سرايا - موسى العجارمة - قامة فنية ثقافية طبعت اسمها بماء الذهب ورسخت موهبتها لمحبيها دون تردد، قدمت العديد من الأعمال الدرامية التي حققت نجاحًا باهراً خلال سنوات عديدة، تميزت بالفكر والثقافة والتواضع والحرص الدائم على تقديم الفن الحقيقي للمشاهد.

الفنان اللبناني القدير أليكو داوود يتحدث لـ"سرايا" عن مسلسلاته الدرامية الجديدة ويروي بشكل خاص تفاصيل مشاريعه القادمة، مبدياً محبته الكبيرة للشعب الأردني الذي يحمل معه ذكريات جميلة، عبر المقابلة التالية: 

- بالبداية ماذا تحدثنا عن مسلسل النحات الذي انهيت تصويره مؤخراً ؟

أتوقع أن مسلسل النحات  قدم تغييرات كبيرة بالدراما العربية عامة، لكون صورته وطريقة طرحه مختلفة عما عرض بالسابق، لا أنكر حجم الصعوبات التي واجهناها أثناء التصوير بسبب كورونا والحجر الصحي الذي أسهم بمعيقات كبيرة وأصبحنا على إثرها غير قادرين لإتمام  الثلاثين حلقة من المسلسل لشهر رمضان المبارك، فاضطرينا تصوير خمسة عشر حلقة كجزء أول وسيكون هناك جزءاً ثانياً للحلقات الباقية.

ومسلسل النحات قدم شكل مختلف من حبكة مميزة وإضاءة جميلة واحتوى على العديد من الممثلين المميزين، وناهيكم عن الأجواء الرائعة التي كانت موجودة في العمل، وأتقدم بالشكر الجزيل للشركة المنتجة "Isee Media" ممثلة بالمخرج إياد الخزوز وكافة العاملين بها، والشكر الكبير أيضاً للمخرج مجدي السميري الذي يعمل بمستوى عالمي لم أجد مثله من قبل.

- كيف وجدت العمل مع الفنان السوري باسل خياط؟

هذه ليست المرة الأولى التي أعمل بها مع الفنان السوري باسل خياط هذا الممثل الكامل الجدير بالاحترام، لقد عملت معه سابقاً في مسلسل الدوامة الذي تم تنفيذه ما بين حلب والشام. 

 وباسل خياط ابن مهنة يعي جيداً المطلوب منه بكل احتراف واحترام، وعندما يراه الشخص لأول مرة يعتقد بأنه إنساناً جدياً على الرغم من أنه فنان يحترم كل من حوله دون استثناء.



- قدمت تجارب درامية مميزة مع الفنانتين نادين نجيم وماغي بوغصن، من وجهة نظرك الفنية وخبرتك العملية، من الأكثر نضوجاً بالفن والثقافة ؟

لا أستطيع أن أقيم من الأكثر نضوجاً بالفن والثقافة مع جميع الأشخاص الذين عملت معهم، أن كانت نادين نجيم أو ماغي بوغصن، المشاهد هو من يقيم ذلك، لأن من وجهة نظري:" كل فنان له تجربته الخاصة بلون معين وذكراه بين الناس قد تكون أكثر من الآخر والعكس صحيح".


- بحسب عدد من النقاد والمتابعين: إن الدراما اللبنانية استعادت عافيتها بعدما تلاحمت مع الدراما السورية في إبان الربيع العربي، ولولا هذه الظروف لم تعد الدراما اللبنانية على الشاشة، تعقيبك على ذلك؟

الدراما اللبنانية كانت موجودة في عصرها الذهبي والجميع كان يعلم بذلك، عندما كان يباع المسلسل اللبناني لجميع المحطات العربية  في حقبتي الستينات والسبيعنات لغاية ما أتت الحرب وأعادتنا لسنوات عديدة للخلف، لا شك أن الدراما المشتركة المطعمة بالبلاد العربية من فنانين وفنيين تساهم وتساعد للانتشار والنهضة ورفع الجودة والنوعية وتبادل الخبرات، ومن وجهة نظري الأعمال المشتركة لها الإيجابيات والقليل من السلبيات، ولكن بنبغي علينا معرفة كيف نتعاطف معها، وتنوع الشخصيات الموجودة بالعمل يعود للورق الذي من المفترض أن يكون هناك مبرراً لوجود تلك الشخصية بصورة منطقية وليست تجارية بحته.

أليكو داوود مع الصحافة:




- يلاحظ القارئ أن أليكو داوود يمتلك جرأة عالية بتصريحاته الإعلامية، حتى لو كانت على حساب علاقته مع زملائه، هل هذا صحيح؟

الصراحة موضع حرصي واهتمامي، وأنا انتقي كلماتي بحذر دون أن أخذش أحد، ضمن الاحترام والتقدير ودون الوصول لا قدر الله لأمور نابية منفرة من الممكن أن تجرح الآخرين، وأنا حريص على علاقاتي مع زملائي؛ لأنه بالتأكيد سنجتمع بأعمال ومواقف ولقاءات قادمة. 


- كان لك تصريح على إحدى الوسائل الإعلامية بعنوان:" تيم حسن ليس أفضل الممثلين":




أ- من الممثل الأفضل برأيك ولماذا لم تجد مواصفات الممثل الأفضل عند تيم حسن ؟

أنا لم أوجه هذا الكلام لتيم حسن بصورة شخصية، بل هوإنسان محترم ونجم كبير وسابق الكثير من الناس سواء بالانتشار أو بالمعرفة، أنا لا أحبذ القول إن هذا الممثل أفضل من الثاني، ومصطلح الأفضل لم يعد موجوداً؛ لأنه أحياناً الممثل يقدم دوراً ويتميز به ويحلق كنجم، ولكن يتطلب أن يكون لديه المكونات الأساسية للممثل من العلم والخبرة والمعرفة والثقافة.

ومن الممكن أن نقيم الممثل بدور نجح به أو لا،  ولكن هذا ليس شرطاً أساسياً أن يصبح هو الأفضل، وأهم شيء يجب توفره عند الممثل هو التواضع وادراك أهمية الأشخاص الموجودين حوله من محبيه ومبغضيه سواء في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي.


ب- أدليت بدلوك حول:(تيم حسن وقصي خولي ويوسف الخال)، لو طلب منك انتقاء واحداً منهم للمشاركة في عمل درامي، من ستختار ولماذ؟

لا استطيع الاختيار؛ لكون قصي خولي صديقي ويوسف الخال أخي وهناك علاقات طبيبة بيني وبين النجوم اللبنانيين والعرب أمثال أحمد فهمي الذي اعتبره أخي، وصديقي عابد فهد، من الممكن الإفصاح عن علاقتي مع هؤلاء الفنانين ولكن لا أستطيع أن افضل أحد عن الآخر؛ لطالما جميعهم ممثلين جيدين وعظيمين.




- ماذا تخبرنا عن زوجتك الفنانة القديرة نهلة داوود؟

سعيد ومحظوظ بأن زوجتي الفنانة نهلة داوود، التي هي أم أبنائي وربة المنزل التي أعتبرها سنداً لي ويدي اليمين ورفيقة دربي، ونحن قبل أزمة كورونا كنا نصور مسلسل من (60) حلقة بعنوان "راحوا" للمخرج نديم مهنا وتأليف كلوديا مرشليان، كنت محظوظاً للغاية أن نجتمع سوياً بعد هذه الفترة من الزمن ونظهر كأزواج في المسلسل، للأمانة مسلسل (راحوا) يحمل قصة مميزة للغاية.

- هل أليكو داوود أخذ حقه فنياً، وعلى من يضع اللوم والعتب؟

طرح علي هذا السؤال كثيراً، لا يوجد إنسان حقق طموحه بنسبة 100% ولا أحد يرضى عن نفسه بالكامل، ولكن مقولتي الدائمة : "كثر خير الله والحمد لله"، كل إنسان لديه أنانية فنية، وطموحي ورغبتي وحبي للمهنة ما زال بحاجة، وأنا جدير بالحصول على الفرص، وأنا واثق بحجم قدراتي؛ لكوني عاشق لهذه المهنة.

وأتمنى أن يدرك الكاتب والمخرج والمنتج أن تقدم عمر الممثل له ميزاته، كما يدرك ذلك إخوتنا المصريين عندما يكتبون أدوارًا هامة لهذه الفئة؛ لأن بعد كل فترة زمنية يصبح عند الممثل نضوجاً خاصًا يستطيع التعبير عنه، فأنا دائماً أنتظر فرصة أجمل؛ لكي أبذل جهوداً عليها حتى أقدمها بطريقة مختلفة.

ولا أضع اللوم على حد، ولكن أطلب من المنتجين والكتاب أن يلتفتوا لكافة الفئات العمرية؛ لأنهم يملكون الضرورة الكبيرة داخل القصة ومن الصعب إسناد المهمة بالكامل للأبطال الرئيسيين .

وعلى الصعيد الميزانية أرى أن هناك ظلماً كبيراً عندما يتم توزيع ميزانية العمل بنسبة 70% للبطل والبطلة، وما تبقى من الميزانية يذهب لباقي الفريق، وهذا الشيء غير عادل ومنصف لمهنة الفن التي يبذل بها الجميع جهوداً كبيرة.



- أخبرنا عن مشاريعك القادمة؟

انهينا مؤخراً تصوير مسلسل (راحوا) وهناك جزءاً ثانياً من مسلسل النحات وهناك مشروع آخر من تأليف الكاتبة كلوديا مرشليان ولدي فلمين سينما، وما زلت أقرأ بالنص ولا استطيع التحدث عن التفاصيل، ولكوني عضو قديم في فرقة (كاركلا) التي تقدم المسرح الراقي الاستعراضي التمثيلي، كان هناك جولة على البلاد العربية، وما قبل الحجر الصحي قدمنا عرض مسرحي بعنوان (جميل وبثينة) في السعودية ضمن مهرجان العلا، كان عبارة عن مسرحية غنائية راقصة جميلة سنقوم بعرضها في عدد من الدول العربية لحين الانتهاء من أزمة كورونا.

- قمت بتقديم برنامج جار القمر وحقق نتائج جميلة على أرض الواقع، هل من الممكن تكرار هذه التجربة في سياقات أخرى؟

عملت كمذيع بقناة أوربت لمدة (12) عاماً وإضافة لعملي كمقدم برامج في قناتي (lbc وmtv)، وقمت بتقديم العديد من المهرجانات الدورية الثابتة؛ وأنا متواجد في عالم التقديم كما أنا موجود في التمثيل، ولكن خلال الفترة الماضية أصبحت القنوات الفضائية تقدم نوعية من البرامج لا استطيع التعاطف معها، ولذلك غبتُ قليلاً عن الشاشة كمقدم، ولكن هناك برنامج قيد التحضير سيتم عرضه على محطة عربية تبث من الخليج.

- بعيداً عن الفن أليكو داوود إلى من يشتاق اليوم؟

مشتاق لكل الأشخاص الذين رحلوا عن الدنيا، ولم نعد نراهم اليوم، بالتأكيد سنلتقي معهم مرة أخرى، وأخص بالذكر أبي وخالي وأصدقاء أعزاء منهم المخرج فارس الحاج، وأشخاص يعنون لي كثيراً، ولا أستطيع ذكرهم، وأشتاق ان تعود الدنيا بألف خير، وهذه الجملة تعني لي الكثير، بمعنى: الضيعة والهدوء والبلد والازدهار والثقافة وراحة البال والسفر والتنقل بين البلدان، وأتمنى أن يعم السلام بكافة الأقطار العربية وتتوقف كافة الحروب ونتخطى كافة الازمات، ويتلاشى هذا الوباء بالكامل ولم نشهد زيارة أي أوبئة أخرى.

- كلمة أخيرة لمحبيك في الأردن عبر وكالة سرايا الإخبارية؟

شكر خاص لكل الذين يتابعوني على وكالة سرايا الإخبارية، تحية للأردن هذا البلد الذي أحبه كثيراً وكان لي الشرف الكبير أن أقدم به مهرجان الأغنية العربية عام 1997 و1998.

تحية لكم ولجلالة الملك عبدالله الثاني أطال الله بعمره الذي أكن له كامل الاحترام ، واعتبره شخصية جميلة ومميزة ولها مني كامل الإعجاب والتقدير، وتحية للمملكة الأردنية كاملة العزيزة جداً على قلبي، رمضان كريم وأعاد الله عليكم باليمن والبركة. 

وأود أن أوجه تحية من القلب لصديقتي الفنانة الأردنية مارغو حداد  وأتمنى أن نجتمع سوياً بأعمال قادمة.