04-02-2009 04:00 PM
سرايا -
بزهو وفخر يصرخ متعب الصقار:" اردنيين وما ننظام ومهرك يا الاردن غالي"، في (انشودة الوطن) التي احتفظ بنسخة منها في سيارتي، اطلق لها العنان وانا اجول وسط الجادات المليئة بالماء والخضراء والوجه الحسن والحرية في الريف الامريكي، واتسائل: هل ينظام الاردني؟ وياتيني الجواب: نعم ينظام، بل ويموت كمدا في بعض الاحيان وقهرا في احيان مخففة.
هل ينظام الاردني؟ هل يطرد من عمله؟ هل تتم محاربته في لقمة عيشه؟هل (يعكنن)، وعذرا لاستخدام هذه الكلمة العامية لكنها الابلغ في التعبير عن الحالة... موظفو التموين عيشة اصحاب دكاكينه الساعين لبعض من رخاء؟ هل يفسد موظفو الصحة فرحة اصحاب مطاعمه بيوم عمل جيد؟ هل يتباطأ موظفوا امانة عمان في انهاء معاملات الباحثين عن رخصة للحياة!!
الاردني، يا صقار، لا ينظام فقط بل ويشّرد وينفى ايضا، الاردني لا ينظام بل تمتهن كرامته في السجون ويضرب حد القتل احيانا، بالمناسبة ما اخر اخبار النزيل الذي قضى في الزنزانة الشهر الماضي!!
لا اكتب بانطلاق لانني اعيش خارج الوطن، بل اكتب لان من يخسر الاردن لا يوجد لديه شئ يخسره، اكتب بانطلاق لاني اعرف ان مهر الحرية والاردن غالي .
الاردني ينظام عشرات المرات، ينظام عندما ينام اطفاله بلا عشاء، وينظام عندما يمشي اطفاله تحت المطر للوصول الى مدرسة لا يوجد فيها تدفئة، ويلقون تحية الصباح على معلم يعتقد بان العصا هي الحل، وبعد كل هذا وذاك يطالب هؤلاء الاطفال بمنافسة من يتعلمون السباحة والموسيقى وركوب الخيل قبل قضاء عطلة الصيف في فرنسا و سويسرا.
الاردني ينظام عندما يتعب ويكد لستة عشر عاما ليتخرج من الدراسة ويجد ان الفاشلين دراسيا قد سرقوا وظيفته.
الاردني ينظام عندما يرى المنافقين الكذابين في اعلى المناصب لا لشئ الا بسبب وصوليتهم.
الاردني ينظام عندما يرى بناته وقد فاتهن سن الزواج لان كل شباب البلد قد فشلوا في الحصول على وظيفة، وان كل المناصب العليا ذهبت فقط لابناء الذوات، وينظام ايضا عندما يقف مع اسرته بضعة ساعات على قارعة الطريق يأمل، بلا جدوى، بسائق تاكسي يقله والاولاد .
الاردني ينظام عندما يكون التنديد والاستنكار هو كل ما يستطيع ان يقدمه لاشقاء عبر النهر اخذوا على حين غدر.
الاردني الحقيقي ينظام لانه مؤمن بان ظيم اهل القربى اعظم، و ينظام لانه ينظام ولا يستطيع ان يقول انه ينظام .
مقالات ذات صلة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-02-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |