19-03-2024 03:24 AM
سرايا - ساعات يقضيها عبد الهادي عزام يوميا على حاجز المربعة، الذي استحدثته قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الحرب على قطاع غزة، ويقع على الطريق الالتفافية الوحيدة التي يستخدمها الفلسطينيون القادمون من وسط وجنوب الضفة إلى شمالها، وذلك بعد إغلاق حاجز حوارة بالكامل.
واعتاد عزام -الذي يعمل في مدينة نابلس ويسكن في رام الله– التأخير على الحاجز منذ ذلك الحين، إلا أن أيام رمضان بدت أكثر تأخيرا، فالقوات الإسرائيلية الموجودة على الحاجز تقوم بتفتيش كافة المركبات، إلى جانب وجود قوة إضافية بعد الحاجز بأمتار.
يقول عزام إنه لاحظ -بعد تخطي الحاجز المقام على مدخل نابلس وحتى الوصول إلى مدينة رام الله- عشرات النقاط التي توجد بها سيارات عسكرية على أطراف الطريق العام، كما يوجد العديد منها على مداخل التجمعات الفلسطينية والشوارع الفرعية التي يستخدمها الفلسطينيون طرق بديلة عن الطرق التي تم إغلاقها.
ويمثل هذا الوجود العسكري تجسيدا عمليا لإعلان الاحتلال، قبل رمضان المبارك، نيته نشر مزيد من القوات في الضفة الغربية، خوفا مما وصفه "تنفيذ الفلسطينيين عمليات إرهابية خلال الشهر" وهو ما ترافق مع حديث إعلامي متواتر في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية، بدأ منذ أكثر من شهر عن خطورة (الوضع في) رمضان.
ترويج للاستنفارد
نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر نشر الجيش 23 وحدة في الضفة، ومقارنتها مع وجود 12 وحدة تخوض بها حربا في القطاع، كدليل على التخوف الكبير في الأوساط الأمنية من وقوع أي عمليات ضد أهداف إسرائيلية خلال هذا الشهر في الضفة، وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، وعلقت القناة الإسرائيلية 12 بأن "عدد أفراد الشرطة والأمن المنتشر في مدينة القدس والضفة غير مسبوق".
ويقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية والمتابع للإعلام الإسرائيلي خلدون البرغوثي "هناك توجه ممنهج لتصوير رمضان على أنه شهر العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين، من خلال إبراز أرقام وإحصائيات لعمليات وقعت هذا الشهر خلال السنوات السابقة، وربطها هذا العام بالحرب على غزة".
ويضيف "كل هذه التحليلات يتم تقديمها بلا سياق موضوعي، ولا إشارة إلى الأسباب التي تدفع الفلسطينيين لذلك، من إجراءات احتلالية وتضييق واعتقالات، إلى جانب التضييق على المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين".
وبحسب البرغوثي فقد استبقت الجهات الأمنية، ومن خلفها وسائل الإعلام الإسرائيلية، رمضان بأسابيع للحديث عن تحذيرات في كل نشرات الأخبار والبرامج التحليلية، وتخصيص وقت محدد للحديث عن رمضان، إلى جانب ربط أي حدث به، كما كان بعد عملية إطلاق النار التي وقعت قبل أيام من رمضان، بالقرب من مستوطنة حومش شمال الضفة والتي أصيب خلالها 4 جنود.
وتخلل هذه النشرات ضخ معلومات ممنهجة عن المخاوف من تصاعد الأحداث في الضفة وزيادة العمليات، ليترجم كل ذلك على الأرض من خلال نشر مزيد من القوات وتشديد الإجراءات وتعزيز سلطة الاحتلال.