سرايا - العديد من أسباب الغثيان بعد الأكل شائعة ويمكن علاجها وإدارتها بشكل فعال، ولكن في بعض الحالات، مثل الالتهابات البكتيرية أو بعض الأمراض، قد تحتاج إلى مساعدة من الطبيب للعثور على الراحة.

وفي الحقيقة، يمكن أن تساعد نظرة فاحصة على الأعراض الأخرى في تحديد سبب الغثيان، وبمجرد تحديد المشكلة، يمكن لطبيبك مساعدتك في العثور على علاج يمنعك من الإصابة بالمرض في معدتك.

أسباب الغثيان بعد الأكل
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تجعلك تشعر بالغثيان بعد تناول الطعام، وسواء كان مرضًا لمرة واحدة أو عدم تحمل الطعام أو حالة في المعدة، فإن تحديد السبب يمكن أن يساعدك على تجنب المحفزات المحتملة واكتشاف ما يجب فعله لبدء الشعور بالتحسن.

الحساسية الغذائية وعدم التحمل
يمكن لبعض الأطعمة، مثل المحار أو المكسرات أو البيض، أن تخدع جهاز المناعة لديك لتحديد هويتها على أنها غزاة ضارين، إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الطعام، فإن جهاز المناعة لديك يطلق سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى إطلاق الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى عند تناول أحد هذه الأطعمة المحفزة.

وتنتج هذه المواد الكيميائية أعراض حساسية تتراوح من تورم الفم إلى الغثيان، وتشمل الحساسية الغذائية الشائعة الأخرى الحليب والقمح وفول الصويا والأسماك.

وفي الواقع، عدم تحمل الطعام، على عكس الحساسية الغذائية، لا يهدد الحياة، ولكنها لا تزال تسبب أعراضًا غير مريحة مثل الغثيان والإسهال والانتفاخ وأعراض أخرى.

التسمم الغذائي
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن ما يقدر بنحو 1 من 6 أشخاص يمرضون من التسمم الغذائي كل عام، ويقول مركز السيطرة على الأمراض إن التسمم الغذائي يمكن أن يحدث عندما لا يتم تسخين الطعام إلى درجة الحرارة اللازمة، أو أن الثلاجة أكثر دفئًا من 40 درجة فهرنهايت (4.4 درجة مئوية) أو أنه لا يتم تنظيف أسطح الطهي واليدين قبل التعامل مع الطعام.

وعادة ما تبدأ أعراض التسمم الغذائي مثل الغثيان والقيء والإسهال في غضون 30 دقيقة إلى بضع ساعات بعد تناول الطعام الملوث، ولكن بعض أنواع التسمم الغذائي يسبب أعراضًا تظهر بعد أيام أو أسابيع.

فيروس المعدة
يصيب نوروفيروس، الملقب أحيانًا بـ "أنفلونزا المعدة"، أعراضًا في الأمعاء ويسبب أعراض الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء، وكذلك الإسهال، وعادة ما تبدأ الأعراض من 12 إلى 48 ساعة من التعرض للفيروس وعادة ما تستمر بضعة أيام.

ويسهل التقاط هذا الفيروس في المعدة وانتشاره، حيث يمكن للأشخاص التقاط الفيروس من خلال الاتصال بجزيئات الفيروس في قيء أو براز الشخص المصاب، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تصاب بالعدوى عن طريق تناول طعام يعده شخص مصاب بالفيروس أو يتم تحضيره على سطح ملوث.

الحمل
واحدة من أقدم العلامات الجسدية على أنك حامل هي الشعور بعدم الارتياح والغثيان، والذي غالبًا ما يبدأ خلال الشهر الثاني من الحمل، حيث يؤدي تغيير مستويات الهرمونات إلى غثيان الحمل، وحوالي 70 بالمائة من النساء الحوامل يعانين من الغثيان، وعلى الرغم من أن اسمها الرسمي هو «غثيان الصباح»، إلا أن الغثيان يمكن أن يضرب في أي وقت من اليوم، بما في ذلك أوقات الوجبات، وفي بعض الأحيان تكون رائحة أو طعم بعض الأطعمة كافية لجعل معدتك في وضع غير مريح، وهذا الشعور مؤقت ولن يؤذيك أو يؤذي طفلك.

ارتداد الحمض
الشعور بالحرقة خلف عظم الصدر، المعروف باسم حرقة المعدة، هو العرض المميز لمرض المريء المعدي (GERD)، لكن هذه الحالة يمكن أن تسبب الغثيان أيضًا، حيث يحدث ارتجاع المريء عندما يتسرب الصمام العضلي بين المريء والمعدة، مما يسمح لحمض المعدة بالتسرب إلى المريء، هذا المرض شائع ويؤثر على حوالي 20 بالمائة من السكان البالغين في العالم.

القلق والتوتر
القلق والتوتر لا يؤثران فقط على مشاعرك، بل يمكن أن تؤثر على صحتك البدنية أيضًا، بما في ذلك الجهاز الهضمي، حيث تقول جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية أن قضايا الجهاز الهضمي تعتبر عرض لاضطراب القلق العام واضطرابات الذعر، ويمكن أن يكون الغثيان أيضًا أحد أعراض اضطراب القلق الاجتماعي والرهاب الآخر.

وفي الواقع، الجهاز الهضمي والدماغ متصلان بالأعصاب، ويُعرف هذا باسم الاتصال بين الأمعاء والدماغ، وعندما تكون متوترًا، يتم إطلاق الهرمونات والمواد الكيميائية في الجسم، حيث قد تدخل الجهاز الهضمي بمرور الوقت ولها تأثير سلبي والتهابي على ميكروبيوم أمعائك.