ,مصدوماً من حاله وحالنا اليه قريب, أأ صبح غريب ؟ ام نحن الغرباء اليه ؟ لعلنا جميعاً كنا على نفس الخطى ,بعيداً الى المجهول ما نمشي في ظلمة الطريق , فلعل يداً تمسك بيدي او امسك بيد غيري او كل منا يمسك بيد الآخر , اوربما تحصل المفاضله فتضيع الايادي ويمسك من حب بيد عزيزٍ له .مسكينٌ من ليس له عزيز او من ليس كان مفضلاً عند غيره , تاه فلم ينفعه سوى الصراخ , لعل الغمة تزاح , وتنكشف عن محياها كل النواح ,لانها اضحت افعى تلدغ كل جراح , وانتهت اليها الظلمة ُمن كل السماح , حتى تبارح نهائياً عن الرواح , وكأن لم يكن في الدنيا سوى الفراح . بات التشاؤم صفت البائس من ليس له صديق, غاب الصديق وقت المحن , بؤس الزمان فيه فقط من لا ينازله مودة ً عندي ،فقد غاب الصديق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-01-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |