حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5627

لن تسير وحدك إلى جهنم يا بارئيل

لن تسير وحدك إلى جهنم يا بارئيل

لن تسير وحدك إلى جهنم يا بارئيل

12-09-2021 12:10 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : احمد أبو بدر
في مستشفى سوروكا المتواجد في بئر السبع في فلسطين المحتلة كان يرقد على سرير الموت هناك في وحدة العناية الحثيثة الجندي بارئيل شموئيلي مصاباً بطلق ناري أعلى منطقة الجفن لعينه اليسرى أصابه بشكل مباشر عندما أطلق عليه أحد الشبان الفلسطينيين النار من فوهة مسدس قديم من طراز نسر الصحراء عبر فتحة الجدار العازل لقطاع غزة فاستقرت الرصاصة داخل جمجمة من كان قبلها بلحظات فقط مسؤولاً عن استهداف المدنيين العزل عبر قـنـصهم بوابل من الرصاص الحي فقتل منهم من قتل و جرح منهم من جرح و الابتسامة العريضة المصحوبة بالتباهيٍ و الغرور أمام أقرانه من جنود الاحتلال لا تكاد تفارقه كيف لا و هو الرقيب المتمرس في القنص في وحدة المستعربين و الذي تلطخت يداه بدماء عشرات الأبرياء العزل من أهل غزة و هو الذي كان يجد المتعة في ذلك و يستعرض أمام صديقته صور من قتلهم مضرجين بدمائهم و مثخنين بجراحهم التي سببتها لهم بندقيته من طراز IWI Dan"" و هي بندقية قنص فتاكة لم تكن تفارقه أينما حل و ارتحل أثناء خدمته العسكرية.

في المستشفى كانت والدته و صديقته تبكيان بحرارة فمن كان موعوداً بمستقبلٍ باهرٍ في وحدة المستعربين بعد بضع سنين فقط ، أصبح الآن جثة هامدة مطروحة على أحد الأسرة ،أجريت له عملية بالغة التعقيد استغرقت ست ساعات لاستئصال الرصاصة لكن الأمر لم يكن بيد أطباء و جراحي مستشفى سوروكا –وهم بالمناسبة من أمهر الأطباء و الجراحين في هذا النوع المعقد من العمليات الجراحية- فإرادة العلي القدير شاءت أن تنزل ملائكة العذاب رفقة ملك الموت لقبض روحه النتنة و لترسلها إلى جهنم بين مثيلاتها من أرواح من سبقوه إلى هناك و من الطرائف التي حصلت أن جراحين آثروا أن تبقى الرصاصة في جمجمته خشية ازدياد التلف في دماغه في حالة استئصالها و بالتالي موته على الفور فبقيت الرصاصة في رأسه و دفنت معه لتشهد عليه بما أرتكب من جرائم نكراء ببندقيته يوم القيامة أمام الديان الذي لا يموت جل في علاه.

في تلك الأثناء كان والد بارئيل المدعو حداريا شموئيلي يتلقى مكالمة هاتفية من نفتالي بينيت رئيس وزراء الكيان الصهيوني و الذي بدوره لم يتذكر اسم بارئيل فسماه يوسي ليزيد حنق الأب و سخطه على حكومة الاحتلال التي أرسلت نخبة جنودها ليحترقوا بلهيب غزة فيما يجلس وزراؤها في تل أبيب في أجواء ساحرة خلابة تنسيهم حتى أسماء من ضحوا بأرواحهم في سبيل بقائهم في سدة الحكم ، تتابعت من فم الأب المقهور كمداً عبارات التوبيخ و التقريع لبينيت على سوء إدارة جيش الاحتلال لملف الجدار العازل الأمر الذي أدى لفقدانه ابنه الوحيد و للأبد و لم يستطيع بينيت أن يدافع عن نفسه و اكتفى بترديد وعود جوفاء بزيارة و متابعة قضية بارئيل و التحقيق فيها فطالبه الأب قبل ذلك تحمل المسؤولية عما جرى و زيارة ابنه في المستشفى كنوع من الاعتذار عن تقصير حكومة الاحتلال بحق بارئيل و زمرة المجرمين من رفاقه الذين يؤدون نفس مهمته و انتهت المكالمة على ذلك.

لكن شيئاً في الملكوت كان قد أصبح أمراً مقضياً ، الهالك بإذن ربه المدعو بارئيل شموئيلي و في يوم الاثنين الموافق الثلاثين من أغسطس آب لعام ألفين و واحد و عشرين سيكون في عداد الأموات و ستصعد روحه الخبيثة لتمر عبر السماوات كأنتن ما تكون من رائحة حتى تصل إلى قعر سجين لتبقى حبيسة عذابها إلى يوم البعث و النشور فترد على صاحبها ثم تساق معه إلى جهنم خالداً مخلداً فيها و العياذ بالله لا يخرج منها حتى يلج الجمل في سم الخياط فأي مصير أتعس من ذلك يا بارئيل ، وقعت في شر أعمالك و كانت نهايتك عبرة لمن يعتبر .

نزل ملك الموت من علياء السماء فقبض روح بارئيل وسط ترتيلات زملائه السفاحين الذين كانوا يزورونه في مستشفى سوروكا ليلقوا عليه نظرة الوداع قبل اللقاء الأبدي الأخير في جهنم كانت أمه تصيح و أبوه يقف عاجزا عن فعل أي شيء ، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً على ملك الموت فسكرات الموت على الجندي الشاب كانت شديدة خاصة بعد ما كشفت له ملائكة العذاب عن مقعده في النار ، حدث انقباض مفاجئ في نبضات القلب تلعثمت الممرضة التي كانت تقف عند جهاز التنفس الاصطناعي والذي بدوره توقف فجأة ، لقد رحل بارئيل إلى غضب المنتقم الجبار تدافع الأطباء و كادر المسعفين لاستعادته من براثن الموت و لكن هيهات لقد صعدت روحه المنتنة للسماوات ليعلن كبير الأطباء في مستشفى سوروكا وفاة بارئيل حداريا شموئيلي و ليوضع عليه الغطاء الأبيض تمهيدا لنقله إلى الثلاجة و للبدء في إجراءات الدفن.

ارتفع صوت النحيب و العويل من أمه و صديقته و انهار أبوه على الأرض و هو يلطم و ذرفت عيون زملائه الدموع و تتابعت الاتصالات الهاتفية من مسئولي الدولة و بدأت القنوات الصحفية بالتوافد أمام مقر مستشفى سوروكا لنقل الخبر ليقول للصحافة العبرية موجهة كلامه لقادة جيش الكيان المحتل:" لقد تركتم ابني يمشي وحده في الطريق"

اطمئن يا حداريا لن يسير ابنك بارئيل وحده إلى جهنم سيلاقي رفقة معه و لن يكون وحيداً أبدا في رحلة عذابه السرمدية إلى يوم البعث و النشور ، سيجد في طريقه أرواح قادة و مجندي الشاباك و الموساد و حرس الحدود و ألوية جفعاتي و كفير و جولاني و سييرت ميتكال و شييطت و غيرهم من قوات جيش الاحتلال و كوادره الأمنية التي لفظت أنفاسها الأخيرة على تخوم غزة و بين أكناف الضفة الغربية و سيجد أيضاَ أرواح العملاء و الخونة من الفلسطينيين الذين خانوا الله و الرسول و الشعب و القضية و اختاروا طعن إخوتهم بسكين العمالة و الخيانة و الجاسوسية و التبعية للكيان الصهيوني و كانوا خنجراً مسموماً في جسد فلسطين المثخن بالجراح .

يا حداريا لا تخف على ابنك من وحشة الطريق فسيجد فيها أيضاً أرواح زعماء و قادة و رؤساء مسلمين و عرب تسابقوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني و هرولوا إلى البيت الأبيض ليطلبوا من رئيسه رضاه و ليسألوه العفو عن كراسيهم و العافية من منافسيهم و المعافاة الدائمة من صحوة و تحرر شعوبهم من بطشهم و جبروتهم و المفاجأة الكبرى له بأنه سيجد شيوخ دين و علماء سلاطين تسير أرواحهم رفقة روحه عبر طريق الآلام باتجاه الجحيم و لا غرابة في ذلك فهم كانوا في حياتهم عوناً للظالم على المظلوم مشرعين الجرائم و الموبقات للطغمة الحاكمة في حق الشعوب و محللين المحرمات و السيئات و المنكرات لينالوا الحظوة و المكانة عند أصحاب المناصب الرفيعة و الجاه و أصحاب الأموال و النفوذ و السلاح فضلوا و أضلوا و استدلوا بمنكر الأحاديث و مكذوبها و موضوعها ليحيكوا للناس شريعة جديدة توافق هوى السلطان و تغضب ذي الجلال و الإكرام.

لا تخف يا حداريا على بارئيل فهو في حضرة الغياب الذين سبقوه إلى عذاب الله ينتظر بقية رفاقه من مرتزقة جيش الاحتلال أن يلحقوا به ليجتمع بهم تحت راية الشيطان في جهنم إلى أبد الآبدين في يوم وعد به ربنا الملك الحق المبين و الله لا يخلف وعده و لكن أكثر الناس لا يعلمون.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا









طباعة
  • المشاهدات: 5627
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-09-2021 12:10 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم