بقلم : الدكتور محمود علي الحراحشه
تتميز العلاقات السياسيه الاردنيه السوريه بالصفاء والهدوء غالبا ،لكن يشوبها بعض الكدر احياناً مما يؤثر على العلاقات العسكريه، يشعر الاردن دائما بالقلق على حدوده الشماليه طالما يٌسيطر عليها من الجانب الاخر تنظيمات ارهابيه ، وخصوصاً بعد احداث الربيع العربي ، وهناك تهديات جمة يتعرض لها الاردن وخاصة حدوده الشمالية .
فالحدود الاردنيه من انواع الحدود الهندسيه التي تشكل تحدياً كبيرا للاردن لطول مسافاتها وتحديٍ كبير لصعوبة السيطره عليها بشكل مٌحكم، فيما تواجه الحدود الشماليه اخطار مباشرة عده من ابرزها وجود تنظيمات ارهابية كداعش ، وقوات الجبهه الجنوبيه والتنظيمات ، والمليشيات الشيعيه التي ترتبط بايران .
وما يزيد التحديات والتهيدات تعقيداً ان حدود الاردن الشمالية مع سوريا تبلغ حوالي 375 كم ، وهذا يشكل تحدياً كبيراً لها في مواجهة الخطر من جهه ، وحماية الحدود من جهة اخرى ، وفي الوقت نفسه اصبح الشريط الحدودي بين الاردن وسوريا بعد سيطرة التنظيمات الارهابيه عباره عن نقطة فراغ غير محميه خاصه بعد انسحاب قوات الجيش السوري منها بسبب الاحداث الداخليه في سوريا ، وهذا يشكل تهديدا للاردن من خلال عمليات التسلل المنظمه والفرديه منها، وعمليات تهريب كميات كبيره من المخدرات من اجل استخدامها كتمويل للمٌقاتلين الذين ينضوون تحت راية التنظيمات .
وقد شكلت التنظيمات الارهابيه تهديداً كبيراً واحراجا للاردن عندما فقدت قوات النظام السوري السيطره على حدودها اضافة الى زحف جبهة النصره الى الحدود الجنوبيه لسوريا مع الاردن وشكل اقتراب المليشيات الايرانيه خطرا جراء وصولها الحدود بغية مساعدة النظام السوري .
وقد يسأل البعض . لماذا التركيز على الحدود الشمالية بالذات ،؟ فالحدود الشمالية تنقسم إلى جزئين الاول شماليه غربيه وهي صعبة وعرة المسالك ومأهولة بالسكان مما يٌعيق التسلل او التفكير بها ، والشمالية الشرقيه ، والتي تٌشكل المثلث الحدودي الاردني السوري العراقي، حيث تنفتح على الصحراء الاردنية التي تتميز بقلة السكان ، وتسمح بالحركة مع وجود شبكة طرق تربط الاردن بدول الجوار كالعراق والسعودية وطريق رئيسي يؤدي الى عمان والعقبة، مما يجعلها هدفاً للمٌتسللين ومٌهربي المخدرات.

ومن اجل لجم تلك التهديدات ، فقد استخدم الاردن سياسة مٌعينة في مٌجابهة الجماعات ، والتنظيمات الارهابية والتي تمثلت في الاعتماد على شبكة من العلاقات الاجتماعيه والامنية والعسكرية في جنوب سوريا خاصة ان تلك الفتره تميزة بزخم اعداد اللاجئين للاردن ، ولذا كانت قواعد الاشتباك تحذيرية والتعرف على هوية القادمين، وهذا ما ادى إلى دخول مُتسللين ابتداءً من عملية ارقبان شمالاً، وكان اخرها الاشباك مع المهربين في الشهر الماضي، وارتقاء شهيدين، وجرح عدد من العسكريين الاردنيين
ومما سبق. فان الادارة الفعالة للحدود تٌعتبر عملية بالغة الاهمية للحفاظ على الامن القومي الاردني وذلك باستخدام وسائل الحماية المتقدمه، وكيفية التعامل مع اية تحديات تواجه الاردن في ظل ازدياد عمليات التسلل وعمليات تهريب المٌخدرات، لان دول الجوار تٌعاني من قلة اعداد الحماية، وكثرة النزاعات الداخلية الامر الذي جعلها عاجزة عن حماية حدودها، وهذا يجعل المٌهمة المٌلقاة على الاردن بالغة من أجل الحد من الانشطة غير المشروعة عبر الحدود.