سرايا - هل من الممكن أن يكون كريم واقي الشمس ضمن حملات الترويج الإعلامية التي تحث السلوك الاستهلاكي للبشر دون فائدة، أم بالفعل يمكنه الوقاية من سرطان الجلد؟!

صار استخدام كريم واقي الشمس لا غنى عنه يوميا وعلى مدار العام، خاصة في البلاد المشمسة، ورغم ذلك ما زال كثيرون غير مقتنعين بفوائده للبشرة وقدرته على حمايتها من الإصابة بالسرطان أو التعرّض لحروق الشمس وأخطارها على الجلد، ويعتبرون الأمر انسياق وراء علامات تجارية تريد المكسب فقط. نستوضح من خلال الخبراء والمصادر الموثوقة أهمية كريم واقي الشمس وكيفية استخدامه بطريقة صحيحة.

إذا كنتِ تعتبرين أنه لا حاجة لكريم واقي الشمس إذا قررتِ الخروج في مشوار لن يستغرق سوى دقائق، أو أنه لا حاجة لكريم واقي الشمس طالما لا تتعرضين لأشعتها المباشرة سوى دقائق قبل الذهاب إلى العمل، بينما تقضين أغلب ساعات العمل داخل المكتب، فالحقيقة التي أثبتها الخبراء أن كريم واقي الشمس ضروري عند الخروج نهارا وكل يوم وفي جميع فصول العام.

مع وضع كريم واقي للشمس مناسب لبشرتك يوميا، وبمعامل حماية جيد، فهذا يعني حماية البشرة والتمتع بالفوائد التي أشار إليها موقع GoodRx، وهي:

1. عدم التعرض لحروق الشمس
الأشعة البنفسجية فئة B هي المسئولة عن التسبب في حروق الشمس، بينما يمتلك كريم واقي الشمس خصائص فيزيائية وكيميائية تحجب هذه الأشعة عن الجلد، التي قد تؤذي البشرة طوال فصول العام.

2. الحماية من الشيخوخة المبكرة
التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية يتسبب في الإضرار بالكولاجين والإيلاستين المسئولين عن نضارة البشرة والإبقاء عليها بصحة وشباب، وإغفال وضع كريم واقي للشمس يؤدي إلى هلاك البشرة والظهور المبكر للتجاعيد وترهل الجلد، ولذلك يجب تدارك شيخوخة الجلد المبكرة بالاستخدام اليومي لواقي الشمس.

3. منع التبقع وفرط التصبغ والكلف
عندما تتعرض باستمرار للأشعة فوق البنفسجية لأشعة الشمس من الممكن أن يتسبب في تضخم الأوعية الدموية وظهور بقع أرجوانية وحمراء وداكنة على البشرة، ممما يؤدس إلى حدوث مشكلة فرط التصبغ، في حين يحمي كريم واقي الشمس البشرة ويعمل على تقليل التصبغ وظهور البقع.

4. يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد
مع التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية الضارة يحدث تلف في الحمض النووي داخل خلايا الجلد، مما يؤدي إلى الإصابة بسرطانات الجلد، في حين يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا المرض بوضع كريم واقي للشمس لضمانة الوقاية من سرطان الجلد.

5. يحمي من تفاقم الأمراض الجلدية
عند الإصابة بأحد الامراض الجلدية، مثل الذئبة الجلدية أو الأكزيما، يتسبب التعرض للشمس في تفاقم المرض وقد تؤدي لاحتراق الجلد، بينما يساعد كريم واقي الشمس على الحماية من الاحتراق وعدم تفاعل أدوية هذه الأمراض مع الأشعة فوق البنفسجية للشمس.

احتياج أجسادنا للشمس لا جدال فيه، والتعرّض لها يمنحنا فيتامين د الذي يساعد العظام على البقاء بصحة وقوة، لكن من الممكن أن تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الجلد سواء UVA او UVB للدرجة التي قد تؤدي إلى إتلاف الحمض النووي، وحسب موقع Healthline فإن 15 دقيقة بالخارج خلال النهار كافية لإحداث الضرر بالجلد.

وكانت دراسة قد بينت أن سرطانات الجلد عند الرجال تحدث في الجانب الأيسر الذي يتعرض للشمس أثناء القيادة بنسبة أكبر، كما أن الأمر لا علاقة له بلون البشرة، فالاعتقاد الشائع أن الأشخاص اللمونين لا يتأثرون بأشعة الشمس مثل الأشخاص بيض البشرة غير حقيقي، ففي دراسة أُجريت عام 2016- وفقا لموقع Healthline- أن معدل الوفيات بسرطان الجلد كان أعلى بالنسبة للأشخاص الملونين.

حماية البشرة من أشعة الشمس يأتي من استخدام كريم واقي الشمس المناسب لنوع بشرتك، وتوضح طبيبة الأمراض الجلدية آنا شين عبر موقع hpopkins medicine أن تم الاختيار بناءً على معامل حماية الشمس SPF.

ألا يقل معامل حماية الشمس في الكريم عن 30+ وهو يعني أنه لا يمتص سوى 3% من الأشعة فوق البنفسجية للشمس، أما إذا كنت ممن يتعرضون لأشعة الشمس بصورة مفرطة فقد تحتاج إلى معامل حماية أعلى من 60+.

ويمكن التأكد من نوع بشرتك للاختيار بين الكريمات الواقينمن الشمس الفيزيائية أو الكيميائية، فالبشرة الحساسة لا تتحمل واقي الشمس الكيميائي الذي يحتوي على الأفوبينزون والأوكتيسالات والهوموسالات، وبينما تعتبر الواقيات الفيزيائية أخف على البشرة لكنها تترك طبقة بيضاء ملحوظة أحيانا، ولكن للنوعين نفس الفاعلية في التصدي لأشعة المشس فوق البنفسجية.

وفقا للخبرا، يتم تقسيم كريم واقي الشمس إلى نوعين، كيميائي، وفيزيائي، ويمتلك كريم واقي الشمس الكيميائي قدرة على تصفية الأشعة فوق البنفسجية، بينما يعمل واقي الشمس الفيزيائي على حجب الأشعة فوق البنفسجية على نطاق واسع، كما أنه مناسب للبشرة الحساسة والمعرضة للحبوب.

في حين تعتبر من مميزات واقي الشمس الكيميائي أنه غير سميك، ولكن يحتاج من 20 إلى 30 دقيقة حتى يتم امتصاصه من قبل الجلد، غير أنه يمكن استخدام كريمات واقية للشمس حسب الرغبة مع توفر إصدارات مختلفة، فهناك كريمات بودرة أو رش حتى لا تكون لزجة أو دهنية.

عند استخدام كريم واقي للحماية من الأشعة فوق البنفسجية للشمس، يجب مراعاة عدد من الامور التي تجعل استخدامه فعّال، وهي:

وضع كريم وقاي الشمس على الوجه واليدين والرقبة والأذنين والصدر والذراعين، والأجزاء الظاهرة المن الجسم يوميا.
أن يكون مناسب لنوع بشرتك (جافة، أو مختلطة، أو دهنية).
أن يكون الكريم مقاوم للمياه.
واسع النطاق، بمعنى أنه قادر على حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية UV من الفئتين A وB.
لا يهم ترتيب وضع الكريم على البشرة، ولكن من الأفضل وضعه قبل المرطب والمكياج.
من الأفضل وضع واقي الشمس كل ساعتين على مدار اليوم، حاصة بعد غسل أو الوجه او في أثناء السباحة.
استخدام كريم واقي للشمس منفصل، وعدم الاعتماد على معامل حماية الشمس المتوفر في بعض أنواع المكياج.

لا توجد آثار جانبية تم التأكد منها عند استخدام كريم واقي الشمس، فالبعض يشير إلى احتمالية حجبه لفيتامين د الذي تمنحه الشمس للجسم، رغم أن هذا الإدعاء غير دقيق، وفي حالة القلق، يمكن تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامين د بعد استشارة الطبيب المختص.

ولا يجب ان تقتصر حماية البشرة من أشعة الشمس الصارة على كريم واقي الشمس، ولكن الأفضل ارتداء القبعات والملابس التي لا تمتص أشعة الشمس، والحرص على البقاء في المنزل في الأيام شديدة الحرارة او بعيدا عن التعرض المباشر لأشعة الشمس.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا