حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1208

امكانيات تعافي قطاع السياحة الاردنية في ظل ازمة كورونا و تأثيرها على السياحة العالمية

امكانيات تعافي قطاع السياحة الاردنية في ظل ازمة كورونا و تأثيرها على السياحة العالمية

امكانيات تعافي قطاع السياحة الاردنية في ظل ازمة كورونا و تأثيرها على السياحة العالمية

19-05-2020 03:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. اسماعيل ملحم
استطاعت ازمة كورونا الاخيرة ان تطيح بمكتسبات السياحة العالمية بشكل كبير ، ففي الوقت الذي بلغت فيه عائدات السياحة العالمية في عام 2018 م حوالي 1,7 ترليون دولار و عدد السياح في جميع انحاء العالم في عام 2019 م اكثر من 1,1 مليار سائح تعطل هذا القطاع الحيوي بشكل لم يسبق له مثيل بانتكاسة كبيرة منذ بداية العام الحالي 2020 م متسببا هذا الوباء بفقدان آلاف الوظائف و اغلاق الفنادق و المطاعم و المقاهي و المنتجعات السياحية و اماكن التسلية و الالعاب و المواقع الاثرية و المتاحف ، و توقف الاستثمارات و تراجع نسبة الاشغال للمؤسسات و المرافق السياحية بنسبة 70-90 بالمائة في عديد من الدول، و من المتوقع ان يكون نصيب الدول العربية من هذه الخسائر كبير جدا في حال استمرار الازمة في هذا العام ، اذ من المتوقع ان تكون الخسائر في مصر حوالي 4 مليارات و في المغرب 3,4 مليار و في تونس 1,4 مليار و في كل من السعودية و الامارات و العراق و لبنان و الاردن و سورية و فلسطين بعدة مليارات لكل منها .
ان خطورة تاثيرانتشار فيروس كورونا على حركة السياحة العالمية كبير جدا نظرا لارتباط قطاعي السياحة و السفر ببعضهما و تعطل حركة النقل بين الدول و المحاذير الكبيرة المتوقعة من نقل العدوى للمسافرين نتيجة الاختلاط ، اضف الى ان عديدا من الدول الرئيسية المصدرة للسياح كالصين و الولايات المتحدة الامريكية و ايطاليا و فرنسا و اسبانيا و المانيا و غيرها اصبحت دول موبوءة حاليا و تتخذ حكوماتها اجراءات صارمة لوقف انتشار الفيروس بما فيها تقليص او منع الرحلات الخارجية غير الضرورية ، فعلى سبيل المثال كان السوق الصيني يصدر سنويا نحو 178,4 مليون سائح لمختلف العالم بنسبة انفاق نحو 277,3 مليار دولار ، و تم توقفها حاليا بنسبة كبيرة .
لقد اثبتت الاحداث المتزامنة مع ازمة وباء كورونا تأثر قطاع السياحة بالركود الاقتصادي العالمي الذي بدأت ملامحه تطفو الى السطح و تجلى اخيرا بانهيار اسعار النفط في الاسواق العالمية ، كما ان من المتوقع ان تكون الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن جائحة كورونا هذا العام 2020 م ما بين 5,8 ترليون الى 8,8 ترليون دولار وفقا لتصريح البنك الاسيوي للتنمية .
و امام هذه التطورات المتسارعة عالميا و لأن وباء كورونا قد يعيش طويلا ، و الى ان يتم اكتشاف لقاح امن له او تلاشيه و انحساره كغيره من الامراض الخطيرة السابقة مثل فايروس انفلونزا الطيور و انفلونزا الخنازير و ايبولا او الايدز او غيرها فان كل دولة عليها ان تكيف نفسها سياحيا و اقتصاديا و صحيا مع هذا الوباء و تتخذ الاجراءات المناسبة لإنعاش هذا القطاع الحيوي و القطاعات الاقتصادية الاخرى .
ولعل قطاع السياحة في الاردن من اهم القطاعات الاقتصادية التي تأثرت سلبا بأزمة وباء كورونا ، اذ كانت عائدات السياحة في عام 2019 م حوالي 5,4 مليار دولار فيما بلغ عدد السياح لنفس العام حوالي 4,9 مليون سائح ، و كان يسهم بما يقارب 12 بالمائة من الناتج المحلي ، و في حال استمرار جائحة كورونا و تعثر عودة حركة السياح الدوليين الى طبيعتها هذا العام فان ضررا كبيرا قد يصيب هذا القطاع ، لا سيما ان السياحة الداخلية لا توفر البديل الانسب للسياحة الولية ، حيث انها تسهم بما يقارب 10ـ20 بالمائة من عائد السياحة العام و لا توفر العملة الصعبة الداعمة لمداخيل الاقتصاد الوطني .
ان عديدا من الميزات التي تمتاز التي تمتاز بها السياحة الاردنية عالميا ستساعدها في تجاوز ازمة كورونا اذا ما تم استغلالها بشكل مناسب و الترويج لها ضمن خطوات مدروسة و واقعية على الصعيد الداخلي و الخارجي و منها ما يلي :
1ـ تعزيز سبل نجاح الاجهزة الحكومية و خاصة الاجهزة الصحية في السيطرة على انتشار الوباء بما يثبت للجميع ان هذا الوباء عابر لحدود المملكة و ليس مستوطن بها ، و هي ميزة مهمة للترويج للاردن و سياحته حاضرا و مستقبلا و بما يعزز الثقة بالمؤسسة الطبية الاردنية .
2ـ انعاش السياحة الداخلية كخطوة اولى من خلال استئناف النشاط السياحي بشكل تدريجي و تشجيع المواطنين الراغبين على ارتياد المواقع الطبيعية و التاريخية و الاثرية و المتاحف و المنتجعات و المرافق السياحية الاخرى ضمن سلوك سياحي امن يراعي الشروط الصحية و ايجاد حوافز لكلا طرفي المعادلة السياحية : السائح و المنشأة السياحية من خلال الاعفاء او التقليل من الضرائب و تقديم اسعار تفضيلية لوسائل النقل و الخدمات و طرح برامج رحلات مدعومة من قبل وزارة السياحة و الاثار كما جرت عليه الحال خلال السنوات الثلاثة الاخيرة .
3ـ استثمار السياحة العلاجية الى الاردن كنافذة لإعادة انعاش السياحة العالمية اليها و اعادة الثقة بالمنتج السياحي الاردني ، حيث ان السياحة الترفيهية ستكون على المدى المتوسط غير مامونة الجانب و لها محاذيرها ، لذلك يمكن اعادة توجيه السياحة العالمية للأردن في هذه المرحلة في اطار السياحة العلاجية و اخضاعها للشروط الصحية ، فالأردن يمكن ان يوفر لآلاف السياح في العالم بيئة صحية مثالية للتعافي من عديد من الامراض ، نظرا لوجود الطبيعة المتنوعة و الخلابة و المياه الحارة الغنية بالأملاح و المعادن و الطين البركاني و الخدمات الطبية المتميزة و ما تمتاز به من كلفة بالنسبة للأسعار العالمية ، و يحتل الاردن على هذاالصعيد المرتبة الخامسة عالميا و الاولى على مستوى الشرق الاوسط و شمال افريقيا كوجهة مفضلة للسياحة العلاجية ، وشكلت مداخيل هذا النوع من السياحة حوالي 1,2 مليار دينار عام 2015 م ، و يمكن ان ترتفع بشكل اطرادي في حال نجحت الجهود في الترويج لها و اعداد الخطط العملية .
و لعل وجود البحر الميت و شلالات ماعين و الحمة الاردنية و حمة الشونة الشمالية و حمة عفرة و حمة بربيطة و غيرها تقدم نموذجا للسياح ، اضف الى تقديم الخدمات الطبية و ما يرافقها من نشاط سياحي ضمن برامج التعافي التي يتم استقدام السائح اليها .

4ـ الترويج للسياحة الاردنية عبر وسائل الانترنت و التلفزة و مواقع التواصل الاجتماعي من خلال اعداد البرامج الوثائقية و التعريفية بالمعالم السياحية و الاثرية المميزة في الاردن لتكون الوجهة المفضلة للسائح خلال المرحلة المقبلة لما بعد كورونا ، فوجود مواقع مميزة و ذات شهرة كالبتراء و البحر الميت و وادي رم و مادبا و العقبة و المغطس و مدينة جرش و غيرها سيشجع السائح لخوض تجربة سياحية جذابة و وضعها على اولويات برنامجه المستقبلي .
خلاصة القول ان صناعة السياحة في الاردن يمكن ان تنتعش و تتعافى بسرعة من تداعيات ازمة وباء كورونا العالمية بما يمتلكه الاردن من ميزات سياحية و خاصة السياحة العلاجية و بيئته الصحية النظيفة و سمعته الدولية المحترمة ، لذلك لا بد من المبادرة الى تفعيل عديد من الافكار و البرامج المدروسة و تحويل الازمة الى فرصة ، و كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني : ( ان بمقدورنا من خلال السياحة ان نستقطب انظار العالم ليرى عراقة الاردن و شعبه و ما يملكه هذا البلد من فرص عديدة و كنوز فريدة ) .








طباعة
  • المشاهدات: 1208
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم