16-05-2009 04:00 PM
يساعد رئيس الوزراء السابق ، معروف البخيت ، طفلا فلسطينيا مريضا قادما من الضفة الغربية ، للعلاج ، وألتقيه بعد ذلك في منزله ، بعد ان طلب مني عنوان الطفل الذي كتبت عنه ، واجلس اليه ، على مدى ساعتين ، بعد غياب عنه لعامين ، لم يسلم فيهما الرجل من رشقي له بالكلمات ، ولا رشق غيري ، غير انه احتمل كل الكلام الناقد ، بروحية صابرة.
يحدثك الرجل عن مرحلته ويروي اسرار كثيرة ، تعرف بعضها ، ولاتعرف بعضها ، ويعيد شرح كثير من المشاهد بطريقة جديدة ، من الانتخابات النيابية ، والبلدية ، الى ملف الكازينو ، وغير ذلك من مشاهد اثارت الرأي العام ، ويقدم لك المعلومة تلو المعلومة ، عن لقاءات وتفاصيل ومعلومات ، تسمعها لاول مرة ، حول مرحلة حساسة في تاريخ المملكة ، خصوصا ، حين يشتد الحوار حول المكاسرات بين الشخصيات التي كانت تتولى مواقع في تلك المرحلة ، وماتلاها ، وهي مكاسرات ، لا ينساها اي سياسي ، وتبقى جزءا هاما من ذاكرته.
يرى الرجل ان موقفه من موضوع الاقاليم ، لم يكن تشويشا عليه بأي حال من الاحوال ، اذ له رؤية ثابتة تجاه هذا الملف ، تحوي اعتقادا بحاجتنا الى اصلاح متدرج والى حزمة متكاملة ، وهو يعتقد ان الشخصيات التي اشهرت موقفا ضد الاقاليم ، متنوعة الدوافع ما بين من يريد ان يبدي رأيه من اجل مصلحة البلد حقا ، وبين من يريد ان يشوش ربما لاعتبارات تخصه ، لكنه يؤكد ان الملك في مشهده منذ زيارة واشنطن الاخيرة وحتى النشاطات الاخيرة بات صاحب موقع دولي هام جدا ، بما ينفع الاردن ، ويترك اثرا هاما.
كدت ان اقول للرئيس البخيت ان عليه كتابة مذكراته ، فجميع الباشاوات لدينا يكتفون بالتاريخ السردي ، لمراحل هامة من تاريخ المملكة ، ولا يكتبها احد ، او يدفعها للطباعة ، وهي نقطة ضعف في ذاكرتنا الوطنية التي تعود الى ارشيف الصحف عند الازمات ، ولا تجد وثيقة او كتابا يروي اسرار كثير من المراحل ، وحين تسمع تفاصيل صاعقة ، من الرجل او غيره ، تعرف اهمية التوثيق لمثل هذه المراحل ، والمؤسف ان السياسي في الاردن يفضل ان ينام مظلوما على ان ينام ظالما ، فيترك رواية الحدث لغيره ، ويتفرج على المشهد بمرارة.
عملت مع الرجل مستشارا اعلاميا ، ولم استمر الا لعدة شهور ، واستقلت ، واتفقنا خلال اللقاء الاخير ، ان عدم وجود لغة مشتركة في العمل واسلوب العمل ادى الى هكذا نتيجة ، على عكس مايقوله البعض حول اسباب خروجي من رئاسة الوزراء ، فالرجل ذاته يقول انه لايعرف حتى هذه اللحظة سبب خروجي الحقيقي ، وان كان يقول انه لم تكن هناك كيمياء مشتركة بشأن تفاصيل العمل ، وايا كان رأيه فأنني اتذكر اليوم وزير خارجية سابق ، كان يتصل بي محتجا ، بعد خروجي حين كنت انتقد معروف البخيت عبر كتابة مقالات ، ليقول لي انه ليس من حقي من دون كتاب البلد ان انتقد الرجل كتابة والسبب انني عملت معه ، ولا يجوز في المعايير انتقاده ، فأرد عليه بأنني كاتب صحفي في نهاية المطاف ولا اثأر من مرحلة ماضية.
البخيت اكثر شخص انتقدته في حياتي ، غير ان هذه هي ميزة الاردن ، فلا خصومات دائمة.
m.tair@addustour.com.jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-05-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |