حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16388

حكاية صورة .. الحسين بن علي بين عبد الله والاسد .. ذكرى ثورة هاشمية وعبق ياسمين دمشقي

حكاية صورة .. الحسين بن علي بين عبد الله والاسد .. ذكرى ثورة هاشمية وعبق ياسمين دمشقي

حكاية صورة  ..  الحسين بن علي بين عبد الله والاسد  ..  ذكرى ثورة هاشمية وعبق ياسمين دمشقي

20-03-2009 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -


سرايا- كتب : عمر كلاب- ربما لضرورة فنية او زمنية , تأخر بث خبر النشاط الذي شرّفه جلالة الملك وجلالة الملكة لمؤسسة نهر الاردن في مركز الحسين للمؤتمرات في البحر الميت , فهذا الوقت الذي خصصه واسط الحسينين " ابن الحسين وابو الحسين " للرحمة وبثّ الامل لاهله وعشيرته , كان نفس الوقت الذي اكمل فيه هيكل الجزيرة حلقته الثانية من الاعتداء برغبة على الهاشميين وعلى الحسين رحمه الله خاصّة , كأن الرسالة من نسل السلالة تقول ما لم تقله كل كلمات الرد , فالرغبة المشفوفة بالوجد على الحسين عند هيكل امتزجت بين الاعجاب والتعجب , وبين ثنايا كلمات الرجل التي البسها ثوب التاريخ , كنّا نشتم مدى الصعوبة التي يتكبدها هيكل في اخفاء اعجابه بالحسين الذي نجح وصمد بوطن يعاني من فقر مائي وبحر ميت, في حين عجز ومدرسته عن الصمود رغم ان الماء في مصر بألوان ثلاثة " البحر الاحمر وشقيقه الابيض والنيل الازرق " وسط حزننا على فشل التجربة وحزنه على نجاح تجربتنا وتلك اصل القصة وأول سطورها ولربما من المفيد ان يتذكر الاستاذ قبسا من سورة الكهف " ... هذا ما لم تسطع عليه صبرا " حتى اتيك منه خبرا.

قادتني الصورة التي حملتها السماء برذاذها مساء الخميس ولم اتقبلها , الى صورة مساء الجمعة وكم احببتها , ففي بلاط صاحبة الجلالة تكون الصورة خبرا اثيرا وأول الابصار والفهم والصورة كانت صورة ابو الملوك وقائد الثورة العربية الكبرى وخليفة العرب الحسين ابن علي وهي تنتصب متوسطة لقاء عبد الله الثاني ابن الحسين وبشار الاسد , والصورة تختصر كل المسافة وتختصر المشهد الشامي في علاقته مع الحجاز .

وسأعود الى اول الحكاية للصورة , فقد قادت شابا وقتها قدماه الى ارض الامارات العربية المتحدة للعمل الاعلامي في دبي نزح من قرية اسمها " يالو " من اعمال فلسطين , فنجح ولمع , وخلال مزاد في الكويت لمنزل لحقت به صروف الدهر كانت من موجوداته صورة الحسين بن علي مرسومة بالزيت فحضنها وقدمها هدية للحسين رحمه الله وكانت اول صورة لسيد الثورة ان لم تكن الوحيدة , وشاءت الاقدار ان يدفن ابو محمود " عيسى الشعيبي " في ثرى عمان قريبا من يالو .

الصورة حكاية لوحدها , فهي هدية من فلسطيني ابتاعها من منزل محاذِ لارض الحجاز وقدمها للبلاط الهاشمي ممتنا , وتوسطت امس اللقاء مع الرئيس السوري ,الا تختصر تلك كل الحكاية وترسل الاف الصور في الوجدان والمخيال ؟

فالعلاقة بين الحجاز والبر الشامي كانت على ثرى الاردن , ولم تكن مؤتة الا فاتحة العلاقة وأول الاشارات النبوية الى ضرورة ربط الحجاز بالشام , فمقتل رسول دولة ناشئة او غير مكتملة النشوء لا يستوجب غزوة لاكبر امبراطورية في ذلك الزمان , واتجرأ او لعلّي اتجرأ واقول ان فتح مكة كان اولى , لو ان الفكرة كانت اتمام الدولة , ولكن الفتح لمكة كان موثوقا بمحكم النص القراني , والشام وضرورتها كانت عبقرية نبوية لقائد فذ , قبل ان يكتمل الفتح الشامي على ثرى الاردن في اليرموك ومن هنا كان الاولى ان يكون الاردن حاضرا في مصالحة الرياض بين الشام والحجاز حتى وان كان العنوان التصالحي في نجد ,وذلك اول السطر في قراءة الزيارة المحببة والمرحبة للاسد في عمان وهو سطر مملوء بالعتب والحب على زعيم يتقن التاريخ وابن مدرسة في فقه الامة .

الصور ازدحمت امس وربما كانت مفتاح الفهم للزيارة المرسومة سابقا - بوصف اشارات الصور وصلت قبل الصور نفسها - فمشهد العناق الحار بين الرئيس الايراني احمدي نجاد ومبعوث اوباما وان وصلت الجمعة فان اشارتها التقطها الرادار الذهني السوري ابكر من ذلك وكذلك التهنئة الاسرائيلية لايران بعيد النيروز ليست بمعزل عن المبعوث الامريكي  – كدت ازلف واقول السامي – وكان على دمشق ان تعيد قراءة المشهد من جديد وبحسابات الصور القادمة او المستحدثة وهي صور اتقنت عمان رؤيتها او توقع رؤيتها فما غامرت ولا راهنت بعمقها العربي وحاضرتها القومية بتشابكاتها مع الولايات المتحدة وبقيت على مسافة نضج من العلاقة معها فهي مفتاح الحل وبوابته واذا كان هدف كل البهلوانات الايرانية الاقتراب من واشنطن فنحن على مقربة منها اصلا ولا نحتاج الى سيرك اقليمي لتبرير القرب او انضاجه على نار الاقليم عبر حرق اقطاره او تفجير اجساد ابنائه , وهذا ما دفع دمشق الى الخطوة نحو عمان .

مشهد الصور المزدحم يبقى كله مسكون بهواجس سياسية ولكن صورة بعينها تظل بعيدة عن قهر السياسة ومحفوظة بطهر الرسالة , صورة الحسين بن علي وهي تجمع الشام كله وتعيد البهاء الى ياسمين دمشق الذي نثرته الصبايا تحت سنابك خيل فيصل .

الصورة اذ تختزل المشهد تفتح الشهية للبوح وتفتح الذكرى والذاكرة لأن يعود النهر الى مجراه بين عمان ودمشق وبين مصر والشام والحجاز , فالشام هي الصالحة من الاقطار كما يقول صلاح الدين الايوبي وتماسك اقطارها هو الضمانة للامة لانها اول فتوحات الامة واول محطة للخلافة في ابهى تجلياتها ومنها انطلقت الخيول نحو مصر , فمصر فيها بعضا من الشام وحافضت الشام على ياسمينها ونارنجها .

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16388
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2009 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم