12-05-2020 01:22 AM
سرايا - في عام 1847، أرسل أعضاء Choctaw Nation (قبيلة أمريكية أصلية من الهنود الحمر معترف بها اتحاديًا مع منطقةاختصاص قبلي، وهي خليفة جمهورية شوكتاو الأصلية التي كانت موجودة قبل ولاية أوكلاهوما في الإقليم الهندي) أموال الإغاثة عبر المحيط الأطلسي إلى أيرلندا التي كانت تعاني من المجاعة آنذاك، وهو أمر لم ينسه الأيرلنديون الذين فقدوا أكثر من مليون شخص في مجاعة كانت هي الأسوأ بسبب اللامبالاة البريطانية.
ويقوم الأيرلنديون الآن بتقديم مساعدات مالية للقبائل الأمريكية الأصلية التي ضربتها جائحة تفاقمت بسبب عدم الكفاءة الأمريكية.
إن هذا عمل كريم، ورد للجميل، كما روى زملائي Ed O'Loughlin و Mihir Zaveri لكنها تُظهر أيضًا مقدار الأسف الذي بدأ العالم يشعر به تجاه دولة أخفقت؛ بسبب انعدام الكفاءة القاتلة لرئيسها ترامب.
وقد كتب فينتان أوتول في صحيفة تايمز الإيرلندية: إن البلد الذي وعد ترامب بأنه سيجعله عظيمًا مرة أخرى، لم يحدث أن مر عليه في تاريخه شيء مثير للشفقة مثل هذا".
وتساءل: "هل ستتعافى الهيبة الأمريكية من هذا الخِزي؟!".
وقبل أن نطرح سؤال أوتول، دعونا نلقي أولاً نظرة على مكان وقوف أمريكا في أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية. حسب تقييم ترامب، فهو يرى أن حكومته قد قامت " بعمل مذهل " مع جائحة كورونا!
فقد قال ترامب في كلمة إشادة له مؤخراً في نهاية هذا الأسبوع" :وسأخبركم أن العالم بأسره متشوق، وهو يشاهدنا لأننا نقود العالم".
إنه محق بخصوص موضوع القيادة؛ ذلك أنه في كل 49 ثانية تقريباً، وطوال الأسبوع الأول من شهر مايو، كان هناك مواطن أمريكي يموت بسبب هذا الوباء!
ومع الـ 1.3 مليون إصابة بكورونا التي أُبْلغ عنها في الولايات المتحدة، والتي تشكل 5% فقط من سكان العالم، فإن الولايات المتحدة قد سجلت ما يقرب من 33 % من عدد إصابات العالم.
ومع أكثر من 75 ألف حالة وفاة، فإن الولايات المتحدة تأتي في الصدارة أيضًا. ولا توجد بلد تقترب من جميع هذه النسب الثلاث.
وعلى الصعيد العالمي، يبلغ متوسط معدل الوفيات 34 شخصًا لكل مليون نسمة، أما في الولايات المتحدة فهو أعلى بـست مرات (232 لكل مليون).
وقد كانت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد أعلنتا عن أول حالات الإصابة بفيروس كورونا في الوقت ذاته من الأسبوع الثالث من يناير.
وقد بدأت كوريا الجنوبية على الفور بإجراء الفحوصات على نطاق واسع، وقامت بتطبيق التباعد الاجتماعي. بينما أنكرت الولايات المتحدة، وترددت، ولم تفعل شيئًا لأكثر من شهرين!
وبحلول نهاية أبريل، انخفضت حالات الإصابات الجديدة في كوريا الجنوبية إلى أقل من 10 حالات في اليوم. أما في الولايات المتحدة لذات الوقت، فقد تصاعد الوباء بمعدل يومي بلغ أكثر من 25 ألف مريض في اليوم.
كما أن نيوزيلندا التي سرعان ما فرضت إجراءات الإغلاق لم تسجل أي حالات جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك للمرة الأولى منذ منتصف مارس.
"لقد تصرفت الولايات المتحدة مثل باكستان أو روسيا البيضاء! مثل دولة ذات بنية تحتية رديئة، وحكومة مختلة وظيفياً، وقادتها فاسدين جداً أو أغبياء للغاية لتفادي المعاناة الجماعية" . لقد كانت هذه هي لائحة الاتهام من جورج باكر الكاتب الصحفي والروائي الأمريكي من المحيط الأطلسي، واصفًا الولايات المتحدة بأنها دولة فاشلة.
إنه نصف محق. وكما يقول العلماء فإنك قد لا يمكنك منع حدوث تفشي وباء، ولكن يمكنك منعه من أن يصبح كارثة تقضي على المجتمع، على الرغم من أن الولايات المتحدة تنفق على أمور الرعاية الصحية للفرد أكثر من أي دولة غنية أخرى. ومع ذلك، فها نحن أمام كارثة تامة في عملية إغلاق مع رئيس نرجسي.
إن الدولة التي استطاعت إنتاج ثماني طائرات مقاتلة في كل ساعة إبان ذروة الحرب العالمية الثانية، لم تستطع إنتاج حتى ما يكفي من الكمامات التي لا تكلف الواحدة منها 75 سنتًا، أو مسحات الأنف القطنية البسيطة اللازمة للفحوصات خلال هذا الوباء.
إن الدولة التي عَلَّمت العالم كيفية هزيمة مرض شلل الأطفال، تروج الآن لعلاجات الدجل التي تشمل المطهرات المنزلية من على المنصة الرئاسية!
إن الدولة التي أنقذت أوروبا بعد الحرب العالمية بخطة مارشال لم تكلف نفسها حتى عناء حضور المؤتمر الهاتفي الذي عقده قادة العالم الأسبوع الماضي، وتعهدوا بتقديم مساهمات بخصوص إنتاج لقاح لفيروس كورونا.
إن الدولة التي أرسلت القادة: جورج باتون، ودوايت أيزنهاور لسحق النازيين، تخوض الآن حربًا ضد قاتل فيروسي مع جاريد كوشنر المضارب العقاري الفاشل الذي يتولى السلطة بحكم زواجه من ابنة الرئيس.
ودعونا لا نلقي الكثير من اللوم على كوشنر، فبعد كل شيء فإنه قد حقق السلام في الشرق الأوسط، والجدار الحدودي، وأزمة المواد الأفيونية، وأعاد اختراع الحكومة على طريقته!
وقد أجاب ترامب في رده على سؤال "مَن هو المسؤول عنها؟"، المتعلق بـ سرعة الوصول" إلى برنامج لتطوير لقاح بالقول: "بكل صراحة؟ إنه أنا، أنا سأخبرك، حقاً أنا مسؤول عن ذلك".
حسنًا إذن، ولكن أين هو برنامج الفحص والتتبع المطلوب لإعادة فتح البلاد بأمان؟ أين هي الخطة الوطنية ليتم النظر في هذا الجهد؟!
إن ترامب قد استسلم، فهو لم يبدُ قط أصغر، أو أكثر إثارة للشفقة مما كان عليه عندما كان يجلس يوم الأحد الماضي قبل الماضي على كرسيه الصغير أمام نصب لنكولن التذكاري.
وبالرغم من أن أمريكا لديها حكومة فيدرالية فاشلة، أشفق العالم عليها، وسخر منها، إلا أن أمريكا ليست دولة فاشلة؛ حيث إنه سيتم إنقاذها من قبل علمائها وأطبائها، ومستشفياتها وجامعاتها، وشركاتها الذكية المبدعة، والقادة في مؤسسات الدولة الذين يتصرفون بمسؤولية أكثر من عائلة الاحتيال الموجودة في البيت الأبيض!
وربما يكون من الأفضل ترك فريق عمل فيروس كورنا يموت بشكل بائس، وهو يتبجح بإسقاطات الأنا.
وبالنسبة لسؤال الأيرلندي: هل ستتعافى الهيبة الأمريكية؟ ليس لبعض الوقت. فقد اهتزت صورتنا في الخارج بعد انتخاب ترامب، واستمرت في الانخفاض، ومعظم العالم الآن ليس لديه ثقة في قيادة الرئيس.
والشيء نفسه ينسحب على معظم الأمريكيين، فمرحبًا بك في كابوسنا!