سرايا -  ....لعلي استطيع ان الخص ما يدور في أذهان الكثيرين عنما يقرأون هذا العنوان الذي يولد فضولا" غير منظور النهاية في اللب والجوارح معا" للوقوف على سبر غور تساؤل كبير مفاده " ماذا سنستفيد من جراء انضمامنا لهذا الاتحاد وفي حال حدوث ذلك هل فعلا"ستنخفض الرسوم الجمركية والضرائب الداخلية التي تجبيها الجمارك على مختلف صنوف السلع ، وما هو مصير قانون وانظمة وتعليمات وبلاغات دائرة الجمارك المطبقة ؟؟!!
 
وكتمهيد للاجابة على هذا السؤال الكبيرلا بد لي هنا من ان أشير الى ان الاتحاد الجمركي الخليجي قد انشأ في العام 2003 وبني على ركائز أسست لاعتماد تعريفة جمركية موحدة تجاه العالم الخارجي والعمل بموجب قانون جمركي موحد أيضا" ، اضافة لتوحيد النظم والاجراءات الجمركية والمالية والادارة الداخلية المتعلقة بالاستيراد والتصدير واعتماد نقطة دخول واحدة يتم فيها تحصيل الرسوم الجمركية وضمان انتقال السلع بين دول المجلس دون أي قيود جمركية مع مراعاة تطبيق التعليمات والانظمة المتعلقة بالسلع الممنوعة والمقيدة والحجر واخيرا" معاملة السلع المنتجة في دول المجلس معاملة المنتجات الوطنية .
 
وما يهمنا الحديث عنه في هذا المقام هو ماذا سنجني في حال انضمامنا لهذا الاتحاد ؟ أقول اننا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار تصريحات وزير الخارجة السيد ناصر جودة عندما قال مؤخرا" بأن الاردن يسعى لان تكون عضويته في مجلس التعاون الخليجي (عضوية كاملة) فان ذلك يعني أن على ألاردن ان يطبق كافة الشروط والمتطلبات اللازمة للعضوية ودونما اجتزاء وهذا بالطبع  يتطلب وقت وجهد كبيرين من كلا الطرفين ولذلك أتمنى وانصح ان تبادر الجمارك الاردنية الى التحضر لمثل هذه التحول من الان ووضع الخطط واقتراح البدائل ودراسة موائمة التشريعات والعائد على الوضع الاقتصادي والتجارة البينية والاتفاقيات الثنائية والجماعية والنقل بالعبور وغيرها حتى نستطيع الدخول في هذه المنظومة سريعا" ألامر الذي يهيئ لنا جني ثمار هذا الانضمام دون ابطاء . نعم ان انضمام الاردن لهذا الاتحاد يتطلب ومن وجهة نظر جمركية الغاء قانون الجمارك الحالي حيث سيحل محله قانون الجمارك الموحد لدول الاتحاد ، وهذا يعني أيضا" تخفيضا" في نسب الرسوم الجمركية المختلفة المفروضة على بعض السلع المستوردة لتصبح في حدها الاعلى بمقدار 5% فقط كرسم جمركي موحد ولجميع دول الاتحاد ، واما فيما يتعلق بمقادير الضريبة العامة أو الخاصة على المبيعات فان دول الاتحاد (لا) تفرض مثل هذه الضرائب على مستورداتها وهو ما سيكون موضع بحث ونقاش بين الطرفين للتوصل الى آلية مرضية بخصوصه ، أيضا" فان جميع التشريعات من انظمة وتعليمات وبلاغات سيتم وقف العمل بها لانه سيحل محلها انظمة اخرى موحدة وجديدة .
 
ان الانضمام للاتحاد الجمركي الخليجي سيرتب اثرا" ايجابيا" ومن وجهة نظر اقتصادية بحتة في مسيرة الاردن التنموية بالرغم من التناقص الكبير الذي سيحصل في معدل الايراد المباشر الذي ترفد به دائرة الجمارك خزينة الدولة والمقدر سنويا" بما يزيد عن المليار دينار ، ولكني ارى ان ذلك التناقص يمكن التغلب عليه وتعويضه من خلال قيام حكومات دول الاتحاد بتخصيص مساعدات نقدية مباشرة في موازناتها وعلى مدى سنوات معينة وتقديمها للاردن وفق آليات يتفق عليها بين الجانبين تبين فيها الحقول التي سيتم استثمارهذه المساعدات فيها وآليات ضبطها ومراقبتها حتى تشعر هذه الدول وشعوبها بنوع من الطمأنينة تجاه مسارات هذا الدعم حتى يكيف الاردن أوضاعه لتتواءم مع  متطلبات المرحلة الجديدة ، أو تخصيص حصة معينة من مجمع  الحاصلات الجمركية المشتركة للدول الاعضاء بمقدار يوازي قيمة التناقص الحاصل بعد تقديره مع الجانب الاردني سنويا" ولمدة معينة أيضا" ،  ولا أخال اشقاء الاردن الذي ما فتئ يقدم كل دعم ومساندة وفي حدود امكانياته ان يتجاوزوا عن هذا الاستحقاق الذي سيزيد رصيدهم من المحبة محبة في أفئدة كل الاردنيين .
 
ولا أغالي في التفاؤل أيضا" اذا ما قلت بأن هذا الانضمام وامام ضمان انتقال السلع بين دول المجلس دون قيود جمركية أو غيرها باستثناء انظمة السلع المقيدة والمحصورة والحجر الصحي او الزراعي سيؤمن للصناعات والمنتوجات المحلية  سوقا" تنافسية يصل عدد سكانها قرابة ال(70) مليون نسمة بعد انضمام المغرب لها ، حيث تمتاز بعضها بكبر حجم معدلات استهلاكها ومداخيل مواطنيها العالية ، ألامر الذي  سيؤدي الى تحسين جودة الصناعات والمنتجات مما يعني تخفيضا" واقعيا" وحتميا" في معدلات البطالة وزيادة الدخل .
 ومرة اخرى اؤكد على ان الانضمام لهذا الاتحاد سيكفل للاردنيين تخفيضا" كبيرا" وملموسا" على قيم السلع والمنتوجات المستهلكة المستوردة والمحلية وخاصة المشتقات النفطية والالبسة ووسائط النقل بانواعها والمواد الغذائية والدوائية ،  وتبادل تجاري بيني سلس وميسر ، وتخفيضا" في التكاليف الادارية والقانونية وفتح مجالات اوسع للاستثمارات وتحسين الشروط التفاوضية الاقتصادية مع باقي دول العالم ، وتخفيض نسبة البطالة المرتفعة لان العضوية الكاملة ستضمن انتقال الايدي العاملة بين دول الاعضاء والاقامة والعمل فيها دون قيد اوشرط وما هذا الا جزء من فيض ساعرج على ما تبقى منه في مقالات قادمة .
 
 خلاصة القول ان الاردن بحاجة الى وقفة أخوية ومساندة اقتصادية لمساعدته في تجاوز الصعوبات التي تواجهه ليعم الرخاء والاخاء كافة شعوبنا التي تجمعها وتميزها وشائج الدين واللغة والمصير والعرق والتاريخ .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا