بقلم :
وتمضي الأيام .... مع اسمر ؟؟؟ (اسمر وعلي وغزل), ثلاثتهم التقوا وتزاملوا عندما كانوا أطفالا في (ميتم) واحبوا بعضهم البعض ثم فرقتهم الأيام لأسباب مختلفة , وبسبب انهم مجهولي النسب ,التقفت الشابين بعض العصابات و جهات أمنية حكومية غير معروفه ,ضمتهم إليها واستغلتهم في تحقيق أغراضها الغير طبيعية, بطرق غير إنسانية و قاسية لا تعير اهتماما للمخاطر التي قد تهدد حياتهم, ثم عاد والتقى هذا الثلاثي مع بعضهم البعض وهم كبار بطريق الصدفة ( وما اكثر الصدف في هذا المسلسل ) وكلهم يحب هذه الفتاة ويتنافسون في ذلك , هذه إذن هي القصة ببساطه التي تدور حولها أحداث المسلسل التركي ( وتمضي الأيام ),ولست ادري لماذا كل هذه الحلقات الطويلة المملة , فقد كان بالإمكان تصوير هذه القصة الإنسانية والصراع الدائر فيها ما بين الخير والشر ,في فلم قصير أو حلقة واحدة أو لنقل عشرة حلقات , لإيصال الفكرة للمشاهد ين . على كل حال لا يعنينا طول هذا المسلسل أو قصره أبدا ,ولا غيرة من المسلسلات التركية والأجنبية, ولا أغراضها أو دوافعها ,ا سواء كانت تجاريه أو موجهه , إن هي بقيت ضمن نطاق بلدان ومجتمعات كتابها ومنتجيها ومخرجيها وممثليها ,ولكن الذي يعنينا هو هذا الغزو الفكري والثقافي والاجتماعي , الذي تواجهه مجتمعاتنا العربية حين تفرض عليها مشاهده مثل هذه المسلسلات , المدبلجه إلى اللغة العربية للآسف بأصوات ممثلين عرب ربما تورطوا في ذلك بسبب ضيق ذات اليد الناتج عن قلة الأعمال الدرامية العربية آلتي تعرض عليهم , ولقد نجحت محطات عربية تعود ملكيتها لأشخاص مهمين من بلدان عربية تعتبر نفسها حامية لحمي الفضيلة والإسلام , في تسويق هذه المسلسلات والترويج لها وإدخالها إلى غرف جلوس المشاهدين العرب وإدهاشهم وترغيبهم بها وشد انتباههم إليها بل إيصالهم إلى درجه الإدمان عليها . ألا يدفعنا هذا الذي يحدث للتساؤل والتفكير في معرفة الأسباب التي تدعوا بعض المحطات الفضائية العربية وخاصة تلك الممولة بأموال البترول للسير في نهج الإلهاء والتجهيل ونشر ثقافة العولمه المتمثل بهذه المسلسلات وغيرها من برامج المسابقات بشكل عام والغنائية بشكل خاص, وهل هي تبث هذه المواد فقط لا سباب تجارية محضة , آم أن وراء ألاكمه ما ورائها , وأن الأسباب سياسية , قدمت كوصفه جاهزة , لتغيير السلوكيات الاجتماعية و أنماط التفكير والاهتمامات وخاصة في القضايا الدينية والقومية والوطنية, معتمدين الإثارة الجنسية كأساس في جلب الانتباه , واختيار أوقات الذروة لإبعاد الناس وإلهائهم عن المحطات الأخبارية والثقافية وعن معرفة ما يحيط بهم من أخبار, ويمكن ملاحظة توقيتات تلك المسلسلات والبرامج فهي تثير الانتباه في أنها تنتهي مثلا الساعة العاشرة والربع وليس العاشرة , حتى لا يتسنى للمشاهد التحول إلى محطة أخرى لمشاهدة الأخبار مثلا . خطورة مشاهدة مثل هذه المسلسلات والبرامج على المجتمع العربي أنها تروج لكثير من المفاهيم الدخيلة التي تخالف ديننا وعادتنا وتقاليدنا , في اعتماد الإثارة الجنسية وثقافة الجنس, في مشاهد تخدش الحياء , فهي تشرع لثقافة البوي فرند (الصديق) والعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج ,وشرب المسكرات , والمخدرات ,وثقافة العنف وأعمال العصابات في أساليب التعذيب والقتل والمتاجرة بالممنوعات كالا سلحه والمخدرات وغيرها . أقول للقائمين على مثل هذه القنوات العربية التي تبث المسلسلات التركية إذا كانت دوافعهم إعجابهم بالعلمانية التركية ومحاولاتهم نشر ثقافة التتريك الجديدة بيننا , لماذا لا يعلموننا اللغة التركية من خلال قنواتهم حتى يسهل علينا استيعابها وفهمها دون وسيط ,و أقول لهم أيضا أنكم وصلتم إلى تركيا متأخرين فالعلمانية فيها تترنح وعلى وشك السقوط , خاصة ونحن نشهد هذه التغيرات التي تحدث فيها وتسارع في عودتها إلى جذورها الإسلامية , بقيادة اردوغان الذي أفرحنا انحيازه الواضح لقضايانا العربية وغضبته العثمانية تجاه ما حدث في غزة من مجازر صهيونية . أما نحن في بلدنا الحبيب الأردن, لست ادري لماذا نحن مشغولون هذه الأيام بزيارة (اسمر) إلينا , بحيث تطغى أخباره على كل شيء , و تلتقيه المحطات الإعلامية , حتى أن محطة إذاعة محلية محترمة تضطر لإلغاء موجز أخبار الثالثة فيها بسبب لقاء مباشر مع ( اسمر) طبعا بوجود مترجم( حدث ذلك مساء الأربعاء الماضي). وأخيرا سوف أجيب على الاخوة الذين يتساءلون عن سبب معرفتي بما عرضته أعلاه ...أقول لكم بصراحة ... أنني احضر بعض هذه الحلقات أحيانا مكرها, وتسبب لي الكآبة,( لأنها تحرمني من مشاهده ما أرغب ... كالجزيرة مثلا ؟) , فهذه المسلسلات متابعة في كل البيوت تقريبا , وفي بيتي أيضا ,حيث أنني لا ارغب بأن أكون أبا متسلطا على أبنائي وقد تجاوز بعضهم سن العشرين , طبعا أكون متحفزا وعلى أعصابي ويكون الريموت في يدي ,للتدخل السريع عند اللزوم . وأقول لمعجبات (اسمر ) و متيما ته من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر , هل يغيظكن قولي بأن ..اسمر.. (مشم ), وأن ..غزل.. ( حشمة ) بالعامية الأردنية ؟؟؟.... سلامي للجميع . طلب عبد الجليل الجالودي talabj@yahoo.com