بقلم :
سرايا - رجفت يدي عندما هممتُ بكتابة رسالة جديدة لك حين وقعت عيني على الروزنامة المعلّقة على الحائط .. مضى الكثير من الوقت مُنذ أن رأيتُك للمرّة الأخيرة ..
كيف حالك يا نور عيني ؟
كيف تمضي بك الأيام ؟
هذا العام لم ألتقيكَ فيه ولو على سبيل الصدفة .. لكنّه لم يَدَع يوماً واحداً يمرّ دون أن يغرزني بسِهام الحنين ..ويُدمي قلبي ..
لوّعتني المسافات .. قتلتني الشوارع والبحار والأزقة وحركة الناس والسيارات والخواطر والموسيقى .. وحروف إسمك وعيناك !
ثُمّ بعد قتلها إيّاي .. تعيد إليّ الشغف نظرة واحدة إلى عينيك الجميلتين ..
هل ستسألني إن كنتُ أذكرك وأنتَ أعلم بالجواب منّي ؟
لا عليك ، إسأل إنْ شئت ..
كيف سأذكر من لم أكن أنساه ؟!
يذكر الناس ما ينسونه بالعادة ...
أما أنت .. فما نسيتك أبداً ..
يا ويح قلبي .. أتحدث عن النسيان كأنّه يحدث بكبسة زر !
وأنت ؟ هل تذكرني ؟! هل أمُرّ ببالك على الأقلّ أُلقي التحية وأُفارِق؟!
أود أن أهمس لك بشيءٍ قد مررتُ عنه في لحظة حنين كادت تُمزّقني .. يا كلّ حالي ..
"ففرقٌ بين من يقول لك بلسانه إني أحبك ، ولا شاهد عليه من حاله ، وبين من هو ساكتٌ لا يتكلّم ، وأنت ترى شواهد أحواله كلها ناطقةٌ بحبّه لك " .
حينذاك - أي حين مررتُ عن هذا الحديث ، شعرتُ كأنّ أحدهم عَلِمَ بمكان نزف الفؤادِ فوضع يده بقسوة وأخذ يضغط ويضغط وأنا أصرخ بصمت ، كنتُ أبتلع هذا الصراخ كلما صادفتُ اقتباساً يقرأني بذاك الوضوح .. حتى بدأتُ أستيقظ كلّ ليلة ما بين الثانية والثالثة فجراً وأجد يدي على قلبي مواسية ..
أجدني وقد أنهيتُ بكائي وفي حالة من الإستسلام التام ..أكفكف دموعي .. وأقول : هذا القلب يسري بقوانين القدَر .. لا حُكم لي عليه .. فأدَعه وما فيه .. وأدعو لك مُجدّداً .. وأخلد للنوم بهدوء ..
آهٍ على كل الفصول .. لم تَدَع لي فصلاً واحداً خالياً منك ..
من مرورك ، من حضورك ، متكلِّماً ، صامتاً ..

دُمتَ بصفاء .. يا نجمي الحُلو ..
السلام عليك وعلى عينيك الجميلتين ..

بقلم: نيفين عبدالحي

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا