21-04-2012 01:09 AM
يقول الحكماء اللهم يسر للحاكم بطانة خير حتى اذا ارتكب الحاكم زلة ، او نسي او أخطا اعانوه ، وهنا العون مقصود فيه التنبيه من اجل اقتراف الصواب ، لا التظليل والسعي نحو اقتراف الغي ،وهضم حقوق الاخرين والمحاباة ،والبعد عن منازل النزاهة والضرب بسيف الحاكم ، والاتخاذ من مواقع قريبة للحاكم منصات قصف للمواطنين ،والطائفيين من اجل اقتناص فرصة لنيل جزء من الحقوق ،او الحصول على حل لمشكلة طوتها البطانة في ادراج الضياع لسنوات طويلة .
ان التذرع بكثير من الحجج الواهية المنسوجة من الخيال كبيت العنكبوت ،والكيل بمكيال الحاكم ، والتكلم بلسانه، ما هي الا نوع من انواع الغُبن ،والتسلق على سلم الحاكم من اجل ان تجني البطانة ما تصبو اليه على حساب المظلومين والمكلومين ، والنيل من ما يمكن ان يحصلون علية من مكارم الملك التي هي سمة من سمات السماحة والكرم التي يتمتع بها الملك عن غيرة من الحكام على طول الارض وعرضها ، وعلى الرغم من ان هذه المكارم ينطق بها الملك الا ان هذه البطانة لها دور في التعتيم على الحقيقة وإبقاء الابواب شبه مغلقه .
لقد اشعلت البطانة راس الملك شيبا ،وكساه الوقار حُسنا وجمالاً ، فلم يهنا الملك بالنوم ولو ساعة من الليل منهمكا في السعي نحو تقديم الافضل والرقي بالمواطن الاردني الى العليا ، والبطانة تنام ليلها الطويل وتحلم احلام ذهبية غير ابه بأي مواطن لا يمكنه ان يحلم ولو بشئ بسيط ، الملك يطوي ارض الوطن من اخر بقعة فية الى اخر ذرة من ترابه ويعرف اين هي دلاغه، وبير الدباغات ،ويعرف الدفيانة ،وأم حماط، ،ودير السعنة ، والبطانة لا تعرف الا دابوق ،وعبدون ،ودير غبار ، الملك يأمر البطانة بحسن الاداء وبشاشة الوجه ،والسعي نحو تقديم الافضل لكل مواطن بدون محاباة او تمييز ، والبطانة يريدون من المواطن عدم الطلب لان ادائهم لا يمكن ان يكون الا ان يشوبه ما يُنغص على المواطن حتى تنوء نفسه عن كل ما يريده حتى لو كان مصيره مربط في ذلك الطلب ،كل هذا وذاك جعل المواطن يتضور كما التائه في الصحراء ويتذكر قول الشاعر تموت العير في البيداء ظمئا والماء فوق ظهورها محمول ، فالملك للوطن والمواطن كما الملح والزاد فهو الذي يقوي الوطن والمواطن بنفسه ،وبحضوره البهي ،وسعيه الدءوب ليل نهار من اجل ان يعيش كل من فيه بكل كرامة وعز وكبرياء بدون ان يكون هناك ادنى تمييز او محاباة لان المواطنين في عين الملك سواء في كل شئ
الملك نال منه الشيب وهو فخور بذلك ما دام ان المشيبه من اجل شعب كبير يكبر بملكة وبوطنه ، فكم من طالب حاجة وصل الية ولبى ما يريد ،ولكن البطانة تجاهلت ،وكم من مكلومة ، او مظلومة صرخت وسمعها الملك ،ولكن البطانة صمُت وكم من طالب علم ابعدته ضيق اليد عن مقاعد الدرس وامتدت الية يد الملك ، ولكن البطانة تجاهلت ، وكم ، وكم ، كل هذا ، وهذا اشعل راس الملك شيبا .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-04-2012 01:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |