حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,3 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4531

مواقف حاضرة في غياب الأمّة

مواقف حاضرة في غياب الأمّة

مواقف حاضرة في غياب الأمّة

18-11-2023 09:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حاتم القرعان
بعد أن تقضي يومك تلاحق المثلّث المقلوب وتشاهده عبر القنوات العربيّة المُختلفة ، الذي غيّر إهتماماتك في الحياة ، لتبصر من ثقب الباب ، أن البحث عن حريّة الأرض وقدسيّتها ، أنفع من الإبحار في مشاكل البطالة والفساد برمّته ، وفي أوقات متأخرة من الليل ومن شمال المملكة الأردنيّة وبالقرب من جنين وبيسان ، تسمع دويّ إنطلاقة الصّواريخ التي تخبرك رواية الظلم بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين والأطباء والصحافيين المستهدفين بآلة الحرب الصهيونيّة المجرّدة من الإنسانيّة والأخلاق ، لتدرك حينها صمت العالم من حولك .


من كان يعتقد بأن يوم ٧ إكتوبر قادراً أن يكشف السّتار عن وهن وضعف جيش الإحتلال الإسرائيلي ، الذي قضى عمره وهو يصنع الدّعاية السّياسيّة بإمتلاكه القوّة والسّلاح والحضور العسكريّ ضمن أقوى ال١٨ جيشاً في العالم ، ذات اليوم الذي أثبت أن الإيمان والعقيدة الثّابتة التي يتسلح بها الفلسطينيين والمقاومة تتعدى كلّ أنواع السّلاح والترسانات والدّبابات والأساطيل الحربيّة بيد إسرائيل ، ومعها القوى الغربيّة الدّاعمة مجتمعة ، كان السّبيل الأوحد المعبّر عن وهن سياساتهم وجيوشهم ، مهاجمة الأبرياء والأطفال الخدّج والنّساء من المدنيين الفلسطينيين ، وعجزهم أمام من يملك سلاح المقاومة المتواجد بسبب ظلم وإجرام المشروع الصّهيونيّ لقرابة ال٧٥ عام على أرض فلسطين .


هذه القضيّة العربيّة التّاريخيّة المتجذّرة ، واضحة الحقوق والأصول ، عجزت أمامها القوانين ، والمنظّمات ، والمجالس الدّوليّة ، المُنعقدة والمنويّة للأمن والسّلام الدّوليّ ، والإكتفاء بتوضيح بالخطوط العريضة تقدِر " ما لم يخصّ الأمر إسرائيل " ، وهنا المُفارقة ومكامن الحقيقة .


منذ بدايات القرن الماضي ، شاركت العشائر الأردنيّة في الإنتفاضات الوطنيّة الفلسطينيّة لتحرير أرض فلسطين ، وقدّم الأردنّ مواكب من الشّهداء إرتقوا في الدّفاع عن أرض فلسطين وأهلها ، في ظل علاقة وثيقة بين الأردن وفلسطين تعود لعام ١٩٢١ م وما بعدها .

أما عن باكورة العلاقة الأردنيّة الفلسطينيّة ، ما زالت حاضرة في غياب أمّة بأكملها ، وعن الجّهود الحكوميّة والشّعبية تجاه القضيّة الفلسطينيّة والحرب على غزّة ، مجهودات سياسيّة وحكوميّة وعربيّة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحُسين ، إمتداداً من زيارته لأوروبا منذ بداية الحرب ، لحشد موقف دوليّ لوقف الحرب على غزّة ، وإرسال المساعدات الغذائيّة والطبيّة عبر معبر رفح ، وإنزال المساعدات عبر المظلّات للمستشفى الميدانيّ الأردنيّ في غزّة لأكثر من مرّة ، وتفرّد جلالة الملك في في قمّة القاهرة للسلام والقمّة العربيّة الإسلاميّة ، بكشف حقيقة المجتمع الدّولي إزاء القضيّة الفلسطينيّة لأكثر من ٧ عقود متتالية ، وأن الصّمت الدّوليّ غير مبرّر ، وتطبيق القانون الدّوليّ إنتقائي لأنّ الضّحيّة فلسطين .


الأردن حكومة وشعباً ، بقيادة جلالة الملك وتوجيهاته وإهتمامة بالقضيّة الفلسطينيّة ، يقدّم إنموذجاً عربياً بإمتياز ، لنصرة الشّعب الفلسطينيّ ، ويتجلّى ذلك بمجهودات جلالة الملك ومتابعته الحثيثة للتطورات على أرض فلسطين ، ومتابعة ذلك سياسياً عربيّاً ودوليّاً ، وتوجيه الحكومة الأردنيّة بمختلف مواقعها بالوقوف الحقيقيّ والأمثل مع أهلنا في فلسطين .

معالي وزير الخارجيّة وشؤون المغتربين أيمن الصّفديّ ، من خلال متابعته حيثيات الحرب الأخيرة على غزّة وبتوجيهات جلالة الملك ، أضفى على وزارته طابع العروبة الأصيلة ، والسّياسة العميقة الصّريحة ، التي لا تهادن على موقف الأردنّ الصّريح والرّاسخ تجاه القضيّة الفلسطينيّة ، وبالإتصال المستمر مع كلّ القوى الفاعلة بقراراتها لوقف الحرب ، وآخر ما تحدّث بهِ إن الأردن لن يوقع إتفاقاً لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل ، وأنّ اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل قبل عقدين هي الآن، في خضم الحرب الجديدة "وثيقة على الرف يُغطّيها الغبار".

وقدّم الأردنّ خبير إستراتيجيّ وعسكريّ اللواء فايز الدويري ، الذي شوهد على شاشات إعلاميّة عربيّة كبيرة ، خلال ٤١ يوماً للحرب ، وإستطاع أن يكون الوجه الإعلاميّ والعسكريّ الذي يفسّر تحركات العدو الصّهيوني ، ويكشف الغطاء عن مكامن الوهن في الجّيش الإسرائليّ ، ويخدم بخبراته عن وجبات وخطط دسمة يؤتى أكلها كل حين .

عطوفة رئيس بلديّة إربد الكبرى ، الدكتور نبيل الكوفحي ، رفض أمس إستقبال السّفيرة الأمريكيّة قائلاً " أنتم شركاء في العدوان على غزّة " ، ولأنّ رئاسة البلديات تأتي بالإنتخاب وتعتبر بلديّة إربد ثاني أكبر بلديّة في الأردن ، تعتبر رسالة رفض إستقبال السّفيرة معلنة عن موقف الشّعب الأردنيّ الواحد .

ختاماً ، عندما تجد الدّولة الأردنيّة قيادة وحكومة وشعباً ، يحملون قضيتهم العربيّة الأولى التّاريخيّة ، لزاماً سيسجل التّاريخ موقفاً من ذهب في غياب الأمّة.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين

بقلم : حاتم القرعان








طباعة
  • المشاهدات: 4531
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-11-2023 09:32 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم