حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7829

إعدام محمد الحاج .. أي ناقوس سيدق؟!

إعدام محمد الحاج .. أي ناقوس سيدق؟!

إعدام محمد الحاج ..  أي ناقوس سيدق؟!

09-02-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

   

 

عندما قضى الشيخ المجاهد مجد البرغوثي في سجون مخابرات عباس نتيجة التعذيب الوحشي قبل نحو عام، وتحديدا في 22/2/2008 كان لدى أجهزة دايتون في الضفة بعض الحياء – ولو المصطنع - لتقول حينها إنه قضى نتيجة تعرضه لنوبة قلبية، قبل أن تفتضح روايتها من خلال آثار التعذيب التي شوهت جسده، وتسرب مقاطع مصورة لها ظهر فيها الشيخ مجد وهو في لحظاته الأخيرة في المشفى. غير أن مسحة الحياء تلك قد سقطت من وجوه تلك العصابات اليوم وهي تعلن للرأي العام أن الشهيد محمد الحاج الذي قضى نحبه في سجون الوقائي قد أقدم على شنق نفسه! هكذا وبكل وقاحة تقتل هذه العصابات أسيراً اعتقل لديها على خلفية نشاطه في حماس ضد الاحتلال، ثم تحاول النيل من سمعته بادعائها انتحاره، لإنقاذ سمعة جهازها الأكثر قذارة، واحتقاراً بين عموم الفلسطينيين، وبهدف الاستمرار في تدليسها لتعزيز نفسها كأجهزة أمنية مهنية تحترم حقوق الإنسان أو تقيم وزناً لأي اعتبار أخلاقي. ولم يكتف جهاز الوقائي بإخراج هذه الرواية الرديئة حول اغتيال الشهيد الحاج، والتي تبين كم أن من تعب وسهر دايتون على تربيتهم وإعدادهم لقمع شعبهم ما زالوا فاشلين حتى في الكذب، بل قال "إنه تم نقل جثة المتوفى إلى مركز الطب العدلي بناء على طلب النيابة العامة"..! وكأن هناك قيمة لصوت أية سلطة نيابية أو قضائية في التأثير على سياسات أجهزة الحكومات التابعة للمحتل والمسيرة بأيدٍ خارجية، أو كأن هناك من يصدق أصلاً أن سلطة تقوم عليها فتح، وتمولها جهات خارجية وتجزل لها المكافآت كلما أثبتت تفانيها في التنكيل بشعبها يمكن أن تتحلى بالقدر اليسير من النزاهة لإلزام جهة قضائية فيها بقول الحقيقة أو تجاوز رواية الأجهزة الأمنية! لا ندري ما هو التبرير الذي سيخرج به عباس أو أي من زمرته للتعليق على هذه الحادثة، وهم الذين زعموا كاذبين مرات عديدة أمام الإعلام بأنه لا وجود لمعتقلين سياسيين في سجونهم! ولا ندري بعد ما هو التصنيف الذي سيعطى للشهيد محمد الحاج كمسوغ لاعتقاله بالأساس! وأغلب الظن أن كل من سيعلق على الجريمة سيكتفي باستحضار أسماء العملاء الذين أعدموا في غزة نتيجة لتخابرهم مع الاحتلال خلال الحرب، ويعقد مقارنة صفيقة بين الحالين في غزة والضفة تجد صداها لدى منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية غير النزيهة ولدى بعض الفصائل المنافقة التي يستقيم في عرفها أن تتبنى فتح العملاء والمشبوهين ككوادر لها في سبيل النكاية بحماس وتشويه صورتها! في جرائم القمع والاعتقال السياسي التي تنفذ بصمت في الضفة لم تعد مطالبات الجهات المعنية بالتدخل للإفراج عن المعتقلين مجدية، فما دمنا مبتلين بجهات وفصائل (محايدة) لا تبالي بتزوير الحقيقة لتبرير موقفها المتخاذل خوفاً مما قد يلحقها إن هي تصدت لمنطق القمع وخنق الحريات واستئصال المقاومة فللأسرى السياسيين في سجون الضفة أن يتوقعوا أمداً طويلاً من الظلام، ولعباس وأجهزته على اختلاف مسمياتها أن يمعنوا أكثر في الكذب والتدليس وملاحقة الشرفاء والتنكيل بالأحرار. ويبدو أن الشيء الوحيد الذي بات مجدياً أن نطالب الجهات الحقوقية، والمنظمات والجمعيات المعنية بالأسرى في سجون الاحتلال أن تلحق بعملها حالات الاعتقال لدى السلطة، ليس فقط لأن المعتقلين السياسيين لدى سلطة دايتون كلهم بلا استثناء أسرى محررون من سجون الاحتلال أو سيكون مصيرهم زنازين الاحتلال فور خروجهم من معتقلات السلطة كونهم يعتقلون لدى الجهتين على الخلفيات ذاتها، وفي أحيان كثيرة بتنسيق مشترك في تقاسم للأدوار وتبادلها في قمع المقاومة، بل كذلك لأن اهتمام هذه المنظمات بالأسرى لدى السلطة والتعامل معهم كأسرى الاحتلال سيضمن لهم شيئاً من حقوقهم الإنسانية، وسيخرج قضيتهم ولو قليلاً من مجاهل النسيان والتغييب. وما دامت أجهزة السلطة جريئة كل هذا الحد في ارتكاب الجرائم، فعليها ألا تخجل من مساواتها بالاحتلال كجهة آسرة، ما دامت أعمالها على الأرض تصب في خدمة المحتل بشكل مباشر، وما دامت وتيرة اعتقالاتها للمقاومين وتعذيبهم تتفوق على ما يرتكبه الاحتلال في أحيان كثيرة. رحمك الله يا محمد الحاج، وتقبلك مع شهداء حركتك المجاهدة الأولين والآخرين، وكل من شرفه الله بأن يقضي على امتداد هذا الطريق الطويل والمعبد بالشوك والدم والأشلاء، وعسى أن توقظ حرارة دمك المسفوك غيلة بعض من لا زالوا غارقين في أحلام المصالحة مع نفر باع نفسه للشيطان، ثم تفوق عليه في شره وفساده وإفساده في الأرض!  

 

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7829
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-02-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم