سرايا - في الدقيقة 42 من مباراة بطولة أوروبا 2020 في كوبنهاغن، انهار لاعب كرة القدم الدنماركي كريستيان إريكسن البالغ من العمر 29 عامًا على الأرض عندما تلقى رمية تماس.


من المحتمل أن تكون الرعاية الطبية الطارئة الفورية قد أنقذت حياة إريكسن، حيث تظهر الدراسات باستمرار أن أكثر من نصف عدد الرياضيين الذين يعانون من النوبات القلبية المفاجئة ، يموتون قبل وصولهم إلى المستشفى أو خروجهم منها.

النوبات القلبية المفاجئة ليست فريدة من نوعها في كرة القدم، حيث على الرغم من كونها نادرة، إلا أن هناك تقارير كل عام عن وفاة هواة أو رياضيين محترفين في رياضات مثل الهوكي أو كرة السلة أو كرة القدم فجأة، وفي معظم الحالات، يرتبط الموت القلبي المفاجئ بعيوب القلب الموجودة منذ الولادة.

أسباب النوبات القلبية المفاجئة لدى الرياضيين
من النادر أن يصاب الرياضيون بالنوبة القلبية، حيث أن أمراض القلب الخلقية، أو أمراض القلب الموجودة منذ الولادة، هي السبب الأكثر شيوعًا لدى الرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، وفي الرياضيين الأكبر سنًا، ترجع معظم الوفيات القلبية المفاجئة إلى مرض الشريان التاجي.

الظروف الخلقية
يعتقد الباحثون أن أكثر أمراض القلب الخلقية شيوعًا والتي تؤدي إلى النوبات القلبية لدى الرياضيين في الولايات المتحدة هي اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM): وهي سماكة الجدران في البطين الأيسر، ويُعتقد أن هذه الحالة هي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين، أيضًا هناك حالة تسمى الأصل الشاذ للشريان التاجي، وهو عندما يكون وضع أحد الشرايين التاجية التي تزود القلب بالدم ليس صحيحًا.

ونظرت دراسة أجريت عام 2015 في تشريح جثث الرياضيين في الرابطة الوطنية لألعاب القوى (NCAA) الذين ماتوا بسبب النوبات القلبية مفاجئة من 2003 إلى 2013، وكان لدى واحد من كل أربعة رياضيين قلوب طبيعية من الناحية الهيكلية، مما يعني أن عدم انتظام ضربات القلب أو الاضطرابات الكهربائية ربما كانت السبب الأكثر شيوعًا للوفاة.

ووجد الباحثون فقط دليلًا قاطعًا على أن اعتلال عضلة القلب الضخامي في 8 بالمائة من الحالات مقارنة بـ 30 إلى 40 بالمائة في الدراسات السابقة.

وتشمل حالات القلب الأخرى التي يمكن أن تساهم في النوبات القلبية المفاجئة ما يلي:

اعتلال عضلة القلب البطيني الأيمن الناجم عن عدم انتظام ضربات القلب
اعتلال الأبهر
اعتلال عضلة القلب المتوسع، أو تضخم القلب
اضطرابات صمام القلب
متلازمة وولف باركنسون وايت
متلازمة بروجادا

الشروط المكتسبة
الظروف المكتسبة هي تلك التي تتطور خلال حياتك، حيث أن السبب الأكثر شيوعًا للنوبات القلبية المفاجئة لدى الرياضيين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا هو تصلب الشرايين، وهو تراكم اللويحة في جدار الشرايين، في حين تشمل عوامل الخطر لتصلب الشرايين ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع الدهون الثلاثية، التدخين، والتهاب مزمن.

كيف يمكن للرياضيين تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة ؟
أفضل طريقة لمنع السكتة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين لا تزال موضع نقاش كبير، حيث تختلف المبادئ التوجيهية والقوانين بين البلدان، فمثلًا توصي الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية (AHA) بالفحص من خلال فحص التاريخ الطبي وإجراء الفحص البدني.

ويواصل الباحثون مناقشة تنفيذ الفحص باستخدام مخطط كهربية القلب (ECG)، كما هو الحال في بعض البلدان، وتخطيط القلب هو جهاز يقيس نشاط قلبك.

ومنذ 1982، يشترط القانون الإيطالي الفرز الفحص باستخدام مخطط كهربية القلب للممارسة الرياضية التنافسية، لكن هذا الفحص لم يتم قبوله بشكل موحد من قبل المجتمع العلمي الدولي.

في إيطاليا، السبب الأكثر شيوعًا للوفاة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين هو عدم انتظام ضربات القلب في البطين الأيمن، حيث يجادل بعض الباحثين بأن تخطيط القلب ليس ضروريًا في الولايات المتحدة، حيث قد يكون اعتلال عضلة القلب السبب الأكثر شيوعًا للموت القلبي المفاجئ.

وقد يساعد اتباع نظام غذائي متوازن في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، خاصة بالنسبة للرياضيين الأكبر سنًا، ومن المرجح أيضًا أن تدعم الأطعمة التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب الأداء الرياضي والصحة العامة.

فوائد الحصول على تدريب رياضي وجهاز تنظيم ضربات القلب في الموقع
يرتبط وجود مدرب رياضي معتمد وجهاز تنظيم ضربات القلب في الموقع بفرصة أعلى بكثير للبقاء على قيد الحياة بعد النوبات القلبية المفاجئة.

وفي دراسة أجريت عام 2019، وجد الباحثون أن نسبة النجاة من الموت بين الرياضيين الذين أصيبوا بسكتة قلبية مفاجئة كان 48 بالمائة، ومع ذلك، عندما كان مدرب رياضي معتمد حاضرًا ومشاركًا في الإنعاش، فقد ارتفع البقاء على قيد الحياة إلى 83 بالمائة، في حين ارتفع إلى 89 في المائة مع استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب الخارجي الآلي في الموقع.

متى يمكن العودة إلى الرياضة بعد النوبات القلبية المفاجئة ؟
هناك حاجة إلى تقييم دقيق من أخصائي طبي قبل العودة إلى الرياضة، حيث وجدت دراسة أجرتها جمعية القلب الأمريكية دليلاً على أن الرياضيين المصابين بأمراض القلب الوراثية يمكن أن يظلوا قادرين على المنافسة مع حدوث حالات قلبية منخفضة بشكل معقول.

وفي بعض الحالات، قد لا يكون من الممكن العودة بأمان، حيث قد يقوم الفريق باستبعادك بسبب مخاوف تتعلق بالمسؤولية، على سبيل المثال، عاد إريكسن إلى كرة القدم بعد 8 أشهر من سكتة قلبية مفاجئة.
وفي الحقيقة، قام الأطباء بتجهيزه بجهاز تنظيم ضربات القلب القابل للزرع، ومع ذلك، منعته السلطات الطبية الإيطالية من اللعب في إيطاليا مع فريقه إنتر ميلان، مما دفعه للتعاقد مع برينتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز.