21-10-2020 10:03 AM
بقلم : سعد بخاري
هَذِي الأيَّامُ ماضِيةٌ في الزمانِ .. تلوِّحُ بِجناحَيها وتَمْضِي بشكلٍ سَريع.
أُشبِهُهَا بِأسرَابِ طُيُورٍ مُهاجِرَةٍ .. تَمرُ أمَامَنا في فَصلِ الخَرِيف.
ماضِيةٌ مُسرِعةٌ دُونَ تَوقفٍ .. كَسَهمٍ عابرٍ عَرِفَ الطَرِيق.
كشَجَرةٍ أوراقُهَا بَدَأت تُغَادِرُها .. تَسقُطُ وتَحمِلُها الرياحُ إلى بَعيد.
تِلكَ هيَ الأيَّامُ تَجرَحُ مُرافِقَهَا .. ومَرهَمُ الجُرحِ لِصَاحِبهِ صُبُور.
هَذِهِ الحَياةُ فِيها لكُلِ شيءٍ رَدِيف .. تَرَى الأمْرَ هبوطاً واراهُ صُعُود.
فالكأسُ إن رأيتَ نِصفَهُ فارِغاً .. فإن غَيرُكَ يَرَى النِصفَ المَلِيء.
وقناعةُ النَفسِ مرآةُ صَاحِبِها .. تَعكِسُ الرِضَا لِكُلِ حَكِيم.
فما وقعَ ريشٌ عن ظهرِ نسرٍ .. إلا وظَهرَ ريشٌ أقوى يُمَكِنُهُ الصُمُود.
وقَسوةُ الأحجَارِ بِظَاهِرها جُمُودٌ .. لكِنَ الماءَ حِينَ يَخْرُجُ يَشُقُ الصُخُور.
فأنظُر العُودَ وهو يَحتَرِقُ .. ما الفَرقُ بَينَهُ وبَينَ باقي الغُصُون.
يجودُ العودُ برائحتهِ طيباً .. النارُ تأكُلُهُ ولا يَخْشَى الحُرُوق.
فإمضِ ودَعْ قَطَراتَ الخيرِ أثراً .. وألجِم هُمومَكَ ولا تَشكُو السُقُوط.