حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1363

الجائحة ومستقبل التعليم الافتراضي(2)

الجائحة ومستقبل التعليم الافتراضي(2)

الجائحة ومستقبل التعليم الافتراضي(2)

19-08-2020 09:26 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ا.د.حمزة محمود شمخي
أثارت مقالتي(الجائحة ومستقبل التعليم الافتراضي)المنشورة بتاريخ 2020/8/14 الكثير من الملاحظات والتساؤلات من اساتذة الجامعة حول استمرارية العمل بالتعليم الالكتروني وهل هو الناظم الجديد الذي سيعتمد لاحقا حتى في حال القضاء على كورونا، وهل يقتنع جيل التعليم المباشر ان يتنازل عن دوره المبدع في تقديم المحاضرات الصفية.
لقد أكدنا في أكثر من مقال ان كورونا غيرت مستقبل المجتمعات في العالم، فمجتمع ما بعد كورونا ليس مثل ما قبله ولهذا فان إنتشارها (وضعت البشرية أمام فرصة لإعادة التفكير في المستقبل)بكل جوانب إستدامته ومنها التعليم .
والجميع يتذكر ان(اليونسكو)سبقت إنتشار الجائحة باشهر،حيث أطلقت في ايلول 2019 نقاش عالمي حول(السيناريوهات المتوقعة والممكنة والبديلة للمستقبل)من خلال مبادرة (مستقبل التربية والتعليم: تعلم لتصبح الإنسان الذي تريد) وعندما إنتشرت الجائحة وما أحدثته من تغيرات عميقة في سلوكية المجتمعات وغلق المدارس والجامعات ضمن الحجر المنزلي إكتسبت تلك المبادة (قوة دفع جديدة)من خلال تغيير مضمون النقاش وفقا للحدث الجديد على مستوى العالم.
لقد إنعكس تاثير الجائحة على(التعليم)بشكل اكثر إثارة فمن المستبعد ان يستمر العالم في إعتماد نظام التعليم التقليدي،(فالعزل والتباعد الاجتماعي أجبر الجامعات على التحول الافتراضي في التعليم حفاظا على إستمرار العملية التعليمية)في كافة مستوياتها .ومن المؤكد ان(الواقع الافتراضي  يجعل التعلم تجربة غامرة ومثيرة)مما شجع دخول الجامعات العريقة الكبرى في العالم هذا الميدان (وإعلانها انه بصرف النظر عن مستقبل الجائحة فانها ستمضي في مشروعها نحو تحويل العديد من المساقات للتعليم الافتراضي)ومنه التعليم المدمج.
ويقول الخبراء أن العالم(تغير بين عشية وضحاها، وربما يكون هذا فرصة نادرة ودافعا لتغيير شامل في فصول الدراسة لجعلها أفضل للجميع).
إن العالم في فترة القلق والخوف والاضطراب السلوكي والنفسي يجب ان يدرك ان عالمه المستقبلي هو عالم المعرفة الرقمية والتحول نحو التعليم الافتراضي ان رضينا به او لم نرضا،ان قبلنا به او لم نقبل،وعلينا الاعتراف ان المستقبل سوف يزيح كل شئ قديم مارسناه وتعلمناه وعلمنا الاخرين من خلاله.
أبو غزالة الملهم بالتقنيات الرقمية يقول(تسونامي التعليم الرقمي سيمسح المؤسسات التعليمية التقليدية مسحا كاملا والدراسات تشير انه في عام 2030يتوقع ان 90%من الجامعات الامريكية الرصينة تلغي التعليم التقليدي وتلغي الصفوف وتتحول الى التعليم الرقمي).والعشر سنوات في تاريخ الشعوب لا تعني شيئا. يعزز ذلك ما يتوقعه الخبراء من إنتشار الجيل الخامس 5G والذي أصبح متاحا في الكثير الدول، ستحصل طفرة في مفهوم التعليم الالكتروني يعزز فيها مقدمو الحلول الرقمية إمكانيات(التعلم في أي مكان وفي أي وقت)بحيث تصبح عملية التعليم والتعلم الالكتروني مقبولة ومدمجة كفصول دراسية مفتوحة توفر طرائق جديدة للتعلم من خلال تجارب الواقع الافتراضي والتفاعلي.
وإستعدادا للمستقبل،تولت شركات التقنية إقتراح التطبيقات المتطورة التي حولت التعليم الى الغرف الصفية التفاعلية ، وإستجابت الدول المتقدمة والشركات على الفور لتطوير نماذج وحلول للمتابعة ووضع نماذج مبدعة للاختبارات ونوعية المنهاج.
ويعزز ذلك حجم الاستثمار العالمي في مجال التعليم الرقمي الذي إرتفع بشكل مذهل حيث زاد من( 1.8 مليار دولار إلى 8.2 مليار دولار بين عامي 2014 و2018).وتشير الدراسات بأن(تركيز هذا الاستثمار في عام 2018  قد إنصب على حلول التعليم الافتراضي).
لقد غيرت الجائحة من شكل الاستثمار ومقداره وتشير الدراسات إن الاستثمار في التعليم الرقمي سيكون هو الاولوية في عالم المعرفة.فقد لوحظ ان هناك(تحولا جغرافيا في حلول التعليم الرقمي على المستوى الدولي.حيث إرتفع الاستثمار الصيني من 600 مليون دولار في عام 2014، إلى 5.2 مليار دولار في عام 2018،بحيث يتركز الان أكثر من 50٪ من إجمالي  الاستثمار العالمي في مجال التعليم الرقمي في الصين)
لنستعد برضا ان التعليم الرقمي هو أساس عملنا بدءا من العام القادم إن رضينا بذلك او لم نرضى وإن قبلنا بايجابياته او رفضناها.
فالمستقبل هو للمعرفة الرقمية ومن يعيش السنوات القادمة سوف ينظر الى هذا الزمن الذي نحن فيه هو(جزء من العصر الحجري)القديم.هذه حقيقة يجب إستيعابها والاستعداد بالتحول نحو التعليم الرقمي.
لقد أثنت اليونسكو على(إستراتيجية التعليم المدمج) لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعام 2020-2021،بشقيها(التعليم الالكتروني) للدروس النظرية(والتعليم عن قرب)للدروس التطبيقية.
ولضمان نجاح تلك الاستراتيجية يتطلب زيادة الاستثمار والتدريب وبغير ذلك سوف نعيش التحول على الورق،كما يجب الابتعاد عن تخويف الكادر القديم الذي أرسى معالم العملية التعليمية المبدعة من إن مستقبلهم قد إنتهى وعليهم ترك المجال لجيل الالكترونيات.
مجرد مقترح.








طباعة
  • المشاهدات: 1363
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم