حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9536

ما سر تحول بحيرة ألمانية إلى اللون الأرجواني؟

ما سر تحول بحيرة ألمانية إلى اللون الأرجواني؟

ما سر تحول بحيرة ألمانية إلى اللون الأرجواني؟

10-04-2024 09:39 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - بدأ الزوار منذ أمس الأربعاء، بالتوافد على بحيرة آلغوي في ولاية جبال الألب البافارية بألمانيا، بعد أن تحول لون مياهها إلى اللون الأرجواني الغامق.

وقال مكتب البيئة بالولاية إن بكتيريا الكبريت الأرجواني التي توجد عادة في عمق البحيرة هي وراء تحول لون المياه، إذ شقت طريقها إلى سطح الماء مؤخرا.

وتقع البحيرة الأرجوانية التي يطلق عليها أيضا "بركة محجر الجبس" في وادي فاولينباخر تال، بمدينة فوسن التي يسكنها نحو 20 ألف نسمة وتقع على بُعد كيلومتر واحد من الحدود النمساوية.

ووفقا للخبراء، تم العثور على البكتيريا الأرجوانية اللازمة لهذا التحول في المسطحات المائية الصغيرة، ويمكن أن يحدث هذا أيضا في البحيرات العميقة جدا، حيث يكاد لا يوجد أي أكسجين في الطبقات العميقة.

ويقول متحدث باسم مدينة فوسن عن هذه الظاهرة، "تغيير لون البحيرة آلغوي إلى اللون الأرجواني يحتاج إلى وجود ما يسمى بالبكتيريا الأرجوانية بجانب شروط أخرى معينة حيث يلعب كل من تركيز الكبريت في الماء وشدة الضوء دورا مهما في تحول لون البحيرة".

وأضاف "هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها هذه الظاهرة، لكنها لا تحدث على فترات منتظمة، حيث كانت آخر مرة توهجت فيها البحيرة باللون الأرجواني في عامي 2020 و2021".

وتقع بركة آلغوي في وادي فاولينباخر تال الذي يعود اسمه إلى الينابيع الكبريتية ورائحة الكبريت التي كانت سائدة هناك، والتي حملها معه نهر فاولينباخ الذي تدفق، كما يوضح ستيفان فريدلماير، مدير السياحة في فوسن.

ونظرا لأن العديد من البرك والبحيرات في وادي فاولينباخر لا تزال متصلة تحت الأرض، فيمكن رؤية اللون الأرجواني للمياه مرارا وتكرارا في المسطحات المائية المختلفة في الوادي، كما يقول فريدلماير، الذي ينصح كل من يريد أن يرى الظاهرة بأم عينيه أن يسارع، قائلا، "اللون أصبح الآن أضعف ويمكن أن يختفي تماما مع هطول الأمطار المقبلة".

وحول التبعات الصحية لهذا التغير في اللون، نفى المتحدث باسم المدينة وجود أي أضرار للمياه الملونة قائلا، "لا داعي لقلق المشاة الذين يلامسون مياه البحيرة متغيرة اللون، فالبكتيريا الأرجوانية ليست خطيرة".

ووفقا لكارل شينديل، رئيس مكتب إدارة المياه المسؤول في المدينة، فإن البكتيريا الأرجوانية التي تتفتح الآن "غير ضارة ولا تمثل أي خطر على صحة الإنسان أو الحيوان".

وأضاف أنه على النقيض من الطحالب الخضراء المزرقة التي تنشأ أيضا من وقت لآخر في البحيرات، فإن البكتيريا الأرجوانية لا تنتج أي سموم.

وتابع، "في الوقت الحالي، من غير المحتمل أن يذهب أحد للسباحة في بركة آلغوي لأنه ليس موسم السباحة حاليا والمياه تفوح منها رائحة الكبريت".

وتشتهر منطقة ألاتسي القريبة من فوسن بهذه الظاهرة أيضا، فهي لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن بحيرة آلغوي.

وتحتوي بحيرة آلاتسي على أعلى نسبة من كبريتيد الهيدروجين بين جميع البحيرات في أوروبا الوسطى، كما تحتوي على طبقة من البكتيريا ذات اللون الأحمر والأرجواني الكبريتي على عمق حوالي 5 أمتار وهي غير قابلة للاختراق حتى بالنسبة للغواصين.

ولهذا السبب تسمى بحيرة آلاتسي أيضا بـ"البحيرة النازفة"، حيث أصبحت البحيرة الأسطورية بالفعل أساسا للعديد من الكتب والقصص.

وبكتيريا الكبريت الأرجواني عبارة عن كائنات ذاتية التغذية ضوئية وتقوم بعملية التمثيل الضوئي غير المؤكسد، وتتكون من كائنات حية أحادية الخلية.

وعلميا تم استخدام مصطلح بكتيريا الكبريت الأرجواني لأول مرة من قبل العالمة الألمانية غوندولا بافيندام في عام 1924، للإشارة إلى كل تلك البكتيريا الأرجوانية التي تتبع مسار التمثيل الضوئي غير المؤكسد، أي دون استخدام الماء كمانح للإلكترون (وبالتالي دون إنتاج الأكسجين)، بل تقوم البكتيريا الأرجوانية بأكسدة الكبريتيد وتخزين الكبريت الناتج سواء داخل الخلايا أو خارجها.

ويرجع العلماء السبب في أن بعض البحيرات الجبلية تبدو بلون فيروزي، إلى أن مياه الأنهار الجليدية الذائبة تتحرك ببطء وثبات إلى أسفل، مما يؤدي إلى إزالة جزيئات الصخور الدقيقة من الصخور الموجودة بالأسفل مثل ورق الصنفرة العملاق.

ومع اختلاط هذا المسحوق الصخري بالمياه في البحيرات الجبلية، وبسبب وزنه المنخفض، تطفو جزيئات الصخور في الماء لفترة طويلة أو تغوص ببطء.

وعندما يضرب ضوء الشمس البحيرة، تمتص جزيئات الحجر جزءًا كبيرًا من طيف الضوء وتعكس في المقام الأول الجزء القصير الموجي من الضوء باللون الأزرق والأخضر، وهكذا تبدو البحيرات باللون الفيروزي مثل بحيرة لويز في جبال روكي الكندية.

وإذا كانت البحيرة عبارة عن جسم مائي هادئ إلى حد ما مع القليل من التدفق الداخلي والخارجي للمياه الذائبة، فمع مرور الوقت ستغوص الجزيئات إلى قاع البحيرة وتظهر باللون الفيروزي الصافي.

ومن ناحية أخرى، إذا كان للبحيرة تدفق مستمر للخارج والداخل، فإن كتل المياه تتحرك باستمرار وتبقى جزيئات الصخور معلقة ما يجعل البحيرة تبدو "باهتة" وغير شفافة، ولهذا السبب يشار إلى المياه الذائبة غالبا باسم "الحليب الجليدي".


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9536

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم