بقلم : الدكتور اسماعيل العطيات
بعد كثرة الحديث عن النجاح الأردني اللافت للنظر في مكافحة جائحة كورونا، وما أبدعته الادارة الطبية الأردنية من نهج متميز في وضع خطة وقائية لتلافي انتشار الفيروس الذكي المستجد ، الى درجة تحقيق نتائج متميزة بالوصول الى (8) ثمانية أيام متتالية بنتيجة (0) صفر اصابة....وتعافي المصابين بالمرض تباعا وخروجهم من المستشفيات المتخصصة ، والانتقال الى مرحلة جديدة يتم من خلالها اعادة الطلبة الأردنيين والمواطنين المغتربين ومن تقطعت بهم السبل من مواطنينا في بلاد الاغتراب الى أرض الوطن ، ضمن خطة محكمة تأخذ بعين الاعتبار اجراء الفحوصات اللازمة عند وصولهم ، ووضعهم في أماكن مناسبة للحجر الصحي ومتابعة حالتهم الصحية طوال فترة الحجر ، لحين السماح لهم بالمغادرة الى منازلهم ضمن شروط وتعهدات مكتوبة ، اضافة الى تزويدهم بأساور الكترونية تتيح استمرار مراقبة ما يستجد على حالتهم الصحية ...
الا أننا بدأنا بالتفاخر بما وصلنا اليه ، وما تتميز به تجربتنا وما حققناه من انجازات مذهلة ، عجزت عنها الكثير من الدول الأكثر ثراء من الأردن والأكثر تقدما في العلم والتكنولوجيا والخدمات الطبية ....
وواقع الحال أن تقصيرا كبيرا في التعامل مع شريحة سائقي الشاحنات الأردنية القادمين من بعض دول الخليج ، وقد حملوا فيروس المرض وعدم التشدد بفحصهم حال وصولهم الحدود الأردنية ، والقيام بالحجر عليهم ، وما مارسوه من سلوكيات خاطئة بالتنقل داخل مدينتهم ، وزيارة معارفهم ، وحضور واقامة الولائم لأقاربهم ، دون أخذ الحيطة والحذر والتقيد باحتياطات الصحة السلامة العامة مما أدى الى (21) أصابة مؤكدة بفيروس المرض في يوم واحد....
والسؤال الآن....هل نستمر بالتراخي لنصل الى نتائج كارثية من حيث عدد الاصابات ، كتلك التي سبقتنا اليها بعض الدول الشقيقة والصديقة ؟ ....أم نراجع الاستراتيجية المتبعة لمكافحة الوباء المتوحش ، لضمان المحافظة على مواطنينا من العدوى والاصابة ، ونظامنا الطبي الوطني من الانهيار الكلي ، لا سمح الله....صرخة مواطن تبحث عن من يسمعها....!!!
ismailatiyat@yahoo.com