07-09-2025 10:51 AM
بقلم : الدكتور ايهاب الشقيرات
في صباح الرابع من سبتمبر هذا العام، استيقظت المدن الأردنية على نفحات مختلفة، نفحات تعيد القلوب إلى نقطة النور الأولى، حين بزغ محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم ) في مكة المكرمة. إنه يوم المولد النبوي الشريف، يوم ليس كغيره، يوم تتفتح فيه أبواب الذاكرة لتستحضر شخصية غيّرت مجرى التاريخ وأحالت ظلام الجاهلية إلى فجرٍ صادق.
في الأردن، لا يُنظر إلى هذا اليوم على أنه عطلة رسمية فقط، بل هو محطة روحية تستوقف الناس لتذكّرهم بمنهج حياة، بمنارة هداية، وبقلبٍ رحيم وصفه ربّه بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين".
في الأسواق، ترى الحلوى تُصنع خصيصًا لهذه المناسبة، والبيوت تتهيأ لاستقبال الضيوف، بينما تزدحم المساجد بالذكر والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ). لكن الأجمل من كل هذا أن ترى البسمة تعود لوجوه الناس، وكأن حضور ذكرى المولد يمنحهم طاقة من الطمأنينة يصعب تفسيرها.
الأردنيون في هذا اليوم لا يكتفون بالاحتفال الشكلي، بل يستحضرون القيم التي جاء بها الرسول الكريم: الصدق، والأمانة، والإحسان، والتراحم. إنها فرصة لمصالحة النفس، لمراجعة المسار، ولإعادة رسم العلاقة مع الله ومع الناس على خطى من قال عنه أحد صحابته: "ما رأيتُ أحدًا أحسن خُلقًا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم ).
وما بين صخب الحياة اليومية وضغوطها، تأتي هذه الذكرى لتذكّرنا أن هناك نورًا لا ينطفئ، وأن في ذكر الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم ) حياة للروح، وأنّ الفرح الحقيقي لا يُقاس بكثرة ما نملك، بل بقربنا من الذي قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
في الأردن، حين تغرب شمس هذا اليوم، يبقى في القلوب أثرٌ عميق: أثر مولدٍ أعاد للإنسان إنسانيته، وجعل للحياة معنى أسمى. ويظل صوته (صلى الله عليه وسلم ) يتردد عبر القرون: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي."
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-09-2025 10:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |