18-02-2009 04:00 PM
سرايا -
سرايا- حسين العموش- في كل موسم للتغيير الحكومي أو التعديل يتناقل موظفو الوزارات من العاملين في مكاتب الوزراء عبارات تعززت عبر الزمن ، لعل أهم هذه العبارات ما عرف ب(ثقافة الكراتين) ، والمقصود هنا تجهيز (الكراتين) جمع (كرتونة) للوزراء المتأهبين لمغادرة الوزارة.
ويتم في مثل هذه الحالات تجهيز عدد من (الكراتين) لوضعها بتصرف الوزير ليحمل بها أغراضه وأوراقه الخاصة قبيل مغادرة الوزارة بساعات ، (وللكراتين) ألف حكاية وحكاية وفق وصف أحد الوزراء الذين إعتادوا مغادرة الموقع الوزاري ، إذ تتعدد (الكراتين) بتعدد النشاطات التي قام بها الوزير في وزارته ، وتتقلص طبقا لذات القاعده ، فالمشاريع تتغير والوزراء يتغيرون لكن (الكراتين) تبقى هي هي لا يطالها تعديل أو تغيير.
ولثقافة (الكراتين) بعد سيكولوجي يلخصه أستاذ علم النفس السياسي الدكتور محمود الخوالده بأنه يترافق مع الدراسات النفسية التي تتحدث عن أن الأداء الناجح للوزير لا بد أن يترافق مع مخططات ناجحة ، ويشير هنا إلى أن التغيير هو سمة الخليقة وفق مبدأ تحقيق الأهداف ، والتغير أيضا هو هدف أساسي من أهداف الصحة النفسية وهو لا يعني العجز بأي حال من الأحوال فضلا عن أنه لا يعني الفشل أو اليأس.
ويبين الخوالده أن ثقافة (الكراتين) تترافق مع كل تعديل أو تغيير حكومي بحيث يتم إحضار (كرتونة) لتوضع فيها حاجيات وأغراض الوزير الخاصة ، ويرافق ذلك حالة من الحسرة أو الألم من فراق السلطة أو المكان.
ويذهب الخوالده إلى ابعد من ذلك عندما يشير إلى صعوبات التكيف لدى بعض الوزراء المغادرين للسلطة ، بحيث أن بعضهم يبقى لديه الشعور بالسلطة حتى ولو على أهل بيته ومن المحيطين به من أولاد وزوجة وخدم وعمال وغيرهم ، فهو لا يستطيع إستيعاب فكرة خروجه من السلطة ويرفض تقبل الآخر من الناحية السلوكية.
بقي أن نقول أن الوزراء ايضا يتداولون ثقافة (الكراتين) بطريقة هزلية عندما يبادر أحدهم بسؤال الآخر (كرتنت أم لا) والمقصود هل وضعت أغراضك بالكرتونة أم لا ، ثقافة الكراتين ليست عيبا لكنها ثقافة تبقى متأصلة في نفوس وزرائنا السابقين واللاحقين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-02-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |