بقلم : رولا المغربي
أعيش بين ابنائي الذكور وزوجي (حفظهم الله)، فقد غاب ذلك الحسّ الذي كان يُحدِث ذلك التوازن العاطفي العميق . العَيش بين الذكور كالعَيش في بيئه صحراويه كل ماحولك جاف برغم من محاولات الزراعه والتخضير لكن ستبقى الصحراء لا تُطَوّع برُغم المحاولات.
اعيش في حاله من الحِدّه من الشدّه من الخشونه من الجفاف من القوّه من(عدم الاهتمام بالتفاصيل)، الدُعابه تميل للخشونه ، كل ما يحيط بي جافّ ،من رؤية كل شئ(أنه تافه ولايستحق الاهتمام)،يمتَدّ الصّمت لساعات ليس لأنهم لا يتكلمون ، بل لأنّ ما يُقال لا يشفي . برغم الضحكات المرعبه والأصوات المرتفعه التي تصدُر فجأه وتصمت فجأه. هم كجنود الاحتياط بلا حرب .الأحاديث جميعها عن قوة العضلات عن بروتين العضلات عن المعارك عن السيارات عن المباريات عن السِّباقات ،عن (المنسف والمقلوبه) لاوجود لورق العنب ولا اليلنجي ولا الكُبّه ولا الششبرك ولا التبوله على طاولة المفاوضات .
ضحكات عاليه لكنها لا تُدفئ القلب كما يجب . مِزاحهم عراك وحبّهم عراك وتودّدهم عراك . في محيط يعُجّ بالرجوله لا مكانه للهشاشه فيه ، الأُنوثه تُدفَن سريعاً تحت طبقات من السخريه بجُملة : يا ماما انتِ لازم تتغيّري .أُحاول أن أمشي معهم بنفس التّيّار لكني لا استطيع إكمال المسير فأنكَشِف سريعاً وتتكرر جملة : ماما انتِ عايشه بين (خناشير) وضعك صعب وأمامك خيارين : إمّا إحنا نصير (ناعمين)وهاي مستحيله ،وإمّا انتِ تصيري (خنشير)وهاي سهله .

اشتاق لصوت هادئ يناديني ،لرائحة قهوه تُقَدّم دون أن أطلُب لنظره تفهمني دون ان أشرح .
اكثر ما يُحدث ،التوازن العاطفي والنقاشات العميقه،والجدال اللطيف والأثر الدافئ هو وجود المؤنسات الغاليات.
لاحُرِمت دندنات بناتي في مسمعي️ وذلك الهاتف اليومي : اشتقنالك ماما .
ولا حُرِمت ذلك الهاتف القادم من أقاصي الصحراء : ماما شو طابختيلنا اليوم .
لا حُرمت بيئتي الصحراويه وعجاج الاحاديث فهم مُتّكئي وملاذي هم زرعي الذي انتظر ثماره .فحتى في صحرائهم أرى بستاني الذي كلما دخلته قلت؛ماشاءالله لاقوة إلابالله.

فضفضات الصباح